الأسد.. واعظا

حازم الحريري

صحفي سوري مستقل

طق شرش الحيا ـ على فرض وجود شرش من أصلوـ عند سماحة الشيخ بشار الأسد وهو يلبس جلباب الوعظ متحدثا بمناسبة شهر رمضان إلى ثلة ممن يفترض أنهم من حملة الدين وسدنته المنافحين عن حياضه من منتسبي العلم الشرعي أصحاب السماحة والفضيلة من علماء السلطان ومن دار في فلكه  في مشهد مليئ بالمفارقات التي تستدعي التوقف عندها بمشاعر مختلطة من الحزن والسخرية والمرارة ,كان أبرزها أن حاكم دمشق الذي ولغت يداه في دماء الأبرياء من بني جلدته يقف وبكل صفاقة ليحاضر عن الأخلاق واصفا أن ما تمر به سورية اليوم مرجعه إلى قلة الأخلاق أو انعدامها وهذا توصيف صحيح إذا أردنا الإنصاف لكنه ينطبق تماما عليه وعلى زبانيته الذين نزعوا عن كواهلهم أية قيمة أخلاقية أو إنسانية وتحولوا إلى وحوش بشرية ارتكبت الموبقات الملهكات فروعوا الآمنين وهتكوا الأعراض وداسوا كرامات الناس بأحذيتهم العسكرية التي دفعت قيمتها من جيوب مواطني هذا البلد المكلوم في مشاهد متواترة سجلتها أعين الجوالات والتي باتت شاهدة عيان حقيقية لاتعرف التضليل ولا الفبركة والتي شكلت في مضمونها صدمة حضارية عالمية لمن كان له قلب أو ذرة من ضمير..

نعم يا سيادة الرئيس أزمتنا أزمة أخلاق حين تقتحم بيوت الله وتدنس عتباتها الطاهرة في ليال مشهودة بل في  أشرف الليالي وأعلاها منزلة عند النفوس المؤمنة في ليلة تكتب فيها مقادير العباد وأعمالهم تدنس المساجد بأرجل عسكرك وشبيحتك الذين ما عرفوا لهم من إله غيرك فخلعوا عنهم كل نزعة بشرية أو قيمة أخلاقية وراحوا يمارسون طقوسهم في تعبيد الضعفاء والمقهورين غصبا وقهرا لاسمك ورسمك حتى باتوا يستمتعون في سادية مقززة وهم ينهالون على العزل من الناس بالضرب والإهانة ليرددوا كلمة الكفروالإشراك..

نعم أزمتنا أزمة أخلاق حين يقتل الأبرياء من المدنيين العزل لأنهم خرجوا طلبا للحرية وتوقا لحياة رغيدة بعيدا عن أعين المخابرات وسطوة من لايرقبون في سوري شريف إلا و لاذمة..

أزمتنا أزمة أخلاق حين تدك المدن بالدبابات وتمنع الجمعة والجماعات وتتنتهك الحرمات وتستباح المقدسات على أيدي حماة الديارالذين تحولوا إلى حماة بشار !!

تقول ورائحة الكذب تفوح من جنباتك حتى امتلآت بها عمامة مفتيك الحسون الذي صنعته على عينك وأجلست إلى جوارك و أن حماتك الأشاوس لم يستخدموا في حربهم على شعبك الأعزل لا الأسلحة الثقيلة ولا المتوسطة وأن مئذنة دير الزور فخخت من قبل العصابات المسلحة التي لا وجود لها أصلا إلا في خيالك المريض والمأزوم ..

تكذب وأنت تحاضر عن الصدق وتمارس الرذيلة  فكرا  وأنت تتحدث عن الفضيلة والأخلاق وتشتشهد بآيات من القرآن وجنودك المارقين يمزقون المصاحف ويدوسونه بأقدامهم !!

يا أيها الرجل المعلم غيره....هلا لنفسك كان ذا التعليم ؟؟

تدعي زورا وبهتانا أن سورية التي ورثت حكمها صاغر عن صاغر هي من أكثر البلاد تمتعا بالحرية الدينية !!

ولا أعلم كيف أطلقت زعمك هذا الذي لاينهض على حجة ولا يستوي على دليل بل وقائع الأرض تدلل على أن هنالك حربا ممنهجة على الدين تبدأمن المدرسة التي أفرغت المنهج التعليمي من أي قيمة للدين وتنتهي بالخدمة العسكرية التي يمنع فيها المجند من أداء الصلوات المكتوبة !!

 ولو أنه ضبط متلبسا وهو يركع ويسجد لله لناله من العقوبة والأذى ما الله به عليم !!

لكن العتب لا يقع عليك  فقد عرفك الشعب على حقيقتك وشاهد بأم عينه ممارساتك تجاه أبناء شعبك وأنت المختبئ وراء شعارات الممانعة الموهومة والمقاومة المزعومة بل العتب كل العتب على من حملهم الله أمانة التبليغ والصدع  بالحق حيث أخذ الله عليهم الميثاق والعهد ان يبينوا للناس الحق من الباطل والحلال من الحرام فتقاصرت هممهم دون الغاية النبيلة والهدف الأسمى وأخلدوا إلى الأرض واتبعوا أهواءهم فركنوا إلى الظالم وأعوانه ولم يكتفوا بمجرد الركون  بل حملوا راية الباطل ونافحوا عن الطغيان وأتباعه فافتتن بهم  العوام من الخلق فأرجفوا وثبطوا وقعدوا وأقعدوا من دونهم في حين تسال الدماء غزيرة في ميادين الحرية والكرامة وهي تشكو إلى الله ظلم الظالمين وتقاعس المتقاعسين..