هذا شرف وتاج لا يدعيه الإخوان المسلمون
هذا شرف وتاج لا يدعيه الإخوان المسلمون
د. منير محمد الغضبان *
لا خلاف عند الأمة كلها أن الأنظمة التي سقطت أو على وشك السقوط هي أنظمة دكتاتورية شمولية قمعية تتحكم في مصير الأمة ، وفرحت الأمة بسقوطها بعد تحكمها بشعوبها ربع قرن وثلث قرن ونصف قرن .
ولا خلاف كذلك أنه ما من نظام سقط إلا وادعى أن من وراء سقوطه وانهياره الإخوان المسلمون .
فابن علي أول الأنظمة سقوطا وانهيارا أحمل الإخوان المسلمين مسؤولية سقوطه وسقوط الحكم في مصر.
ف(لم تحظ جماعة الإخوان المسلمين بالكثير مما نشر من الوثائق السرية الأمريكية حتى الثلاثاء 14-12-2010 فقط جرى ذكرها ضمن بعض البرقيات السرية ، وعبر جمل تلغرافيه مختصرة إلا أنها عكست مواقف تتبناها الحكومة العربية وخاصة مص ر من تلك الحركة الإسلامية التي تتزعم المعارضة في عدد من البلدان __ _
نقاش نادر بين حاكم عربي والسفير الأمريكي في بلاده ذلك الذي كشفت عنه وثيقة سرية مرسلة من تونس العاصمة إلى واشنطن في 3 مارس –آذار _2005 ، فقد كتب سفير الولايات المتحدة لدى تونس روبرت جودل أن الرئيس زين العابدين بن علي يرى الوضع في مصر متفجر للغاية بل وذهب ابن علي أبعد من ذلك في التحليل بقوله : إن جماعة الإخوان المسلمين سوف تسيطر على الحكم في مصر ، سواء الآن أو لاحقا . لكن الحكم في مصر كان له رؤى أخرى في توصيف الإخوان .
ففي خطاب أرسلته السفيرة الأمريكية في القاهرة مارجريت سكوني إلى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ، قالت السفيرة في الخطاب المؤرخ 9 فبراير شباط2009 : مبارك يكره حماس ويعتبرها مثل الإخوان المسلمين في مصر ، حيث يعتبر مبارك الإخوان المسلمين التهديد والخطر السياسي الأكبر بالنسبة له ) إسلام أون لاين علي عبد العال 13-ديسمبر 2010
وقد أعلنها مبارك صريحة ، أن البديل عنه هو الإخوان المسلمون ولن يتنازل لهم .
وأعلنها القذافي في ليبية صريحة أنه هو البديل عن القاعدة والتطرف الإسلامي وهي الفوضى يعينها ، وأعلنها رئيس الوزراء الأردني أن الإخوان المسلمين هم الذين يحملون مسؤولية الاضطرابات في الأردن .
وتعلن سوريا بدء التحقيقات أن الإخوان المسلمين هم المسؤولون عن الاضطرابات والعنف على لسان الناطقة باسم رئيس الجمهورية فيها
ست دول في المشرق والمغرب تحمل الإخوان المسلمين مسؤولية إسقاط النظم فيها والعمل على إسقاطها ، وأنها ، هي الحركة المناوئة للأنظمة الدكتاتورية .
هذه الشهادة إضافة إلى قلق أمريكا وإسرائيل وقلقهم وخوفهم من وصول الإخوان المسلمين للحكم لأنه خطر عليهم . شهادة يعتز بها الإخوان المسلمين وشرف يضاف لهم ، وتاج يرصع تاريخهم ، وهم لا يدعون ذلك .
وهم يقولون أن الشعب بكل فئاته وخاصة الشباب هو الذي أسقط جلاديه وطغاته . وهذه قناعتهم وهم جزء من هذا الشعب .
بل يمكن القول بدقة أكثر ، أن الذي أسقط الطغاة والدكتاتوريين وأنظمة الحكم الفاسدة العميلة هم جيل هؤلاء الطغاة الذين تعبوا على تربيته وتوجيهه خلال ربع قرن وثلث قرن ونصف قرن ، يربونه على الكره والحقد على الإخوان المسلمين ، فتوجه الحقد والكره عليهم وتربى في أحضانهم ,
(يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني ))
إنما الذي يدعيه الإخوان المسلمون ويزعمونه أن الإسلام هو مفجر العزة والكرامة في الأمة بحيث يشمل هذا المعنى كل فرد وامرأة شاب وطفل وشيخ عجوز يحملون هذه البذور التي تنمو فتكتسح كل شيء وهي تحمل روح عمر رضي الله عنه الذي قال : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
ويدعون ويزعمون أن الذي ن يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين . وأنهم ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون )
والأمة كلها مسلمها وغير مسلمها تحمل هذا الروح عقيدة وتاريخا وحضارة وليس تنظيم الإخوان المسلمبن إلا شريحة من هذا الشعب العظيم . ساهم ويساهم في تنمية وتغذية هذه الروح ، روح العزة والكرامة والإباء في الأمة .
( وإذا رأيت أمتى تهاب أن تقول للظالم يا ظالم ، فقد تودع منها )
* باحث إسلامي سوري