هنيئاً لسلطة قادمة في سورية ُتمثل هذا الشعب العظيم
هنيئاً لسلطة قادمة في سوريةُ
تمثل هذا الشعب العظيم
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
ومر اليوم الأول من الشهر السابع على الثورة في ربوع وطننا الحبيب , ولكن مصبوغ بالدماء الطاهرة البريئة , نحسبها عند رب العباد دماء شهيد وجريح في جنان الخلد إن شاء الله
نفضت عنك ياشعبي الأبي والذي أخرجت اليوم وما قبله كل درن السنين السابقة عن نفسك و آبائك وأجدادك , رجعت للأصالة الحقة , والتي حاول نظام البعث وقواده على تدمير الأصالة فيك , فقد وصفتك سابقاً وقلت احذروا من غضب الحليم إذا غضب, وبالفعل غضب الحليم , تجلا نهراً دافقاً من وادي العاصي ومدنه الشماء وجباله المحيطة فيه , ادلب الخضراء وجبلها الأشم , وادي الفرات وجزيرته الخضراء , وهناك نبض القلب في الشام وقبلتها حوران , في الساحل مانفتأ الأحرار يحاولون
المتتبع للوضع في الداخل خلال الأسبوع الماضي سيعتقد أن الثورة وقلبها المحرك حمص ستضعف , واليوم بدت طوفان نوح على بشار الخنزير وشلته من مجموعته , جبل الزاوية وأبطاله شموخ كشموخ الجبل , والأصالة العربية من الدير والبوكمال ومن جاورها والحسكة والرقة والقامشلي ومحيطها وحول حلب مروج خضراء ترسل أريجها لداخل الشهباء , ولكن يبق معظم أهلها يفضلون رائحة أخرى غير تلك التي اعتاد عليها ثوار سورية
هذا الشعب العظيم لايمكن ان يمثله من ينتمي لفصيلة الحيوان , ولا من الشيطان ولا من مستورد من قمعستان أو بلاد الصفر والخضر ولا من الاسكيمو
فقط يمثله من هو على فصله وشكله من بركة بلاد الشام
السلطة القادمة يجب أن تكون الخادم الأمين لهؤلاء الأبطال , يجب أن تكون الإبن البار لوالديه , فالسلطة هي بمثابة الإبن البار , فلولا الشعب ماكان هناك دولة ولا سلطة ولا نظام , جيل الثورة لن يرحم ابنها العاق , كما سكت عقوداً طويلة على مسلك ابنها المجرنم السابق
هو لم يكن لها ابناً كان لقيطاً , ادعى البنوة غصباً , وتحول لشيطان مارد في عباءة انسان
أعماله تعطيك أصله وفصله مجرم من مجرم من مجرب , مستورد من مكان غير معلوم
لكن القادم سنعرف أصل من يمثل الأمة , سنعرف هل يكون هذا حقيقي أم انه مزيف ودعي
فالسلطة القادمة أو النظام القادم عليه التفكير , وأن يتدارك وأن يحسب حساب أي خطوة يتخطاها , فإن عكر صفو هؤلاء الأحرار فسيكون مصيره أتعس من سابقه
النصر قادم وبين أيديكم ياأيها الأبناء والبنات الأعزاء
تخسرون وخسرتم أعز وأغلى وأطهر الناس ولكن فالعزة والطهر والغالي باق فيكم أيها الشوامخ في وطني الحبيب
فقوتكم وصبركم وجلدكم وتحديكم ونصركم على هؤلاء الشياطين الإنسية والقردة المنسية , وطمرهم في الأماكن المنسية, لن تخسروا إلا شيئاً واحداً ألا وهو الذل والذي حط علينا منذ استلامهم السلطة في سورية , خسارة الذل والعبودية والتشتت والتشرد والعداوة والتجسس , وغياب المساعدة بين الناس , وفقدان الثقة في النفس وفي البعض, تستحق هذه التضحيات للوصول لبناء الإنسان السوري الحر , وأن ينعم بالخير الذي وهبه الله له من هذه الأرض الخيرة
حقاً إنه لأمر عظيم وكبير وأعظم هدية لنظام حكومي قادم أن يخدم شعباً كهذا الشعب الثائر الحر الأبي.