النظامُ الأسديُ رئة إيران
د. عطية الوهيبي
كنت أُنصت إلى قناة العالم الإيرانية في أحد برامجها، وكانت تتحدث عن المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات التي يقوم بها الشعب السوري في المدن والقرى والأرياف يهتفون للحرية، ويدعون إليها، ويطالبون بها، وقد حرمهم منها النظام الأسدي منذ ما يربى على أربعة عقود، ودمّر معانيها في النفوس، وَقوّض معاقلها في القلوب، وحول سوريا الأبية إلى سجن كبير يسام فيه أبناء سوريا ألوان العذاب وصنوف النكال، وضروب الأذى والأهوال، لم يسلم من ذلك حتى الشيوخ والعجزة والنساء والأطفال وأخذت القناة المذكورة تصف الشعب السوري الثائر بأبشع الصفات وأقبح النعوت وأنه يُنَفِّذ أجندات خارجية، ويوهن جبهة الممانعة والمقاومة والصمود التي يقودها بشار وحسن نصر الله، وطفقت تذكر إنجازات الجيش السوري والقوى الأمنية في القضاء على هذه الثورة في جميع المدن والمحافظات والقرى والأرياف وتبشر بالخلاص من شعب ثائر ينشد حريته وكرامته وعزته.
وهنا لا بد من أن نذكر بجملة من الحقائق الكبرى التي لا نخالها تخفى على أحرار هذه الأمة وشرفائها وعقلائها ومفكريها:
1) كان النظام الأسدي ذراع إيران في حربها على العراق، تلك الحرب التي وضعت أوزارها في 8/8/1988م، وقد أمدها بالصواريخ البعيدة المدى، والخبراء والمستشارين العسكريين والأمنيين، فوقف في صف المجوس الذين يسبون الصحابة ويلعنونهم ويمجدون أبا لؤلؤة المجوسي قاتل الفاروق عمر رضي الله عنه، ويسعون إلى إحياء مجد ساسان.
2) كان النظام الأسدي الحارس الأمين للكيان الصهيوني منذ نصف قرن من الزمان بعد أن سلَّم رأس النظام حافظ الأسد هضبة الجولان فِلذَة كبد سوريا إلى الصهاينة عام 1967م، وكان يومئذ وزيراً للدفاع، فأين الممانعة والصمود والتصدي؟؟!!
3) طرد النظام الأسدي المقاومة الفلسطينية من سوريا وأبعدها عن حدود الجولان، ولاحقها في لبنان، ودمّر مخيم تل الزعتر وغيره عام 1976 تنفيذاً لرغبات الصهاينة، والقوى العالمية المناصرة لهم.
4) كانت إيران حربة أمريكا في صدر العراق وأفغانستان وقدمت للأمريكان كل أسباب الدعم والمساندة لاحتلال هذين البلدين المسلمين العريقين.
5) فتح النظام الأسدي أبواب سوريا أمام المد الشيعي الاثتى العشري القادم من إيران، ورعاه ومَكّن له، وحماه بكل السبل والوسائل.
6) أسهم النظام الأسدي في دعم حزب (اللات) في لبنان الذي أسسته إيران ليكون ذراعها الضاربة في لبنان في إطار بناء الإمبراطورية الفارسية وكان دعمه له بلا حدود.
7) لبس حزب (اللات) ثوب الممانعة والصمود والمقاومة كما فعل النظام الأسدي والنظام الإيراني، وقد ولد على الفراش الصهيوني، وما حروبه مع الصهاينة إلا مسرحيات يراد بها التمكين للمشروع الإيراني في المنطقة.
8) من هنا كانت الحملة الإيرانية على الثورة السورية والشعب السوري المجاهد المصابر لأن النظام الأسدي هو الرئة الإيرانية في المنطقة.
9) إن التحالف بين إيران والصهاينة والأمريكان تحالف استراتيجي بعيد المدى، والمشاورات والاتصالات واللقاءات على قدم وساق بين قادة هذا التحالف لتحقيق أهدافهم في العالم الإسلامي.
10) احتلت أمريكا العراق وبسطت نفوذها عليه وكانت إيران شريكاً في هذا الاحتلال، تجوب أرجاءه وأنحاءه، وتُنصّب عملاءها لخدمة مصالح الإمبراطورية الساسانية تحت العباءة الأمريكية.
11) إن الثورة السورية ماضية بعون الله نحو النصر المنشود، فقد انتفض حفدة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، ولن يوقفها حفدة أبي لؤلؤة المجوسي وابن سبأ وابن العلقمي، وسيطلع فجر الثوار عما قريب ليغسل الأرض من أرجاس هؤلاء الدجالين وأدناسهم وليعود حفدة بني أمية لاستئناف مسيرة أجدادهم في النصر والبناء والتحرير والتعمير.