ما يخص البطرك بشارة الراعي
كلمة المعارض السوري المسيحي بسام بيطار
في مؤتمر الائتلاف العلماني في باريس
بسام بيطار
وصلتني هذه الكلمة التي أعدها المعارض السوري المسيحي السيد بسام بيطار ليلقيها في مؤتمر الائتلاف العلماني في باريس و لكنه لم يمكن من إلقائها،
(ربما لضيق الوقت)..
أخوتي في القضية، اخوتي في المواطنية، اخوتي في الرب!
لقد فاجأنا سيادة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس بموقفه المعادي للثورة ودعوته الكنيسة لدعم السلطة المجرمة القاتلة، وتبين لنا ان سيادته ينحى بكلامه نحو من يخدم السلطة الأسدية بدل الله , ربما سيادته لايملك خياراُ أو ربما غرر به أو ربما تعرض لضغوط قاسية جعلته يركع لحافظ الأسد وسلالته بدلاُ من الركوع لله.
وماقرأناه في حديث البطرك الماروني بشارة بطرس الراعي عن خوفه على المسيحي السوري واللبناني في حال زوال حكم الأسد يؤكد ان المذكور يريد أيضاُ ان يشيع بين المسيحيين أن الأسد هذا هو حامي المسيحيين في الشرق أو على الأقل في سوريا ولبنان, وانا أحب ان أسال سعادتهما عن كيفية افتراضهما ان الأسد الذي لايعرف الله هو حامي المسيحيين, وهل عجز الله عن حماية شعبه فاستقال من منصبه وأسند المهمة لعائلة الأسد ؟ ومتى كان الأسد حامياُ او راعياُ؟ ,متى كان المسيحيون بحاجة للحماية ؟ أليس الوطن السوري وطنهم ايضاُ كما هو وطن لكل المواطنين السوريين أم هم دخلاء لايحق لهم مايحق لغيرهم ؟
أحبائي ! الشعب السوري صرخ من معاناته من حرب الابادة وسمع الرب صراخه .
والرب الذي جعل قايين تائهاُ وهارباُ في الأرض وبلا أصدقاء هو الذي عرى ويعري العصابة الأسدية من أصدقائها في الداخل والخارج.
الثورة تمتد ومؤيدو الثورة يزدادون كل يوم.
العصابة الأسدية جوعت وظلمت وروعت وقتلت الشعب السوري والشاب السوري خاصة , وقتلت الأنسان الصالح ومازالت تفعل ذلك.
لقد ركبت العصابة الأسدية على الشرير الجاهل وسخرته لمصالحها واستخدمته لقتل أخيه السوري من أجل لقمة العيش من الفتات وهذا ماتفعله شبيحة النظام في المدن والقرى السورية المسالمة.
وكما دمرت حماه في الثمانينات مدعية حرباُ على الرجعية الطائفية هي الآن ترسل نفس الجيش الأسدي ليقتل الثورة السورية والروح الثورية في الشارع السوري مدعية وجود عصابات مندسة تخريبية هيجت الشعب السوري ضد السلطة.
احبائي! الانسان السوري هب يدافع عن نفسه ضد حرب الابادة التي يمارسها ضده ابن الوحش مستخدماُ جيشه الأسدي وأمنه وشبيحته وكل اساليبه الوحشية للقضاء على روح الثورة. العصابة الأسدية تعرف أنها تحارب شعباُ يحب الله ويحب وطنه وهي بذلك تحارب الله نفسه.
فالى الأمام ايها الشباب السوري المبارك , ولتعلموا أن الله الذي نفخ فيكم روح الثورة على الظلم والاستعباد هو حاميكم, وهو المنتصر, الرب سيتمجد بصدقكم واصراركم على الكفاح من أجل الحق المسلوب اربعين سنة ونيف و لتكونوا واثقين ان العمل الذي بدأه الله هو يكمله الى التمام, وكل ظالم يحفر قبره بيده, ومن يحارب الله لاينجح والله منتصر دوماُ.
إن الأسد هو الذي جعل من عبادة الله رجعية , و هو الذي وضع نفسه مكان الله و هو الذي جَيّشَ اتباعاُ يعبدونه الى جانب الله و هو من الغى وجود الله تماماُ كما في الشعارات التي يرددها الشبيحة , فهو فرعون جديد يحارب الله, وحربه تتجلى بروحه الشبيحية الطاغية على كل مجالات السلطة؛
فالسلطة السياسية والسلطة العسكرية والسلطة القضائية والسلطة الدستورية والسلطة النقابية والسلطة التعليمية بل وحتى السلطة الدينية؛ فالكل شبيح يعمل من أجل اجرة أو منصب أو خوفاُ من الأسد الزائر الهائج يبحث عمن يبطش به.
إن صوت شوارع كل المدن والقرى السورية المنطلق من حناجر الأطفال والشباب والكهول والشيوخ, رجالاُ ونساء, متعلمين وأميين ومن مختلف الطوائف الداعي لاسقاط النظام يعني ان حاجز الخوف والرهبة قد هوى وأن السلطة قد سقطت معنوياُ وما تبقى على ارض الواقع من كيان هزيل رفضه الشعب الثائر ورفضه الكثير من اعوانه ايضاُ، وما الانشقاقات عن تلك السلطات الا دليل على تداعيها.
الا ترون معي ايها الاخوة ان السلطة الدينية ليست في منأى عما يحدث؟
ان سيادة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق وكذلك البطريرك الراعي يعرفان جيداُ ان الرب يرفض الراعي الأجيرالذي يهرب من الذئاب المهاجمة ويختبئ بين القطيع والرب قادر ان يجد راعياُ صالحاُ لشعبه، وكما نفخ من روحه في الشعوب العربية وصنع الربيع العربي هو ينفخ الآن من روحه بين المسيحيين ليعرف المسيحيُ ان الله يجب ان يطاع اكثر من الناس.
السلطات تفنى... والشعوب تعيش... والرب يتمجد بشعبه.
إن هذه الحالة ليست خاصة بنا نحن المسيحيين، و انما هي موجودة في كل الأديان و المذاهب، فهناك دائماً رجال دين أحرار و عقلاء و مخلصون و هناك رجال دين تابعون للسلطان و الحاكم الظالم المستبد. و لقد تخلت الغالبية العظمى من الأحرار من المسلمين السوريين عن المفتي أحمد حسون و كذلك عن رجل الدين الاسلامي و العالم المشهور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي بسبب تصريحاتهما الموالية لنظام الاجرام وبسبب وقوف هذا النوع من رجال الدين التابعين للحاكم الظالم في وجه السوريين المطالبين بالحرية و الكرامة.
وانا هنا أعلن لكم ايها الاخوة باسمي الشخصي وباسم كافة الأخوة المسيحيين السوريين الأحرار, رفضنا التام للمخلفات الأسدية على الدستور السوري وعلى قانون الأحوال الشخصية ونرفض رفضاُ قاطعاُ ان نكون من اهل الذمة ونرفض اي انتقاص من حقوقنا كمواطنين سوريين ونعلن انشقاقنا عن السلطة الكنسية الموالية للنظام القاتل ( اذا كان هذا هو الحل الوحيد المتوفر لدينا كمحتجين ) مفضلين ان نكون مسيحيين بدون مذاهب خاضعين للرب مباشرة مؤمنين به ايماناُ عاملاُ بالمحبة ونؤكد على اختيارنا الوقوف مع الثورة لتحرير الوطن من عصابة الشر من أعداء الإنسان و أعداء الأديان الذين تربعوا على عرش الوطن اربعين سنة ونيف.
المجد لله... والنصرة للثورة السورية العظيمة والرحمة والخلود لأرواح شهدائنا الأبرار الذين قضوا دفاعاُ عن الحرية والديموقراطية.
عشتم وعاش الوطن السوري الحر.