اشرف .. نور العالم
اشرف .. نور العالم
صافي الياسري
يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (صدق الله العلي العظيم)
ليس في الامر مبالغة، فكل العالم يتطلع الان الى نور اشرف الذي سيخط الاحرار وعشاق الحرية على هداه مسار الحرية والانعتاق والخلاص، فالمدينة المحاربة التي قدمت الشهداء على مذبح الارادة والصبر والتحمل، من اجل تعبيد طريق الحرية لكل امتها، واهلها، جديرة ان ترسم قديسة ونجمة فجر عالمي باهر النور، ولو استعرضت نداءات احرار العالم وهي تطالب بحمايتها لادركت اي مثل نبيل تعنيه اشرف للعالم اليوم وهي ما زالت مضرجة بدم ضحاياها، واي نور عابق بالمجد في ظلماته، يقول احمد شوقي (وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق).
في عددها الصادر يوم 11 ايار الجاري نشرت صحيفة الهيرالد تريبيون الدولية دعوة وجهها 106 نواب سويديون الى العالم وحكومتهم مطالبين بالاعتراف بالمقاومة الإيرانية وحماية دولية لأشرف، وفي ما يلي نص الدعوة المنشورة في العدد المذكور من صحيفة «هيرالد تريبيون» الدولية: 106 نواب سويديون يدعون إلى الاعتراف بالمقاومة الإيرانية ويطالبون أميركا والأمم المتحدة بحماية مخيم أشرف/ 35 قتيلاً و350 جريحًا خلال مجزرة 8 نيسان (أبريل) 2011 في مخيم أشرف
بيان مشترك صادر عن 106 نواب في البرلمان السويدي:«نطالب الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة تأمين الحماية لسكان مخيم أشرف»/«نطالب حكومتنا بالاعتراف بالمقاومة الإيرانية ونضال الشعب الإيراني من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية، وكذلك فتح حوار مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية».
ونستذكر هنا تحت ظلال اشرف،الصامدة الحزينة الفخورة، بعض اقوال اصحاب الضمائر الحية اثر مجزرتها التاريخية التي سوف تبقى ابد الدهر شعلة وهاجة تعبر عن التضحية والعطاء والفداء والتحدي العظيم على درب الخلاص الانساني:
**نافي بيلاي المفوضة العليا للأمم المتحدة في حقوق الإنسان – 15 نيسان (أبريل) 2011:
«ليس هناك من مبرر معقول لهذا العدد من الضحايا... وإن كان هناك شخص مسؤول أكثر من غيره عن استخدام القوة المفرطة فيجب أن يحاكم... إن التفاصيل الكاملة لما حدث بالضبط صباح يوم 8 أبريل/نيسان في مخيم أشرف ما زالت تبدأ بالظهور فقط... إن الجنود العراقيين كانوا يعرفون جيدا المخاطر المرتبطة بشن عملية مثلما نفذت في مخيم أشرف...».
**البروفيسور إلي ويزل الحائز على جائزة نوبل للسلام، أمام مؤتمر بباريس – 27 نيسان (أبريل) 2011:
«جميعنا نعرب عن كامل تضامننا مع أولئك المقيمين في أشرف الذين يناضلون من أجل حريتهم والوصول إلى حياة إنسانية حرة... إننا نطالب المجتمع الدولي بالتحقيق حول مجزرة 8 نيسان في مخيم أشرف والتي قتل فيها 35 ساكنًا في المخيم وأصيب 350 منهم بجروح بليغة.. إن سكان مخيم أشرف العزّل وقعوا اتفاقية مع قوات الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2004 تعهدت أميركا من خلالها بحمايتهم حتى حسم أمرهم نهائيًا. وقبل بدء الهجوم انسحبت القوات الأمريكية من الموقع.
إن مخيم أشرف في العراق هو مقر إقامة 3400 من أعضاء المعارضة الديمقراطية الإيرانية وهي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
**الى ذلك بعثت لجنة الأستراليين المساندين للديمقراطية في إيران برسالة إلى المندوب الأسترالي الدائم في الأمم المتحدة دعته فيها إلى العمل على تعيين لجنة دولية للتحقيق حول الجرائم المرتكبة في أشرف، وفي ما يلي نص الرسالة:
سعادة السفير غيري كوبين لان/سفير أستراليا في الأمم المتحدة
3400 رجل وامرأة إيرانيون في مخيم أشرف بحاجة إلى حمايتهم من قبل الأمم المتحدة
هناك أكثر من 3400 إيراني غير مسلحين في مدينة أشرف بينهم 1000 امرأة وقامت الفرقتان الخامسة والتاسعة من الجيش العراقي بشن هجوم عسكري رهيب عليهم في يوم 8 نيسان (أبريل) 2011.
إننا نطالب بعثتكم في الأمم المتحدة بأن تتحدث فورًا مع أعضاء مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة ليتخذوا قرارًا عاجلاً لتأمين الحماية لسكان أشرف بتركيز جنودها ذوي القبعات الزرقاء في المخيم. من العاجل للغاية أن تنسحب وحدات الجيش العراقي من مدينة أشرف.
من جانبها اوردت وكالة رويترز للأنباء في10/5/2011
استراسبورغ- توقعت هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوربي يوم الثلاثاء احتمال هجوم آخر في مخيم أشرف حيث يقيم 3400 معارض ايراني. وقال استراون استيفنسون رئيس الوفد خلال مؤتمر صحفي في استراسبورغ: «ان لم نكن قادرين على حل هذه المعضلة سيقع هجوم آخر». 35 من سكان أشرف قتلوا في 8 نيسان خلال هجوم شنه الجيش العراقي على اعضاء من منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة للنظام الايراني المقيمة منذ 20 عاماً هناك. وأكد البرلمانيون انه لم تتوفر بعد امكانية دفن جثث القتلى كما ان هناك مئات من الجرحى. وبات الوضع للسكان خطيراً منذ عام 2009 حيث نقل الجيش الأمريكي حماية المخيم الى سلطات بغداد التي ترغب في اقامة علاقات قريبة لنظام الحكم في طهران. وأعربت منظمة مجاهدي خلق عن قلقها من أن يتم دفع الثمن على حسابها. وطلب استراون استيفسنون في تقريره الاستنتاجي اجراء تحقيق مستقل حول أحداث نيسان.
وبنفس اليوم قالت الصحافة الفرنسية10/5/2011
استراسبورغ – أكد رئيس وفد البرلمان الاوربي الذي عاد من بغداد أن على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل لمنع وقوع هجوم آخر في مخيم أشرف حيث يقيم 3500 من المعارضين الايرانيين منذ سنوات. وأوضح في مؤتمر صحفي في استراسبورغ النائب الاسكتلندي في البرلمان الاوربي استراون استينفسون رئيس هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوربي الذي زار العراق على رأس وفد من نواب البرلمان الاوربي خلال الفترة بين 26-29 نيسان أننا لاحظنا تهديدات من جانب الحكومة العراقية حول ما قد يحصل في المخيم. ان هذه الزيارة تمت بعد اسبوعين من هجوم الجيش العراقي على أشرف مما أدى الى مقتل مالايقل عن 35 شخصاً في 8 نيسان الماضي.
وقال السيد استيفنسون نظراً الى ما حصل في 8 نيسان سوف يقع هجوم آخر اذا لم نعالج القضية. عندئذ يمكن القاء اللوم على الدول الأعضاء في الاتحاد الاوربي لعدم البحث عن حل. لا يعود الآن وقت المماطلة. وأكد النائب الاسكتلندي ان مجاهدي خلق المنظمة المعارضة الايرانية الرئيسية التي تسيطر على مخيم أشرف متشائمة بخصوص اخلاء المخيم ولكن رغم ذلك فانهم يعرفون خطورة هذه المسألة والتهديد الموجود في حال لم يتم اتخاذ أي خطوة بشأن المخيم. ويقترح الوفد البرلماني الذي لم يسمح له خلال زيارته للعراق بالذهاب الى أشرف أن يتم الترحيب بسكان أشرف من قبل الدول الاوربية واستراليا والولايات المتحدة وكندا. وبحسب استيفنسون ومن أجل هذا العمل يجب بداية أن يسحب المسؤولون العراقيون جنودهم من أشرف وأن يرفعوا الحصار عن المخيم. ومنذ الثمانينات يقيم حوالي 3500 من أعضاء مجاهدي خلق المعارضين اللدودين لنظام طهران في مخيم أشرف.
اما الجالية الايرانية في عموم العالم فقد واصل ابناؤها اعتصاماتهم ومظاهراتهم في مختلف بلدان العالم ومنها أمام المقر الأوربي للأمم المتحدة في جنيف مؤكدين ضرورة الانسحاب الفوري للقوات العراقية من مخيم أشرف في العراق مطالبين بتمركز فريق مراقبة دائم تابع للأمم المتحدة في المخيم وتأمين حماية سكانه والعناية العاجلة للجرحى.
اما نحن العراقيين المحملة قلوبنا وارواحنا اسى وحزنا، واسفا على الدم الذي سفك على اديم اشرف، فما زلنا نسجل احتجاجاتنا صلاة، دعاءا، ترتيلا، كلمة، صوتا، لوحة، مشاعر فياضة الود والرحمة والانسانية والتضامن، تكاد تشرق عيوننا بالدمع لولا اننا نعرف مدى فخر الاشرفيين بتضحياتهم، واملهم بغد لا يضاهيه غد .. الا اننا معكم يا اخوتنا الاشرفيين .. وليتنا كنا معكم في كربلائكم لكنا والله قد فزنا فوزا عظيما.