أيها الطبيب... لقد ولّى عهد الأسبرين

أيها الطبيب... لقد ولّى عهد الأسبرين

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

أعزائي القراء...

يُصَنّف الأطباء حبوب الأسبرين على أنها حبوب مُسَكِنه للآلام , مُخَفِّضه للحراره وليست علاجاً لمَرض أو أمراض, وقد أضاف الأطباء إلى إختصاص الأسبرين فيما بعد ميزة تمييع الدم , ولكن إذا إستمرت أوجاع الرأس لفترة طويله فهذا دليل على وجود مرضِ مما يتوجب على الطبيب المعالج التقصي عنه وحصره ثم متابعته بالدواء الناجع وليس بالأسبرين . فوجع الرأس في مثل هذه الحاله كان نتيجةً لداء وليس الداء نفسه. وليعذرني أصدقائي الأطباء لتطاولي على مهنتهم, وعذري في ذلك كوني الجهه المستقبله لوصفاتهم  منذ عشر سنوات تقريباَ.

 إخوتي وأخواتي..

الشعب السوري تَعَرّضَ ومنذ أربعين عاماً أو تزيد إلى سلسلة من الأوجاع  والآلام  إنتشرت من رأسه وحتى قدميه وغير مٌصَرّح له بمعالجتها إلاّ عند طبيب واحد ورث عن أبيه الطب.. والسياسه.. والشعب.. والأرض.. ظاهرها وباطنها وما طار فوقها , فالسيد الطبيب بشار الأسد هو الوحيد المخول بمعالجة أوجاع الشعب لسبب بسيط كونه ونظامه هما المسببين لهذه الأمراض .فإعتمد الطبيب المعالج على وصفة أبيه وذلك بتلقيم  كل فردٍ من أفراد الشعب حبة أسبرين يتعاطاها يومياً تحت طائلة العقوبه القصوى المنصوص عليها بالقانون لكل من يمتنع عن أخذها , فإذا صرخ أحدنا آه.. من ألمه .حُشِرت في فمه حبة أسبرين واحده عيار ٦٠٠ ملغ. وإن صرخ آه..آه حُشِرت في فمه حبتان وهكذا. ولكن ماذا لو تدفقت الآهات من فمه  بلا توقف؟ هنا تتدخل التكنولوجيا المتقدمه مدعومةً بعملٍ جراحي متطور فَيُحمَل صاحب الآهات على وجه السرعه وبكل لطف إلى أقرب عياده شعارها :عيادة النظام لتخفيف الآلام- فرع ٤٠٩- الطابق الرابع تحت مستوى الأرض , وهناك يتم علاجه فتنتهي آهاته... وتختفي الآمه...بل قد يختفي جسده إلى الأبد أيضاً وهي أرقى انواع المعالجه.

أعزائي القراء.. يعتبر الدكتور بشار الأسد الوحيد في سوريا الذي يحق له مزاولة إختصاص العلاج بالأسبرين لتخفيف الآلام.فغير مسموح لأي طبيب آخر مزاولة المهنه تحت طائلة عقوبة مخالفة القانون.فكل شيئ في سوريا مضبوط بالدستور والقانون...ألم أقل لكم أننا تفوقنا على سويسرا!

أعزائي القراء ...

في يوم ١٥ آذار عام ٢٠١١ صرخ الشعب السوري من درعا وبصوت واحد آه.. فتردد صداها  في كل وادٍ وسهلٍ وجبلٍ وقريةٍ ومدينة .. آهاتٍ وآهات...فأعلنها الشعب صراحةٌ  أن لا للأسبرين علاجاً بعد اليوم, فخمسة عشر ألف حبة أسبرين صاحبت الفرد السوري على مدى اكثر من أربعين عاماً  قرّحت معدته وأسالت دماءها نزيفاً لاينتهي  وزادت من آلامه وأوجاعه. فتحرك الطبيب البارع  فقام بشطارته المعهوده بتطوير العلاج ,فأوقف إستيراد حبوب الأسبرين العتيقه طراز أبيه وإستورد عوضاً عنها حبوباً حديثه مطوره مغلفة بماده واقيه

 تمنع تحللها في المعده معنونة بحبوب الإصلاح  لمنع الآه  والنواح  .فهتف الهتّافون ..وطبّلَ المطبّلون..وزمّر المزمّرون..وإهتزت الأرداف.. ورقص الراقصون  وهزج  المنافقون وغَنّوا

      شكراً  دكتور .. شكراً  سَيّدنا       

الإصلاح   دخل   بيتنا ...   ونَوَّر   ليالينا 

وصل الإصلاح بعد غياب وتحققت أمانينا

       شكراً  دكتور .. شكراً  سَيّدنا      

أعزائي القراء

إن الإستخفاف بالعقول وصل مرحلة التهريج  فآلام الشعب أسبابه معروفه..إنها جراثيم إستنبطها النظام في مختبراته  فكانت جراثيم لتفريخ الفساد وأخرى  لتفريخ التوريث والثالثه لتثبيت الديكتاتوريه ورابعه لسلب الكرامه وخامسه  لحجز الحريه وسادسه لنشر إكذوبة الصمود وسابعه لتطوير نظام الشبيحه   وثامنه للتزوير وتاسعه للمحسوبيه وعاشره لتدمير الجيش عماد الوطن ...هذه الجراثيم هي التي  أدت لآلام الشعب ... فثار ثورته  محطّماً زجاجات الأسبرين..ثم صرخ صرخةً لم يعهدها النظام من قبل  مردداً : إرحل أيها الطبيب المزيف مع بضاعتك فبرحيلك ترحل آلامنا وتطمئن أجيالنا ونبني مستقبلنا وتعود أحلامنا ورديه...إرحل أيها الطبيب المزيف ..فلقد ولّى عهد الأسبرين.