ولا يزال البعض يغط في نوم عميق
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
لنسمي الأمور بسمياتها , وننطلق من واقعنا , وبعدها يمكن ان نحدد احتياجاتنا
أمين الحزب الوحدوي الاشتراكي في حلب اليوم عبد المجيد منجونه , يعترض على طلب الحماية الدولية , ويعترض على التدخل الخارجي , من منطلق كما يدعيه , أن الثورة ليست بحاجة لأي مساعدة من الخارج , وبالمظاهرات السلمية نستطيع الوصول لحل الأزمة في سورية , والتدخل الخارجي سوف يكون نتيجته احتلال سورية واللعب بمقدراتها .
مع أنني أرى النصر قريباً بعون الله تعالى , بوجود تدخل خارجي أو من عدمه , ولكن العصا الخارجية هي التي ترعب النظام الحاكم في سورية هو وعصاباته الاجرامية , وبالتالي فإن طلب الحظر الجوي له هدفين :
الهدف الأول :هو نفسي يحطم نفسية العصابات الحاكمة في سورية .
الهدف الثاني : في حال حصوله سوف تقل الخسائر والتي يقدمها شعبنا الحر من خيرة أبنائه , فجمعة اليوم شهدت فقدان شهداء كثر ,هم ونحسبهم عند الله في جنان النعيم , فلو أصرت المعارضة على طلب الحماية الدولية ومنها الحظر الجوي على الأقل , معنى ذلك سوف يسهل انهيار الجيش السوري في تركه الحماية للنظام ووقوفه مع الثورة , وبأسلحته الثقيلة , لأنها سوف تكون بمأمن من القصف الجوي , وفي نفس الوقت سوف يكون هناك تأثير غير مباشر , من حيث صعوبة حصول النظام على الدعم الخارجي الجوي وعدم قدرته على حماية النقل البحري والبري , ولأن ذلك سوف يكون في متناول نار الجيش الحر المساند للثورة , وله تأثير كبير على الداعمين لهذه العصابات , وسوف يكون هناك الخوف على المصالح في داخل أركان تلك العصابات المحتلة , ولن يصمد النظام أمام هذا الواقع الجديد , وسينهار حتماً .
فاليوم خرج علينا في الجزيرة شخصيتان من المجلس الوطني هما بطين واللاذقاني ,وعبر الأول عن أن بوصلة المجلس الوطني يجب أن تكون موالئمة بوصلة الثورة , وإن اختلفتا معنى ذلك أن المجلس الوطني وجوده وعدم وجوده على السواء , أما اللاذقاني , فقالها علانية وبصوت عال يناشد فيها العالم والمجتمع الدولي على التدخل وحماية الشعب السوري من آلة القتل التي تتبعها تلك العصابات الاجرامية .
وعلى المجلس الوطني أن يناشد دول العالم ومجلس الأمن والأمم المتحدة للتدخل العاجل لحماية المدنيين , والسرعة القصوى في فرض الحظر الجوي , فأهلنا في حمص وحماة يتعرضان لأبشع غزو صفوي , فإلى متى الانتظار , عليهم أن يصيحوا بأعلى صوتهم , ويصرخوا بقوة كما صرخ اليوم الدكتور محي الدين اللاذقاني على الجزيرة .
والواجب الحتمي على الثوار في الداخل والنشطاء أن يوجهوا إنذاراً اخيراً للمجلس الوطني , وهذا الانذار يتضمن :
توجيه نداء وبيان رسمي باسم المجلس الوطني لمجلس الأمن ومجلس الجامعة العربية , والاتحاد الأوروبي , يطلبون فيه الحظر الجوي لحماية المدنيين , خلال 48ساعة , وإذا لم يوجه هذا النداء من قبل المجلس , فالثوار سيسحبون اعترافهم في المجلس , والبحث عن مجلس يضم المجالس العسكرية واللجان التنسيقية والمجلس العسكري كقائد للثورة السورية تحت لواء الضباط الأحرار .
فالمعركة طاحنة والثورة بلغت ذروتها , وتحتاج فقط لدعم حتى تنهي المهمة , فالمراقب اليوم لحركة الثورة في سورية , يجدها في بركانها الغاضب كأنه لم يجدها من قبل , ومع كل الوحشية التي تمارسها عصابات الاجرام , ولكنه شعب أبى إلا الحرية وسينالها بعون الله تعالى عاجلاً وليس آجلا , فرحم الله شهداءنا وعافى جرحانا وخلص أسرانا من أماكن اعتقالهم .