جحيم المؤامرة المتهم فيها الشعب السوري ينفذها النظام علناً
جحيم المؤامرة المتهم فيها الشعب السوري
ينفذها النظام علناً
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
مع خروج أي مظاهرة ضد النظام في أية دولة عربية يخرج علينا حكامها باتهام الشعب بالمؤامرة وارتباط هذه التظاهرات بأجندات خارجية , وبالتالي الشعب هو المتآمر , والنظام هو المظلوم
لن نناقش الأمر طويلاً وخرجت المظاهرات في سورية , ومازالت وقوبلت تلك المظاهرات بالمدافع والدبابات والصواريخ والأسلحة النارية المباشرة على المواطنين العزل وتطورت لحصار خانق في قطع الماء والكهرباء والغذاء والمستشفيات واغتيال الأطباء لكي لايسعفوا الجرحى , والجريح الذي يصل للمستشفى يضرب حتى يموت , فهو العلاج عند أجهزة النظام السوري , واستعمل ويستعمل المقابر الجماعية ويدفن الكثيرون منهم أحياء كما فعل في حماه وحلب في الثمانينات من القرن المنصرم ليعيد الكرة مرة أخرى في حوران ودرعا بشكل خاص والمدن السورية الباقية بشكل عام
ويبر أعماله الوحشية تلك بالمؤامرة على سورية وهذه المظاهرات ماهي إلا تنفيذاً للمؤامرة
لنرى ماهي المؤامرة التي يتحدث عنها النظام حتى يعامل الشعب السوري بهذه الوحشية والتي قد تفوق وحشية الصرب ضد البوسنيين أو تفوقها حتما
يقول النظام السوري أن سبب المؤامرة هو :
فك الإرتباط بين النظام السوري من جهة وإيران وحزب الله في لبنان من جهة أخرى
إذا هذه هي المؤامرة وبسببها الشعب السوري كله عميل , ويجب إبادة كل من يعترض على التدخل الإيراني بالشأن السوري , وتنفذ الآن المجازر في سورية تحت غطاء المؤامرة , من أجل خاطر طهران حتى تكون راضية عن النظام السوري , وحزب اللات في لبنان
هنا أنوجه بهذا الرجاء الخاص لكل مثقف ومفكر وقومي ومسلم والذين يدافعون عن هذا النظام , هل تعتقدون أن إيران أرحم علينا من إسرائيل ؟
إن كنتم تعتقدون ذلك
فهل يعقل أن تدعموا نظاما لايستطيع إلا أن يكون عميلاً يسلم وطنه وشعبه لإيران وإن وجد هذا النظام إسرائيل أرحم فعليه أن يقتل شعبه لصالح إسرائيل كما يدعي النظام ؟
فإيران تحتل أراض عربية وتذل شعوبها ذات الأصل العربي , وهي مستمرة في المجاذر ضدهم وتتآمر على الدول العربية والمليون قتيل في العراق أو اكثر فإيران هي المسؤول الأول والمباشر عن ذلك , والأحواز العربية والجذر الإماراتية محتلة أيضا , وكذلك فلسطين , والعراق أصبحت ولاية فارسية والنظام السوري تابع لولاية الفقيه فيها وسمح للجيش الإيراني بقتل السوريين من الجيش السوري والذين رفضوا إطلاق النار على المظاهرات , وكذلك قتل الشعب السوري بمساندة قوى النظام السوري الجيش والأمن والشبيحة
فما الفرق بين الكيان الصهيوني والمشروع الصفوي الإيراني بالنسبة لنا كدول عربية والممتدة من المحيط إلى الخليج؟
إن النظام في سورية وضع الشعب السوري المتشوق للكرامة والتي سلبت منه منذ نصف قرن بين مطرقتين , مطرقة قواته الأمنية والجيش الإيراني وبين سلب هذه الكرامة والرضاء التام بالسيطرة الفارسية على سورية , وعليه القبول بهذا الواقع وإلا مصيره مذابح وجرائم ضده متواصلة حتى يسكت ويرضى بالواقع الأليم
الدول العربية لاتحرك ساكنا وتقف مع النظام ضد هذا الشعب والذي يريد التخلص من الإستعمار الداخلي والخارجي , في سيطرة هذا النظام والذي لايعترف بشعبه سوى أنه مجموعة من العبيد ودم المواطن عنده مباح بسبب أو بدون سبب , وكذلك سيطرة اليد الإيرانية على البلد السوري , وهي تقاتل صفا واحداً مع هذا النظام وكأن سورية هي محافظة من محافظات إيران
تندمتم على سقوط العراق وتندمتم على سقوط فلسطين وهل سينفعكم الندم بعد ذلك عندما يتحقق الحلم الإيراني الصفوي وتصبح دولته الممتدة من افغانستان إلى الخليج إلى البحر المتوسط في اللاذقية , بعد قتل عشرات الآلاف من الشعب السوري وربما الملايين حتى تستقر تلك الدولة البغيضة على أرضنا , وما أحداث صعدا والبحرين والعراق عنكم ببعيد
والشعب السوري المنتفض ضد هذا المشروع والذي يمثله نظام الأسد في المنطقة بحذافيره هو والمحيطين فيه وحزب اللات في لبنان , فأمامه خيارين لاثالث لهما
الأول:
إما المقاومة ومجابهة هذا المشروع بكل قوة وإفشاله مهما بلغت التضحيات ومهما عظمت فإصرارك على ذلك هو الذي سيفشل هذا المخطط الرهيب والمراد فيه قتل الروح الوطنية والإسلامية في وطنك وتحويل سورية لكيانات إثنية وطائفية وعرقية والإقتتال فيما بينها , فوقوفك صفا واحدا لإسقاط هذا النظام وهو سيسقط حتما بأقل الخسائر , فعندها ستكسب خلاصك من الهيمنة الفارسية ومخططاتها الإبادية المعلنة وغير المعلنة , ولن يتم هدم هذا المخطط إلا بإسقاط هذا النظام , وقد لايعلم الكثيرون من الناس بأن عائلة بيت الأسد والذي جدهم اسمه على الوحش هو فارسي أباً عن جد , وهنا الرجاء للشرفاء من الطائفة العلوية في سورية أن هذا النظام يورطكم لإقامة هذه الدولة الفارسية المجوسية ويضرب باقي الطوائف باسمكم , حتى يجر الوطن لحرب طائفية بين الفرقاء وتنفيذ المخطط الصفوي في المنطقة , ولا يغرنكم الإرتباط المذهبي أو التقارب بين النصيرية والشيعة , وأنتم من العرب فانظروا كيف فعل وما زال يفعل في الأحواز مع أن غالبية الشعب العربي في الأحواز هم شيعة بالأصل , فالفرس عندهم العدو الأول هم العرب والأمة العربية , والمذهب ماهو إلا تغطية لعملائهم وتنفيذ مخططاتهم ضد الأمة العربية والإسلامية
الثاني هو الإستسلام والسماح للنظام أن يفعل مايشاء , وهنا سوف تكون خسائر الشعب السوري أضعاف أضعاف بعشرات
من المرات عن الخيار الأول
فلن ينجو من المخطط الإبادي أحداً إلا القليل وكل حر وشريف في الوطن سوف يذبح على موائد اللئام , وسوف يجرون الناس ليس فقط للمذهب وإنما لعبادة الأشخاص كالبوادر التي ظهرت حالياً عند بعض فرق الأمن والجيش السوري في أمرهم لبعض الناس في السجود لصورة بشار الأسد حتى ينجو من الموت وإن لم يسجد يقتل مباشرة
أيها الشعب السوري الحر وبكل مكوناته . إن مجابهة النار وإطفائها قبل توسعها تقلل الخسائر الكثيرة منها , بينما تركها مشتعلة بعد أن تعم وتكتسح المناطق فليس من السهل إخمادها عند الهروب منها في البداية
لقد عبرت عن كرامتك فلا يرهبنك بعد الآن إجرامهم فسكوتك سيجلب لك المزيد من الدمار , أما حركتك الآن فسوف تقلل الكثير من الخسائر وستقل التضحيات وكلما امتد الوقت أياماً وليس شهورا للأملم كلما ازداد الجحيم المتربص بك قوة واشتعالا
فلم يبق امامك إلا القليل فتوكل على الله وانهض