سيقولها الثوار قريباً شكراً لكم ياحكام العالم أجمع
سيقولها الثوار قريباً شكراً لكم ياحكام العالم أجمع
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
عندما فشلت المخابرات الأمريكية السي آي اي وبمساندة المعارضة الكوبية في اسقاط فيدل كاسترو زعيم كوبا عام1960في معركة شهيرة سميت بمعركة خليج الخنازير , كتب تشي غيفارا رسالة إلى الرئس الأمريكي يقول فيها :
شكراً على بلايا جيرون (مكان المعركة). فقبل الغزو كانت الثورة ضعيفة، أما الآن فإنها أقوى من أي وقت مضى".
لعلي أجد هذه العبارة ماثلة أمام الثوار السوريين وسيقولونها قريباً إن شاء الله , شكراً لكم ياحكام العالم أجمع , فقد جعلنا صمتكم نعتمد على ذاتنا وقوتنا وإيماننا بالله تعالى , فقد كنا أناساً محطمين ضعفاء نخاف حتى من أنفسنا, إلى قوة قهرتكم جميعاً وانتصرت إرادتنا وانتصر إيماننا , وهاهي ثورتنا أقوى من أي وقت مضى .
فلو وجدت محكمة دولية عادلة لوضع في قفص الاتهام (حكومة إيران وروسيا والصين وإسرائيل مجرمي حرب والحكم عليهم بالاعدام لأنهم السبب الرئيسي في سفك دماء السوريين ) ورؤساء وحكام اوروبا وأمريكا والدول العربية والاسلامية بالسجن المؤبد , لعدم مساهمتهم في وقف جرائم الحرب المرتكبة ضد السوريين .
إن القوة التي صارت إليها الثورة السورية والحمد لله ليست بسيطة ولا صغيرة أبداً وهي تنمو وتكبر كل يوم ويزداد عنفوانها وقوتها , إن الثلة المجرمة والحاكمة مع ماتتلقاه من الدعم الخارجي والداخلي , والقوة التي تمتلكها في الداخل , والتجييش الطائفي العالمي لها , ومع هذا كله تعجز عن إخماد الثورة في مكان صغير , إن الثورة السورية ليست ثورة ضد نظام حكم كما بدأت أولاً , بينما تحولت ثورة ضد مشاريع مرسومة للمنطقة , رسمتها قوى صهيونية وفارسية وبمساعدة دولية .
إن الثورة السورية هي أم الثورات كلها في هذا القرن , وستنتصر بعزيمة أبنائها وإصرارهم , ولن يجدوا من ينصرهم , ولكن الله هو الذي سينصرهم , لتعود بلاد الشام منارة الحضارات مرة أخرى وسيكتب بعدها, بداية تاريخ جديد للمنطقة كلها , وليست هي نهاية التاريخ كما عبر عنها الكاتب الأمريكي (فوكوياما)
فانظروا ياأبطالنا الثوار لقوتكم وعزيمتكم , في أنكم تجابهون أكثر من مليون مقاتل , وآلاف الدبابات والعصابات المجرمة , بأسلحة خفيفة وصدور عارية , ترهبون تلك القوى مجتمعة , وما خفي منها , فلا تستصغروا من شأنكم أبداً , ولا ترهبنكم جرائمهم مهما فعلوا , ولنا في ثورة الجزائر أكبر دليل , فقد قدموا مليون ونصف شهيد وتعرضوا لجرائم من قبل الاستعمار الفرنسي كالجرائم التي تمارس على شعبنا اليوم , ولكن كان النصر حليف المجاهدين , فكلما عظم الهدف , كلما كان الدفع والتضحية أكبر لتحقيقه , فاعتمادكم على الله ومن ثم على أنفسكم فلن يكون أمامكم إلا النصر الأكيد بعون الله تعالى .
ولا تهنو ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن شاء الله تعالى وعدونا هو الخاسر الوحيد .