تقنيات المواجهة لماذا حكر عليهم

محمد حمزة الطنطاوي

محمد حمزة عبد الله الطنطاوي

قال ربي في محكم تنزيله وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاصٌ، صدق الله العظيم...

الأغلب في هذا الوطن الجريح يعرف هذه الآية العادلة التي تعطي لكل ذي حق حقه، وعي تفسيرها جيداً وخاصة مشايخنا العلماء، ولكن الله ألجم ألسنتهم بقراءتها من على منابرهم سواء في مساجد الله أو بمجالس أهل الله أو أهل السلطان وحتى عند السلطان الجائر نفسه.

وأتساءل وعيني تفيض من الغيظ وليس من دمع الحزن (فما للحزن في الزمان مكان) فالكل يقتل ويبطش ويأخذ على حساب الشعب المتناسي حقوقه.

أتساءل لماذا لا نتعامل مع الظالم بهذه الآية الكريمة وهي شريعة إلهية وقد وعاها الغرب والمستغربون من أمتنا العربية وضمنوها بشريعتهم الوضعية، فلماذا لم نقابل الحكم البعثي الذي يجثو على صدورنا العارية منذ الستينيات من القرن الماضي ونتغافل عن استعانته بخبراء الروس وخبراء أوربا الشرقية وفي الخفاء استفاد واستعان بخبرة أصدقائه الصهاينة ليس في المجال الزراعي أو الاقتصادي أو التقني وغيره من المجالات التي تبني الأمة، بل في مجالات الهدم وتحطيم العنصر البشري الذي يعتبر عضد الأمة وباني نهضتها وحضارتها.

ورجالنا وشيوخنا (كبار السن وليس شيوخ السلطان) يتذكرون في حقبة المواجهة الأول من عام 1974 حتى عام 1982م تطبيق كل هذه الخبرات في القمع والتنكيل والتعذيب لشعبنا مما اضطره للدفاع عن نفسه بطريقة أريد بها تأجيج مشاعر الغرب والتخريب وحتى العمالة لأجندة غربية استعمارية امبريالية وسواها من المصطلحات المقيتة.

وها هنا تعود حكومة البعث الطائفي إلى الاستعانة بخبرة إخوانهم الصفويين في قم وطهران لقمع هذه الثورة الجبارة بكلفة الأسلحة والأفكار والتقنيات، وما زال الشارع ينادي بسلمية حراكهم وهذا شيء مطلوب في هذه المرحلة ولكن زحام والتحام المعركة أنسى هذا الشارع بأن لا يبقى عاري الصدر والفكر أيضاً، فعلينا اتباع الآية العظيمة أعلاه من خلال استغلال أبسط وسائل الدفاع عن النفس المشروعة، كتأمين عصي لترد عصي أزلام النظام التي تنهال على الأسير من هذه المسيرة السلمية أو استخدام أجهزة الصعق الكهربائي لإبعاد هؤلاء الظلمة قساة القلوب من أن تعتقل أي شاب أو فتاة أو تأمين مواد كيماوية غير ضارة على المجتمع والأرض، مثل البارود أو البخاخ الذي يمكن رشه بوجه "الشبيح" القاتل الذي سينقض على أحد المتظاهرين السلميين فيعمي بصره عنه ويتركه في مسيرته السلمية بسلام.

ولا ننسى استخدام التقنيات من كاميرات تسجيل فيديو عالية الجودة لتوثيق القتل ووضع صور القتل في كافة مواقعنا التواصلية للتشهير بهم وبعائلاتهم حتى يخرج من صلب هذه العائلات من يخاف الله والتاريخ فيردع قريبه "الشبيح أو المجند القاتل هذا أو يمنع قريبه الآخر من الانخراط في هذه المقتلة الكبيرة التي تحدث ببلده الأسير ثم لتقديمها إلى المحاكم المحلية والدولية.

وما أظن مثل هذه المطالب تخرج عن سياق حفظ النفس والعرض وحتى المال الذي أرسل لحفظها كل الرسل والديانات السماوية ولا تعتبر في قاموس العنف والإرهاب أو المناداة للتظاهر المسلح.

وأختم بما بدأت من آيات الذكر الحكيم بقوله تعالى:

"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم..." صدق الله العظيم.