تساؤلات يطرحها الواقفين على الحياد

 عبد الله الشامي

كثيرا ما نسمع الناس من حولنا يعبرون عن مخاوفهم من المجهول ، ويطرحون تساؤلات أعتقد أنها مشروعة نظرا للحملة الممنهجة التي تقودها الماكينات الإعلامية السورية للتشويش على الثورة ، لذا جمعت هذه الشكوك وحاولت الرد عليها بلغة بسيطة مقنعة مدعمة بالدليل ما أمكن ذلك ، راجياً بذلك الهداية لمن لم يتحرك حتى الآن ولو بقلبه لنصرة شعبه :

1)   لو انتصرت الثورة ما الذي يضمن أن لا يأتي حكم أسوء  ؟

لنبدأ بالفرضية التي طرحتها بأن الثورة انتصرت ، فكلنا نعلم علماً   لا يقبل الشك بأنه سيكون هناك محاولات من أشخاص انتهازيين أو محسوبين على النظام السابق أو أصحاب مطامع بالسلطة الخ.. لالتفاف على الثورة " قطفها جاهزة " كما يقولون ، نعم هذا وارد لاشك فيه ولكن السؤال الذي يطرح نفسه  أين سيكون هؤلاء الشباب ، الشباب الذين تغلغلت فيهم الحرية وما عادوا يتخيلون الحياة بدونها... سينامون .. وهم الذين دفعوا حياتهم لتحقيق ما افترضته أنت من انتصار الثورة .

ما أحاول قوله باختصار : أن الثورة لو انتصرت على نظام عمره يفوق الأربعين عاماً مسيطر على الجيش والمخابرات والاتصالات و مهمين على الحياة السياسية و لديه المال ومدعوم خارجياً بشكل لا يقبل الشك .. فهل يصعب على الشباب إسقاط أي نظام أخر لا يتطلعون إليه  .

 

نحن نتذكر المقولة المصرية "80 مليون مصري خدو نمر بعض , وهي رنه! " في دلالة إلى أن الشباب لا يزالون  قادرين على الاتصال ببعضهم للبدء بثورة جديدة .

وأخيرا ... أقول اقبلها مني بصدر رحب  ، والله لا يوجد ولن يوجد نظام أسوء .

2)   الإصلاحات بدأت فلماذا لا ننتظر حتى تُطبق  .

أناشدك بكل ما تعتقد انه مقدس ، عن أي إصلاحات يتكلمون وتتكلم :

-        ستقول رفعوا قانون الطوارئ ، إذا ما برر الاعتقالات بدون محاكمات  والقتل الممنهج والدبابات والطائرات .

-        ستقول أصدر مرسوم عفو عن السياسيين ، إذا ما برر وجود طل الملوحي  و12 ألف معتقل بالإحداث الأخيرة ، وللعلم فإن مراسيم العفو الأخيرة قد أفرغت السجون من جميع أنواع المجرمين (البلطجية) إلا المجرمين المطالبين بالحرية ! .

-        وأرجو أن لا تقول خفضوا أسعار المازوت( 5 ليرات) لانك تعلم أنه قبل ما يقارب العامين كان سعره 7 ثم صار 20 ثم الآن 15   يعني انت الخسران وهم اخذوا ضعف الثمن وزيادة .

-        ماذا عن الاعتداء على علي فرزات والشيخ أسامة الرفاعي وتدمير المآذن ؟؟

-        ستقول أصدروا قانون جديد للانتخابات ، قال الدكتور محمد حبش (وهو محسوب على النظام كما تعلم ) أن قانون الانتخابات الجديد لا يحظى برضا المعارضين إلا بنسبة 10% . ولتعلم أن النظام لا يريد الإصلاح تذكر معي أقوال الرؤساء :

  زين العابدين : لا رئاسة مدى الحياة .

  حسني مبارك : لم أكن أنتوي الترشح لفترة رئاسية جديدة .

  علي صالح    : لن  أورث ولن أترشح لفترة جديدة .

لن ندخل في السرائر وسنحكم فقط على الظواهر .

الآن اُسرد جميع التصريحات للمسئولين السورين تجد أنهم لا ينون

حتى الوعد بإصلاح  يسحب منهم امتيازاتهم ، المادة 8 صرح بخيتان أنها لا يمكن أن تُلغى  ، لا يتحدثون عن انتخابات رئاسية لا قريبة ولا بعيدة  (لأن الرئيس سيحكم إلى الأبد بزعمهم) ، والأشخاص الذين يحركهم النظام (المنحبكجية) يرددون عبارة لا تخلو من رسائل للمعارضين نذكر منها

الله سوريه بشار وبس  : بس أداة نفي ، تنفي أن يرضى هؤلاء بغيره

(منطق ديمقراطي يجب أن يُدرس لبقية الدول على قول وليد المعلم !) .

أبو حافظ  أبو حافظ  : هل هي دلاله إلى ولي العهد (الرئيس القادم) ! ؟.

سوريه الأسد  : أي من دون الأسد ستفقد سوريا  هويتها ، ما هذا  ؟

قائدنا إلى الأبد بشار الأسد  : لا تحتاج إلى تعليق .

ستقول هذه عبارات يرددها الناس ولا تعبر عن نية النظام ، أقول هذا الكلام صحيح فيما  لو لم تكن هذه العبارات تتردد على مسمع النظام و يرددها شخصيات سياسية كبيرة بطريقة أكثر ذكاء.

هل قرأت اللوحات الإعلانية في شوارع دمشق  والتي تقول "للإصلاح في سوريا طريق وحيد يقوده بشار " ... ما هذا الإقصاء وسوء الظن وتخوين جميع من يقول " لا " ، سورية مليئة بأشخاص غير الدكتور تريد الخير لسوريه ! .

كل ما سبق وغيره  يُدلل على  أن  النظام في الوقت الحالي سيتنازل عن الفتات مقابل بقائه في السلطة

وأخيرا ستقول لماذا تظن أن النظام لا يريد الإصلاح انتظر وسترى ؟

نقول لك يا أخي الذي تتوسم الخير في هذا النظام  فقد منحناه الفرصة وراء الأخرى

30 عام من حكم الأب  ألا يكفي .

11 عام من حكم الابن  ألا يكفي .

5 أشهر من عمر الثورة  ألا يكفي .

فقط إذا توقفت عن سلاحي الوحيد الذي أملكه وهو التظاهر السلمي ستتحقق الإصلاحات !  . لا وألف لا بدأنا الطريق وسنكمله  .

يتبع