مائدة إفطار شيطاني وعظة الثعلب للديوك

ومنة الحرية الدينية التي يتمتع بها السوريون

رغم منع الصلاة على العسكريين ومحاربة الحجاب!!

محمد العلي - دمشق

سمعت الأسد الجمعة الفائتة ، وهي ( جمعة الصبر والثبات ) عند السوريين ، في كلمة مسجلة ، وهو يعظ شيوخ الدين وأئمة المساجد الذين جُمِعوا له على مائدة فطور رمضاني في القاعة الدمشقية ، في ليلة مباركة من العشر الأواخر ، إحياء لسنة أبيه المقبور ، اغتنمها في إلقاء موعظة بليغة رقيقة ، ذرفت منها عيون الحسون والبوطي وعيد بشير الباري ومن لفَّ لفَّهم ، وقال لهم : " إن أزمة سوريا وهي أزمة أخلاق " وصدق وهو كذوب !.

لما سمعتها ذكرت آنذاك شوقي ، إذ يقول :

برز الثعلبُ يوماً

في شعار الواعِظينا

وتذكرت حكمة الديك التي ختم بها – لا فض فوه - قصيدته الرائعة :

" مخطئٌٌ من ظنّ يوماً

أَنّ للثـعلبِ دِينـاً "

ومن قبل ، والشيء بالشيء يذكر ، التقى الأسدَ وفدٌ من العلماء ، ونقلوا عنه قوله بالحرف الواحد على سبيل الجد وليس نكتة : " لو تعثر أحدهم بدراجته في " الحسكة "  لخشيت أن يسألني الله عنها !!!!! " ، كأنه يريد أن يقول لنا : أنه فاروق العصر لا نيرونه !. قلت : ألم ير طبيب العيون الطفل رامي من أيام معدودات في حمص ، وهو على دراجته ، كيف قنصه شبيحته فأردوه قتيلاً !؟. أليس هو قاتله ؟. ألم يأمر بقتله ؟. ألم يأذن به ؟. أليسوا جنده وأزلامه هم الذين قتلوه ؟.

وفي موعظة الأسد للمشايخ الصم البكم ، خاض في موضوعات شتى ، وتناول العصابات والمؤامرات والإصلاحات ....إلى آخر هذه الأسطوانة ، لكن الرئيس نوَّه بما تتمتع به سوريا من الحرية الدينية ، وسرد منجزاته الدينية ومنجزات أبيه ، (7000 ) مسجد تنتشر في ربوع سوريا ، وعشرات بل مئات المعاهد والمدرس الشرعية ، قناة نور الشام الدينية ، مجلة نهجر الإسلام ..... إلخ .

قال شاعر من " كناكر" :

طـبعُ  البَغِيِّ متى قضتْ أوطارها......  لـبـسـتْ ثيابَ صلاتِهَا البيضاءِ

ألم تتباه وتفاخر – أيها الأسد - من شهور معدودات قبل ثورة 15 آذار ، بعلمانية دولتك ، وأن سوريا أكثر دولة علمانية في المنطقة ، وعلمانية دولة الأسد محاربة الدين لا مجرد فصل الدين عن الدولة !؟.

ألم تفتخر بأن دولتك أول دولة حاربت « الإرهاب والتطرف» قبل أمريكا والغرب ، وما ذاك إلا محاربة الدين الحنيف ؟.

فأين حرية الأديان وأنت تحارب الإخوان المسلمين والسلفيين بل سائر الملتزمين بدينهم الذي رضيه الله لهم ديناً ، وسجونك تكتظ بهم ، وأذنت بدين مستأنس طيِّع على هواك ؟.

أي حرية دينية هذه التي تتكلم عنها وتتباهى بها ، تخادع بها أولئكم الشيوخ ، لتستغلهم في الدفاع عن دولتك المضطربة ونظامك الذي يترنح ؟.

رجعت بي كلمتك إلى ثلاثين سنة من قبل ، عندما اختطب أبوك المقبور بطلاب الجامعة ، ممتقعاً لونه مضطرباً جسده ، وقال يومذاك بالحرف وقد تملكه الرعب : ( أنا مسلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله !!. ) سمعته بأذناي ، نعم ذكرتني ذلك الموقف وتلك الخطبة التي تشابه إلى حد كبير عظتك للمشايخ !.

أي حرية دينية أو احترام للدين ومبادئه الذي تدَّعيه وأنت تحارب العفيفات الطاهرات وتبغي لهن مالا ينبغي لهن ، وتحارب الحجاب والنقاب وتقف ضد العفة والطهر وتأمر بالفحشاء والمنكر وتنشر العري والإباحية في المجتمع ؟.

ألم يصدر أبوك المقبور قراراً بمنع الحجاب في المدارس ، وما يزال القرار سارياً حتى تاريخه ، وحُرِم بسببه آلاف البنات من التعليم خاصَّة في الريف ؟. ألم يرسل عمك الباريسي سراياه السيئة الذكر في الطرقات والشوارع والأسواق لنزع الحجاب عن وجوه النساء ورؤوسهن ، وكان يوماً أسود في تاريخ آل الأسد الأسود القبيح الشائه ، لن يغفره لكم الشعب السوري ولن تنساه الأجيال !؟.

كيف تزعم احترام الدين والشعائر وناس كثر يجاهرون بالفطر في نهار رمضان ، وما وقع ذلك إلا في عهدكم ، وجلهم من أنفسنا وليسوا يهوداً ولا نصارى فأولئكم القوم عهدنا بهم احترام المشاعر والشعائر ورعاية حق الجوار !.

كيف تزعم احترام الدين ثم لا تحتسب درجة مادة التربية الدينية في الشهادة الثانوية ، وليس لها أي قدر أو سعر مما انعكس على طلابنا وأبنائنا ، استهانة بالمادة وازدراءً لها ؟. 

كيف تزعم أن دولتك تتيح الحرية الدينية ، ثم تمنع الصلاة في ثكنات الجيش ، وتبطش عصاباتك بمن تقبض عليه متلبساً بصلاة ، وتنكل به كأنه متلبس بجريمة كبرى ضد النظام ، وتضيِّق عليه ، وهذا مشهود مشهور متواتر ، فأي حرية هذه ؟.

الصلاة عمود الدين وأنت تحاربها وتلاحق المصلين الراكعين الساجدين ، فما حرية التدين التي تزعم وجودها ؟.

سل ضباط الجيش وعساكره : هل يجرؤون على الصلاة أثناء الخدمة جهاراً نهاراً ؟. وهل في ثكناتهم ومعسكراتهم مساجد للصلاة فيها ؟.

وما زلت أذكر ذات ليلة اقتحم خيمتنا ضابط أمن معسكر التدريب الجامعي في " ضمير " ، ففرِّق جماعتنا ( كنا نصلي جماعة ) ، وراح يهدد ويتوعد ، وبتنا بشر ليلة !.

ثم أي احترام للدين أو تقدير لرجاله هذا الذي تزعمه ثم لا يجرؤون على تبليغ شرعة ربهم وأحكام دينهم كما أمروا ويكتمون كثيراً من البينات والهدى ، خشية السجن والاعتقال والاضطهاد الديني ؟. ألم يعتقل النظام السوري الشيخ عبد الرحمن الكوكي إثر حلقة في الاتجاه المعاكس ذب فيها عن الحجاب ، فورطه خصمه الخبيث قائلاً : فما قولك في حجاب السيدة الأولى الأنيقة حليلة رئيسكم أسماء الأخرس !؟. فأسكت الشيخ البائس ولم يحر جواباً !. ولما قفل راجعاً استقبله رجال الأمن واقتادوه إلى نزل الضيافة التي امتدت إلى بضعة أشهر بعد محاكمة بتهمة النيل من هيبة الدولة والتطاول على رئيس الجمهورية !.

نعم ، هناك حرية دينية للإيرانيين فقط ولذوي العمائم السوداء والقلوب السوداء والأفكار السوداء التي تجوب سوريا طولاً وعرضاً ، لتفتن الناس عن دينهم ، وتشتريهم بالمال والمتاع ، وتبتزهم بالمساعدات والإغراءات ، وتستغل فقرهم وحاجتهم الشديدة بعد أن ترك آل الأسد ديارهم وأرضهم قاعاً صفصفاً ؟.

تقول : نور الشام ، قناة دينية ، متى أنشأتها ؟. ألم تطلقها إبان الثورة ؟. ولماذا ؟. أليست رِشوة تشتري بها ضمائر الشيوخ وتضحك على لحية البوطي وتخادع الشعب وتريد إسكاتهم ؟.  ألم يكن تلفزيونك ووسائل إعلامك محرمة أربعين سنة على شيوخ وأئمة المساجد الرسميين بالظهور والحضور ثم تغير الحال فجأة وأضحى ظهور هؤلاء الشّيوخ الموظفين على وسائل الإعلام السورية مسلسلاً يومياً ، لتخدير الجماهير عملاً بمقولة ماركس : ( الدين أفيون الشعوب ) ؟.

أي حرية دينية هذه التي تمتن على المشايخ بها وأنت تمنع الكتاب الإسلامي وتحاربه إلا كتب البوطي والحبش والشحرور والحسون وأضرابهم وكتب الإيرانيين التي يوزعها المركز الثقافي الإيراني بدمشق بسخاء مريب !؟.

أي حرية أو احترام للدين ومبادئه وأنت تصادر الحريات وتضيع الحقوق وتسرق الثروات وتنتهك الحرمات فأي احترام للدين ومبادئه ، وهذه مبادئه ، وهل تظن الدين مجرد صلاة وصوم حتى الصلاة والصوم لم تحترمهما !؟.

ثم أي احترام للدين وشبيحتك تقتحم المساجد وتدنس المصحف الشريف ، وتكتب على جدران المساجد العبارات المهينة المشينة ، وتعتقل المصلين ولا تراعي حرمتها ولا مكانتها ولا قدسيتها ، وترتكب من الأفعال ما يقف له شعر الرأس مما لم تفعله فرنسا بل نقل لنا التاريخ احترامهم لبيوت الله ومراعاة مشاعر الناس واحترام شعائرهم التعبدية !. 

أي احترام للدين وقطعان الشبيحة يقصفون  المساجد ويهدمون المآذن ، ألم تر مئذنة جامع عثمان بن عفان في دير الزور كيف دمروها تدميرها ؟.

أي حرية دينية أو احترام للدين ومبادئه وقطعان الشبيحة تسجِّد الجباه لصورتك وصور أخيك الملعون وأبيك المقبور لا رحمه الله ؟. وهذا هو الشرك المذل المهين للإنسان الذي كرمه خالقه وأسجد له ملائكته وأمره بألا يركع لغيره وألا يحني هامته لأحد ، ولذلك جاءت جمعة ( لن نركع إلا لله !.) رداً على عبادة فرعون المهينة للكرامة الإنسانية .  

كيف تريدنا أن نصدقك أنك تكن للدين احتراماً وشعارات وعبارات الشرك الصريح : ' لا اله إلا بشار ' و " لا اله إلا ماهر' تكتب هنا وهناك ، ويعلن بها على الملأ وأنت ساكت راض بما يحصل ، وتبررها بأنها تصرفات فردية !؟. أليس هذا يشابه فرعون إذ نادى في قومه : { أنا ربكم الأعلى } ؟.

هذا وقد تواترت الأنباء وتكاثرت الروايات التي تخبرنا عن تعبيد الناس لصورة بشار الأسد وإرغامهم على السجود المذل لها وإذا أبى وأصر على التوحيد واختار العزة والكرامة فإنه سيلقى حتفه على أيدي سدنة الطاغية وزبانية سجونه الشداد الغلاظ بل رأينا تلك الصور التي تناقلتها الفيديوهات رأي العين ، وهذا ما حمل الشيخ أسامة الرفاعي خطيب جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي على إنكار المنكر وإنذار السلطات بالويل والثبور وعظائم الأمور وتحذيرهم مغبته ، فبرأ ذمته ، وكُتِبَ له مقام مشهود محمود ، وهلك شيطان أخرس ساكت عن الحق وما أكثر الصم البكم من شيوخنا الأفاضل اليوم ، وأشد منه جرماً شيخ سوء يؤيده ويشاركه في مائدة إفطار شيطاني ، امتزجت بالدماء التي يسفحها كل ساعة !.

لكن أعجب من العجب أن يقوم الأسد في المشايخ يعظهم ويعلمهم فن الخطابة والوعظ ، ويعلمهم طريقة قراءة الأحداث بما يضمن الموضوعية والتوازن والعدل كما يراه ، ويحدد لهم " دور ورسالة إمام المسجد في قمع الثورة " ، قائلاً لهم : { ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد } ، ويطالبهم بالقيام بدورهم وواجبهم في تخذيل الناس وتخديرهم وتثبيط هممهم وتوهين عزائمهم ، ويحرِّم التظاهر !. نعم تحول بشار الأسد بالأمس إلى شيخ ، كما تحول من قبله رامي مخلوف إلى فاعل خير !.

التظاهر حرام أما قتل الناس عمداً بالرصاص الحي فحلال بل واجب لإطفاء الفتنة ، ألا في الفتنة سقطوا !.

التظاهر السلمي حرام بحسب فتوى الشيخ الرئيس والشبيح الأكبر أما القتل الذي يجري يومياً وبلا حساب ، خاصة في شهر الرحمة والمواساة ، فهذا مستحب !!!. في كل يوم تشيع سوريا عشرين وثلاثين وأربعين وأحياناً يتجاوز الرقم المئة من خيرة أبنائها وفلذات أكبادها الصُوَّم الركَّع لكن ليس لبشار الأسد !. وكما يقيم الحكام في بعض البلدان مشروع " تفطير صائم " فإن بشار الأسد يقيم مشروع " قتل صائم " قرباناً لخامنئي ونار المجوس !. 

أليس في شيوخ الدين شيخ رشيد يقوم له فيرده عن غيه ويزجره عن تماديه وإيغاله في الدماء الزكية ؟. أليس فيهم رجل يقول كلمة حق ؟. ألا ترغب بأن تكون " سيد الشهداء " ؟. ألا يسرك أن ترتقي في الدرجات العلى ؟. ألم يذكره أحد بحمزة الخطيب الذي كسروا رقبته وقطعوا ذكره ورفيقه تامر الشرعي الذي ثقَّبوه بـ ( الدريل ) ، وما أدراك ما الدريل ؟.

وبينما الأسد يعظ شيوخ الدين ويعلمهم دينهم كان والد تامر الشرعي وأمه على شاشة العربية يدين الأسد بقتله ، ويقول : اثنان قتلا ابني ؛ الرئيس الذي أذن وأمر ، والقاتل الذي باشر ونفذ !.

وبينما الأسد يعظ شيوخ الدين ويعلمهم دينهم كان رسام الكاركتير العالمي الشهير علي فرزت على العربية أيضاً يروي مأساته ، وكيف اختطفه قطعان الشبيحة ، من ساحة الأمويين في قلب دمشق على مقربة من بيت الشبيح الأكبر ، وعذبوه تعذيباً سادياً وحشياً ، وخصوا أصابع يديه المرهفة الحساسة المبدعة ، بمزيد من الضرب مع تعمد تكسيرها جزاءاً وفاقاً ، وهم يقولون له : " سنكِّسر أصابعك التي ترسم بها ! !" أحلال هذا يا سيادة الشيخ الشبيح الأكبر ؟. أحلال هذا أم مندوب يا مفتي الجمهورية ؟.

وبينما الأسد يعظ شيوخ الدين ويعلمهم أمر دينهم ، وفي ليلة القدر وبينا المصلون يحيونها بالصلاة والدعاء والبكاء اقتحم جامع الرفاعي شبيحته وعصاباته ، وقاموا بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي ، وخربوا أثاث المسجد وكسروا المكيفات والثريات ، ومزقوا المصاحف ، واعتدوا على المصلين بالضرب المبرح ، ولم يستثنوا الشيخ أسامة الرفاعي على مكانته ورمزيته بل ضربوه ضرباً مبرحاً أفقده وعيه لينقل بعدها إلى مستشفى الأندلس بدمشق ، كما قتلوا وجرحوا واعتقلوا كثيراُ من المصلين ، وكان بين المعتقلين : الشيخ معتز الرفاعي بن الشيخ أسامة الرفاعي والشيخ عبدالرحمن مكية إمام المسجد !. فهذه هي الحرية الدينية التي امتن الشيخ الرئيس بها على المشايخ أن يعتدى في ليلة القدر على المصلين في المكان الحرام والزمن الحرام !.

أيهما أكبر ، أجيبوني يا شيوخ سوريا الأسد ! تمزيق قس أمريكي القرآن أقبح وأشد أم تمزيق شبيحة الأسد المصحف الشريف !؟. الرسوم الكارتونية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم ، ورواية ردئية تدعى " آيات شيطانية " لكاتب رديء مبتدئ اكتسب شهرته من ملالي إيران الذين أهدروا دمه ( أبشر بطول سلامة يا مربع ) أم ما يمارسه الشبيحة من كفر وزندقة وشرك وإجبار الناس عليه ؟. أيهما أكبر يا شيوخ ؟.

ألم ير شيوخنا الأكارم حسين الزعبي وقد عذبوه عذاباً لم يعذبه أحد ثم سلخوا جلده حياً كما تسلخ الشاة لكن بعد الذبح لا قبله !.

أوما سمعوا بما فعلوه مع المغني إبراهيم قاشوش الذي اقتلعوا حَنجرته ؟.

أما رأوا وسمعوا قهقهة الجنود ورقصهم على جثث وأشلاء ضحاياهم ؟.

ألم يأتهم أنباء جسر الشغور ، وكيف اغتصبوا الحرائر ؟.

أليس لهم آذان يسمعون بها !؟.

أليس لهم أعين يبصرون بها !؟.

أليس لهم قلوب يعقلون بها !؟.

أليس في القوم رجل رشيد ؟.

أليس في الأمة رجال ؟. فأين حماة الدين وحراس العقيدة ؟. أم بلغنا تلك الحال التي قال فيها علي الكرار لجماعته التي خذلته حين البأس : ( يا أشباه الرجال ولا رجال! ) ؟!.

أيها الشيوخ ( صمتكم يقتلنا !!) أما مشاركتكم الأسد مائدته فهي أكبر هي مشاركة له في كل جرائمه وفي كل الدماء التي تسفك وفي كل الأعراض التي تنتهك !!. ألا تسمعون أنَّات الثكالى وآلام المفجوعين بأبنائهم وإخوانهم وأزواجهم وآبائهم الذين ضرجوا أرض حوران واللاذقية وقطنا وكناكر الأبية بدمائهم الزكية !. أتآكلونه وتخالطونه ودموع الأمهات لم ترقأ ودماء الشهداء لم تجف ؟! ألا يعلمون أنه ما من قرية من قرى سوريا ولا حي من أحياء مدنها إلا وفيها خيمة بل خيام عزاء للذين قضوا نحبهم على أيدي جلاوزة مضيفهم السخي الكريم وجنوده البواسل وتحت قيادة أخيه البطل ماهر الأسد الذي أضاف إلى مجزرة صيدنايا في سجله المشرف مجزرة درعا وحمص وحماة والمعضمية وكناكر والقورية واللاذقية و....!.

شهودكم - يا خطباء المساجد - مأدبته شهادة زور وقول زور وموقف زور ومجلس زور إلا رجل قام إليه فأمره ونهاه فقتله فهل فعل ذلك أحد منكم !!؟.

إلى متى تصفُّون إلى جانب الطاغية في وجه الشعب المظلوم المقهور المقموع ، وتصدِّقون رواية الظالم عن عصابات ومؤامرات لا وجود لها اللهم إلا عصابات الأسد وقطعان الشبيحة التي سلطوها على المواطنين لتقتل وتغصب وتنهب وتسلب وتغتصب وتخرب وتفعل ما تشاء ؟. وكيف تدعون إلى طاعته وتضفون عليه الشرعية وإن سجن وعذب ، وإن طغى وبغى ، كيف وقد منع الإسلام من الحياة العامة بكل الأشكال ؟. كيف ؟. هل ترجون صلاحه وإصلاحه ، كيف ، وفاقد الشيء لا يعطيه ؟. كيف وهو سبب الفساد ومصدره وأس البلاء وعلته ، والشاعر يقول :

لَن تُصلِحَ الناسَ وَأَنتَ فاسِدُ  ***  هَيهاتَ ما أَبعَدَ ما تُكابِدُ

يا أئمة المساجد ويا شيوخ الإسلام !. والرسالة أوجهها أيضاً إلى كل خطيب جمعة وإمام جماعة ؛ إنكم ميتون ، وإنكم لموقوفون ومحاسبون ، عن الدماء الزكية وعن دموع الأطفال وأنات الثكالى وزفرات الأرامل في باب السباع ومخيم الرمل والقابون وحماة وجبلة و......... وفي كل سوريا ، ولسوف تسألون !. اللهم قد بلغت . اللهم فاشهد !.

لن نسامحهم ، لن نسامح مشايخنا ، ولن نغفر لهم والتاريخ سيكتب ذلك ، وسيظل سبة ومعرة في جبينهم ، والخلود والمجد للشيخ أسامة الرفاعي وكريم راجح ، والخلود للشهداء والأبطال والشرفاء ، والخلود لعلي فرزت وإبراهيم قاشوش .