سياسة الاختيار بين الحزبية والوطنية 3
د. محمد جمال صقر
اشتعلت بشأن الانتخابات الحربُ بين الحِزْبيِّينَ على مرأى المجلس العسكري!
طائفة تريد الانتخابات في موعدها، وطائفة تريد تأجيلها إلى أجل غير مسمى، وتذبذب بين الطائفتين الوطنيون!
خرج بعض الحزبيين جميعا على المجلس العسكري، وحددوا كبيره تحديدا؛ فتحداهم إلى الاستفتاء في أمره، ثم في أمر من سيتسلم منه السلطة؛ فظهر في جواب التحدي رأيان:
أولهما مُذاعٌ يَرى فيه مَنْ لا أُحَدِّده، أن يتسلم منه السلطة مجلس رئاسي يشارك فيه المترشحون للرئاسة كلهم جميعا. والثاني غير مُذاعٍ يَرى فيه أخي الفاضل المقدم مجدي صقر (ضابط سلاح المدفعية)، أن تُقَدَّم للمنتخبين ورقة زائدة تستفتيهم في أمر المجلسين العسكري المَنْكور والرئاسي المَذْكور.
والذي أراه أَلّا تَعَمُّد بذلك التحدي، أو أَلّا حِكْمة في حَمْله على التَّعَمُّد، بل على أنه جواب عارض للتشنيع عليه بـ"ارحل"، والعارض لا يُعْتَدُّ به. أما مجلس المترشحين الرئاسي ففكرة سياسية وطنية حكيمة جدا، ولا سيما أن أولئك المترشحين مترشحون من قبل -فلا تَعَمُّدَ بهم- وأنهم أخبر بالسياسة -فلا مزايدة عليهم- وأنهم مختلفو المنطلقات والرؤى والاختيارات؛ فلا احتكار منهم!
ربما خطرت فكرة مجلس المترشحين الرئاسي لصاحبها، في جواب تحدي المجلس العسكري، فذهبت من وعي الناس عُروضًا بعُروض، ولا سيما أن يُنْتَظر حدوث الانتخابات في وقتها. ولكنني أدعو إلى التمسك بها حتى تستقر الأوضاع تماما -فما زال بنا خوف شديد من عواقب الانتخابات- فإذا مُكِّنَ من المجلس الرئاسي هؤلاء المترشحون على اختلافهم فسيزداد تقدير التوفيق.