قمة بغداد و حل الأزمة السورية !

قمة بغداد و حل الأزمة السورية !

رضا سالم الصامت

بحضور زعماء عرب و ممثلي الدول الاخرى من وزراء او مندوبين ،لم يمنع القمة التي انعقدت لساعات قليلة في بغداد من  أن تخرج بمقررات الى جانب اعلان، يحاول الايحاء بالاتفاق على ما طرح من قضايا، لعل ابرزها كما كان متوقعاً، الازمة السورية و دعمها لخطة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان التي تحظى بموافقة سورية وتتمتع بإجماع شبه دولي، لحل الازمة المستفحلة !

و قد شارك في هذه القمة 9 زعماء عرب هم: أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، ورؤساء لبنان ميشال سليمان، وفلسطين محمود عباس، وجيبوتي إسماعيل عمر غيلة، والسودان عمر حسن البشير، وتونس محمد منصف المرزوقي، وجزر القمر إكليل ظنين، والصومال شيخ شريف شيخ احمد، ورئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل. ويمثل الدول العربية الأخرى وزراء وسفراء ومندوبون. كما حضر القمة الأمين العام للأممالمتحد ةبان كي مون والامين العام للبرلمان العربي نور الدين بوشكوج والأمين العام للمؤتمر الإسلامي إكمال الدين إحسان اوغلي.

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، حذر أمام المشاركين في القمة، من أن خيار تزويد طرفي الصراع في سوريا بالسلاح سيؤدي إلى حروب ، إقليمية ودولية، على الساحة السورية.

وفي ظل تغييب سوريا عن القمة، أعلن غالبية المتحدثين دعمهم لمهمة كوفي عنان. ورأىالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن النزاع في سوريا قد يشكل خطراً علىالمنطقة، داعياً المعارضة إلى التعاون مع الممثل الدولي. كما دعا أمير الكويت الحكومة السورية إلى الإصغاء إلى لغة العقل والحكمة ووقف كل أشكال العنف ضد شعبها.

وأكد القادة، في القرار الخاص بسوريا، «موقفهم الثابت للحفاظ على وحدة سورياواستقرارها وسلامتها الإقليمية وتجنيبها أي تدخل عسكري. وطالبوا الحكومة السوريةبالوقف الفوري لكافة أعمال العنف والقتل، وحماية المدنيين السوريين، وضمان حريةالتظاهرات السلمية لتحقيق مطالب الشعب السوري في الإصلاح والتغيير المنشود،والإطلاق الفوري لسراح كافة الموقوفين في هذه الأحداث، وسحب القوات العسكريةوالمظاهر المسلحة من المدن والقرى السورية وإعادة هذه القوات إلى ثكناتها من دون أيتأخير.

وأدانوا الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين، واعتبار مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية، وتتطلب مسائلة مرتكبيها وعدم إفلاتهم من العقاب .

كما طالبوا الحكومة السورية بالسماح بالدخول الفوري لمنظمات الإغاثة العربية والدولية،مثل المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر وأطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات الإنسانية لتمكينها من إدخال المواد الغذائية والدواء،والمستلزمات الطبية لإسعاف المواطنين المتضررين وتسهيل وصول هذه المواد إلىمستحقيها في أمان ومن دون أية عوائق، ونقل الجرحى والمصابين إلى المستشفيات وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة وأجهزتها المختصة.

وشددوا على تنفيذ خطة الحل العربية للأزمة السورية التي تقوم على جملة القراراتالصادرة عن مجلس الجامعة كوحدة متكاملة من دون تجزئة، مع التعبير عن بالغ الأسىوالأسف لما أحدثه إصرار الحكومة السورية على الحل العسكري والإمعان في القتل وماخلفه ذلك من آلاف الضحايا والجرحى والاعتقالات وتدمير للقرى والمدن الآمنة.

ورحبوا بمهمة عنان ونائبه ناصر القدوة لقيادة العملية السياسية نحو إيجاد حل للأزمة السورية والانتقال السلمي إلى حياة ديمقراطية في سوريا، وذلك وفقا للتفويض الممنوح للمبعوث المشترك بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات جامعة الدول العربية، ودعوة الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة إلى التعامل الايجابي مع المبعوث المشترك ببدء حوار وطني جاد يقوم على خطة الحل التي طرحتها الجامعة وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، والترحيب بالبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن القاضي بدعم مهمة الوسيط المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

ورحب الزعماء العرب بنتائج المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري الذي انعقد فيتونس، والترحيب بانعقاد المؤتمر الثاني في اسطنبول، و مطالبة مجلس الأمن بتحملمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، والتحرك لاستصدار قرار يستند إلى المبادرةالعربية وقرارات الجامعة يقضي بالوقف السريع والشامل لكافة أعمال العنف في سورياوحث جميع أعضاء مجلس الأمن على التعاون البناء في هذا الشأن.

ثم جاء  *إعلان بغداد* الذي صدر في ختام القمة التمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الأجنبي ودعم مهمة كوفي عنان و ضرورة التنفيذ الفوري والكامل لهذه الخطة.

وطالب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرالخارجية العراقي هوشيار زيباري في ختام القمة، دمشق بتطبيق خطة عنان المكونة من ست نقاط بالكامل. .هكذا قمة بغداد و حل الأزمة السورية !