إنك عميل ومندس يا وليد جنبلاط
إنك عميل ومندس يا وليد جنبلاط!!
محمد فاروق الإمام
[email protected]
الزعيم اللبناني وليد جنبلاط حليف النظام السوري حالياً والقريب من الرئيس بشار الأسد، بعد انفصاله عن فريق 14 آذار وتقديم اعتذاره لدمشق عن مواقفه السابقة المعادية للنظام السوري، وتراجعه عن اتهام بشار الأسد شخصياً بالوقوف وراء اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أشار في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن "الحزب التقدمي الاشتراكي"، إلى
أن "الشعب السوري الذي يختزن في صفوفه طاقات وإمكانات وكفاءات كبيرة ينبغي الاستفادة منها في عمليّة التغيير والتحديث والتطوير لبناء سورية الحديثة وتفادي الانزلاق نحو المزيد من العنف الذي يفرّغ كل المبادرات الحواريّة من محتوياتها ويحول دون أن تأخذ الأمور مسارها نحو التهدئة".
ورأى أنه "يبدو ضرورياً أكثر من أي وقت مضى تنفيذ الوعود الإصلاحيّة التي أطلقها الرئيس بشار الأسد دون إبطاء وفي مقدمها رفع حالة الطوارىء عمليّاً وليس نظريّاً، ومحاسبة المسؤولين عن الارتكابات الخارجة عن القانون سواءً أكانت من مسؤولين أمنيين وعسكريين أم مجموعات مسلحة،
وتطبيق مراسيم العفو العام وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين".
وأضاف: "كما أن هذه الإصلاحات يؤمل منها إفساح المجال أمام بروز التعدديّة الحزبيّة من خلال إعادة النظر بالدستور وربما صياغة دستور جديد، كما قال الرئيس الأسد نفسه، وإتاحة حرية التعبير عن الرأي من خلال السماح بالتظاهرات السلميّة تحت سقف القانون
والامتناع عن إطلاق النار على المتظاهرين، وتسريع الخطوات الحواريّة لبلورة خطة إنقاذيّة للمرحلة المقبلة دون استثناء أحد من المعارضين، مع التأكيد على رفض التدخل الأجنبي من أي كان وبأي شكل كان".
نداء جنبلاط المتوازن والصريح الذي يدعو فيه الرئيس بشار الأسد لتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها دون إبطاء، مشيراً إلى أن الوضع في سورية لا يحتمل إطلاق تصريحات دون أن يكون لها صدى على الأرض، وأن يكون الحوار يشمل كل الأطياف السياسية في سورية دون استثناء أحد، وأن يكون تطبيق إلغاء قانون الطوارئ حقيقة وليس مجرد شعار حيث يستهدف المتظاهرون بالرصاص الحي والاعتقال، ومحاسبة القتلة والمجرمين، هو نداء صادق يخرج من القلب.. نداء صديق مشفق محب لا أعتقد أنه سيلامس شغاف قلوب
القائمين على الحكم في دمشق، وقد سبقه الكثيرون من أصدقاء النظام ومحبي سورية والمشفقين عليها من الانزلاق إلى مستنقع دموي لا يعرف إلا الله أبعاده وتداعياته، ولم يجدوا آذاناً صاغية لدى النظام أو سماع صوت العقل من قبل صاحب القرار في دمشق، الذي لا يريد أن يرى الآخرون إلا ما يراه ولا يريد أن يتحدث الآخرون إلا بما يتحدث هو به، وإلا فالجميع مندسون وعملاء ومتآمرون وأعداء، فماذا سيكون نصيب وليد جنبلاط من هذه النعوت التي قد يكون أقلها (عميل مندس)، فليس هو بأقرب إلى بشار ونظام الحكم في
دمشق أو أكثر أهمية لهم من أمير قطر الشيخ حمد آل ثاني ولا من رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، وقد ضحى النظام بعلاقاته معهما لمجرد أنهما نصحاه قبل أشهر بما تنصحه أنت به اليوم، وقد اضطر الأول إلى إغلاق سفارة بلاده في دمشق بعد تعرضها لهجمات متكررة من قبل شبيحة النظام وتهديد حياة العاملين فيها وتجميد كل المشاريع الاستثمارية التي كان قد بدء بها، ودفعت الثاني إلى الإعلان أنه سيكون مع المجتمع الدولي عند اتخاذه أي إجراء ضد النظام السوري، بعد أن كان يرفض أي تدخل أجنبي في سورية؟!
إني أشفق على السيد وليد جنبلاط مما سينتظره من عقاب ونعوت من صديقه بشار الأسد لأنه صدقه الحديث ووضع الحقائق بين يديه، ولم يكن حديثه كحديث أبواقه في بيروت الذين أثبتوا أنهم بشاريون أكثر من بشار ومدلسون أكثر من جيش المطبلين والمزمرين لهذا النظام السادي الذي يقتل شعبه بدم بارد، ويقتلونه هم بكلمات تحمل بين ثناياها رائحة الدم.