مطامع إيران

مطامع إيران

لندن ـ حميد غريافي

قال عضو في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكونغرس الأميركي أمس "ان معلوماتنا الموثوقة بما حدث ويحدث في سورية على أيدي الفئة الواسعة من الشباب ضد نظام البعث الهرم المتداعي، هو أكبر بكثير مما يسمح هذا النظام بتسرّبه الى الخارج بعدما ضرب حول البلاد حصاراً قمعياً لم يسبق له مثيل، إذ أنه منذ اندلاع الثورات المتتالية في العالم العربي في نهاية العام الفائت، فإن بشار الأسد يردّ على الثوار في الشوارع بالوسيلة الوحيدة التي يتقنها من استراتيجية الحزب الحاكم التي وَضَعها أصلاً والده قبل نيف وأربعة عقود من الزمن، وهي القتل والقمع والاعتقال والترهيب". 

وأخذ البرلماني الأميركي في اتصال به في واشنطن من لندن أمس على ادارة باراك أوباما "حياءها الشديد" في التعامل مع الثورة السورية "رغم أن معظم هذه الإدارة، بما فيها جناحا الكونغرس الشيوخ والنواب، ووكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.إي) ووزارة الخارجية والدفاع ومستشارية الأمن القومي، تؤيد غالبيتها استغلال هذه الفرصة التي قد لا تسنح بعد ذلك لإطاحة دكتاتورية أخرى بعد دكتاتوريّتي تونس ومصر، خصوصاً وأن النظام السوري آذى الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة بشكل كبير ولطّخ يديه بدماء آلاف الجنود الأميركيين في العراق، وهذه أمور لم يفعلها لا بن علي التونسي ولا مبارك المصري ولا أي زعيم آخر في العالم العربي تحاول الولايات المتحدة إطاحته الآن". 

عدد القتلى!! 

ونقل النائب الديمقراطي الأميركي عن تقارير استخبارية أميركية وغربية تأكيدها أن "رجال الاستخبارات التابعين لحزب البعث يقتحمون المنازل فجراً في دمشق ودرعا وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس والمناطق الشمالية الشرقية ذات الغالبية الكردية والجنوبية الدرزية، ويقومون باعتقال المعارضين لهم رغم أن معظمهم لم يشارك في التظاهرات المضادة للدولة القائمة، وقد تأكد لنا فعلاً أنه في الوقت الذي كان فيه بشار الأسد يلقي خطابه الأربعاء الماضي ويعلن فيه "إصلاحات" هي حبر على ورق وليست تلك التي يطالب بها الشعب، كانت أجهزة قمعه تعتقل 21 معارضاً في مدينة حمص ذات الغالبية السنية وتقتل أحد عشر متظاهراً على أيدي قناصتها المنتشرين على السطوح في بلدة دوما الواقعة شمال دمشق حيث أحصيت إحدى عشرة جثة في الشوارع، كما أن عمليات القتل والاعتقال لم تتوقف في درعا واللاذقية ومناطق أخرى، وقد أعلنت المعارضة السورية مقتل 27 متظاهراً في أربع مدن خلال الساعات التي أعقبت خطاب الأسد". 

وقال النائب الأميركي إن أكبر تهديد يتعرّض له نظام الأسد وحزب البعث عامة، هو عندما لا يعود الشعب يخاف النزول الى الشارع، كما حدث قبلاً في إيران، أو يخاف القمع والقتل والاعتقال، خصوصاً وانه يعتقد هذه المرة أن عنقه معرّض لمقصلة الشعب بشكل جدي، وإذا لم يقضِ على أعدائه فوراً فإنه سيواجه هذا المصير المحتوم". 

ما فعله أسوأ!! 

وذكر البرلماني الأميركي ان "ما فعله نظام البعث في سورية في عهدي حافظ وبشار الأسد في حماة في مطلع الثمانينات، وفي لبنان منذ احتلاله عسكرياً العام 1976، وفي العراق منذ اطاحة نظام صدام حسين عام 2003، لا يمكن أن يتمّ تجاهله، لأنه لا يختلف في شيء عما يحدث الآن من قتل وقمع واغتيالات وسجن، وبالتالي فإن تلك الارتكابات المخيفة كافية لوضع نظام برمّته أمام المحاكمات الدولية وزج قياداته في السجون". 

واستناداً الى أحدث التقارير الديبلوماسية التي تلقتها إدارة أوباما، قال النائب الأميركي لـ"المحرر العربي" إن "هذه التقارير تعارض آراء بعض المقرّبين من الرئيس الأميركي وتلك التي تلتقي مع آراء بعض قادة إسرائيل، وهي إن لسقوط نظام الأسد – البعث فوائد أكبر بكثير من الاستمرار في الترويج لضرورة بقائه خوفاً من وصول الأصوليين والإسلاميين المتشددين الى الحكم في سورية، ومن هذه الفوائد

توقف قتل الأميركيين في العراق والحدّ من موجة التفجيرات الانتحارية التي يبدو أن 80 بالمئة منها يأتي من الحدود السورية، وإعادة اللحمة الى العراقيين

إنهاء دور النظام السوري في عرقلة المبادرة الأخيرة لحل الأزمة بين إسرائيل والعرب عن طريق إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية، عبر ضغوطه على حركة "حماس" المقيمة قيادتها في دمشق وتهريب الصواريخ والاسلحة لها في غزة

فك ارتباط سورية بإيران وهو الخطر الأدهى مستقبلاً الذي يواجه الأنظمة السنّية المعتدلة في المنطقة

إنهاء دور "حزب الله" الإيراني في لبنان وإسقاط دويلته التي تهدّد هذا البلد الديمقراطي المسالم، كما تهدد شمال إسرائيل

وقال النائب الأميركي "ان الأغلبية السنّية الطاغية في سورية والمرتبطة بالعالم العربي الواسع، لا يمكنها ـ اذا وصلت الى حكم البلاد من أي فئة كانت ـ أن تتحالف مع إيران أو أن تتعامل مع "حزب الله"، وهذا ما يبرّر تدخل حسن نصرالله وجماعات استخبارية إيرانية من الحرس الثوري في قمع التظاهرات في المدن السورية، وتمسّكها بأنيابها وأظفارها ببشار الأسد ونظامه". وقال ان إيران سوف تفقد آخر مواقعها في المنطقة بفقدانها الحليف السوري إذ سيعود سنّة سورية الى الاندماج بمحيطهم الاسلامي وإعادة تحويلها الى احدى دول الزعامات السنية في المنطقة التي ستشكل مع مصر والسعودية وتونس والمغرب ولبنان ودول مجلس التعاون الخليجي السد الأكثر مناعة وقوة هذه المرة في وجه المطامع الإيرانية وبرنامجها النووي".