لا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله
د. أسامة الملوحي
النظام السوري ليس مثله شيء في القمع والبطش والارهاب .
وآلياته القديمة يطبقها نفسها بعد أن أعاد كل اركان القمع الثمانيني القديم .أعادهم كمستشارين ومشرفين.
وهم اليوم يطبقون سياسة الاستفراد للاعتقال والقتل والتصفية.منطقة منطقة
قبل تطبيق الاستفراد
_ يجمعون معلوماتهم كاملة .عن طريق مخبريهم وعناصرهم وبعثييهم ويستخدمون كل حواسهم ويستعينون بارشيفهم المتخم.
_ثم يثبتون المناطق الساخنة بالتطويق و الاحتواء وسد الطرقات .ويختارون المنطقة المستهدفة ويستفردون بها .
_يستخدمون الدبابات والدروع ويجتاحون الاحياء واهدافهم ثلاثة :كسر ارادة عموم الناس بالترويع والاهانة والبطش .قتل ميئات يعتقدون انهم قادة المظاهرات ومنظميها .واعتقال آلاف شاركوا في المظاهرات ليتم تأديبهم وترويضهم وتصفية من يستعصي على التأديب او اصابته بعوق او عاهة دائمة.
هذه خطتهم وخطواتهم نفذوا مثلها في الثمانينات فقمعوا المدن كافة واحتووها ثم انفردوا بحماة التي كانت كلها منتفضة.
في الثمانينات لم تنتفض الا حماة كان هناك تذمر واحتقان ومتفرقات ولكن لم تنتفض الا حماة .
أما اليوم فهناك اكثر من اربعين حماة.مدن منتفضة باكملها.
درعا محافظة منتفضة باكملها درعا المدينة و تمدها من حولها سبع درايع ولا أمل للنظام أبدا على الاطلاق في اسكات درعا باذن الله.
حمص محافظة المنطقة الوسطى منتفضة من اقصاها الى اقصاها .فحمص المدينة خرجت كما لم تخرج في تاريخها.ومن حول حمص تنتفض الرستن وتلكلخ وتلبيسة والحولة وكفرلاها وتلدو وتلدهب.
وحزام دمشق كله على الاطلاق انتفض .انتفض و تلاحم وزحف في دوما وحرستا وعربين وملكا وجوبر والقابون وبرزة وداريا والمعضمية والحجر الاسود والزبداني ومضايا والتل وغيرها .
وحماة خرجت عدة مرات ثم انتفضت عن بكرة ابيها في آخر جمعة ومن حولها خرجت مدينة سلمية بكل سكانها وشرائحها وكفرزيتة وطيبة الامام وغيرها.
واللاذقية مع جبلة وبانياس مدن لم تخرج وانما انتفضت من اول يوم.
وكذلك القامشلي وعامودا وراس العين مدن منتفضة على الدوام .
وفي البوكمال انتفاضة يعززها خروج متكرر في دير الزور والميادين والشحيل .
والرقة تخرج وستنتفض في وقت قريب.
ومدن اخرى لما تنتفض بعد ولكن الشعب السوري ينتظرها ليكمل مسيرة الحرية وليتخلص من سجانيه وناهبيه.
هذه كلها مدن قد انتفضت فكيف سيفعل المجرمون .هل يتوهمون أتهم يستطيعون الاستمرار ليبيدوا كل سورية وشعبها.أم يتوهمون أن الشعب إذا رأى القمع وذاقه فسيرهب ويرجع لموتته الاولى ,هذه المرة لن يعود الشعب باذن الله ابدا الا وقد نال حريته. أبدا لن يعود اويلين.
ومن وراء كل شهيد آلاف جدد سيخرجون وفاءا لدم الشهيد .ومن وراء كل معتقل جمهرة من اهله وناسه ستخرج لتطالب به ولتطالب بالحرية. ومن وراء كل حر تعرض للتعذيب أحراركثر سيحاسبون ويعاقبون.
ومن وراء المنتفضين والشهداء والمعتقلين أناس يحصون على المجرمين انفاسهم ويسجّلون اسماءهم ويوثقون أفعالهم وأقوالهم ليكون باذن الله الحساب قريبا في قضاء سوري شعبي عادل سريع ينال منهم ومن إجرامهم .
وفي هذا القضاء بشّروا القاتل بالقتل وبشّروا من عذّب أو نكّل أو أهان بأشد العقوباات.
وثّقوا كل شيء وسجّلوا كل شيء ولا تسأموا ان تكتبوه صغيرا او كبيرا الى أجله ...عسى أن يكون أجله قريب وماذلك على الله بعزيز ..والله أكبر.