خيرت الشاطر رجل عاش للمحن
خيرت الشاطر
رجل عاش للمحن
أ.د/
جابر قميحةسألني سائل هل كان الإخوان موفقين حينما اختاروا خيرت الشاطر مرشحا لهم لرئاسة الجمهورية ؟ وإجابة هذا السؤال تقتضينا قبل الحكم أن ننبه إلى الطبيعة النفسية والروحية ، والحرص على الإصرار والصبر والمصابرة ، وإن شئت فقل إنه مسلم عاش للمحن ، فهو يهزها ، بإيمان قوي حاسم ، وهي مهما هزته لن تنال منه شيئا .
ومنطق المحن يعكس المدرسة الحقيقية التي تربى فيها الإخوان ، ومن يريد أن يؤمن بذلك ، فعليه أن ينظر إلى شواهد التاريخ ، والعطاء الرباني الذي يمنحه الله سبحانه وتعالى للصالحين والتقاة ، والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس .
وكان خيرت الشاطر يهز كيان الأقفاص الحديدية أمام المحكمة هاتفا من قلبه وأعماقه : الله معنا ، عزت أواصرنا ، طابت عناصرنا ، الله ناصرنا ، لا عبد يخزينا ، والله غايتنا ، والرسول قدوتنا ، والقرآن دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا .
وهذا المنهج التربوي يستوي فيه خيرت الشاطر في كل أحواله :
في منطقه الدعوي ، ومنطقه الاجتماعي الأسري .
فلا عجب أن تتحول المحنة إلى مِنّة ، ويصبح العذاب في الله عذب المذاق ، ويكون بعد ذلك الانتصار الحازم الحاسم .
وأراني لم أبالغ حينما قلت :
أيا "خيرت" الحقِّ لا لن تضام وكيف تضام وأنت الصَّمود وكيف تضام وأنت الأبيّ * * * لك الله يا خيرت الشاطرُ وما اعتقلوكم ؛ فأنتم أباةٌ وقبلك كان عصامٌ ومُرسِي فللحق قاموا، وللحق عاشوا | وإنك سيفُ هُدَى باتر وقلبك من ديننا عامر؟ وأنت الأخ الذاكرالصابر ؟ * * * فإنك عملاقها الآسر و" أمنُهمو"عاجزٌ قاصر وكلهموشامخٌ ظاهر جنودا همو العاصف الهادر |