قراءه أوليه في خطاب الرئيس بشار الأسد
م. هشام نجار
najjarh1.maktoobblog.com
أعزائي القراء
بعد إنتظار طويل ظهر السيد الرئيس بشار الأسد على شاشات التلفزه
ملقياً ماسمي بخطاب الإصلاح , كل ما ورد في خطاب الرئيس كان عاماً ومبهماً ولم يؤدِ
بإعتقادي الغايه منه وهي طمأنة الشعب المطالب بالإصلاح الكامل والفوري وعرض الآليه
المناسبه وهي الخطوه الضروريه الأولى والتي تسبق الإصلاح نفسه. والسؤال الذي يطرح
نفسه هو التالي : إذا كان هناك إصلاحات فمن هي الجهه التي ستخول في وضع الخطوط
الأساسيه لبرنامج الإصلاح؟ هل هي جهات حياديه موثوقه بها ,ام هي مؤسسات النظام
الحالي وهي الوحيده التي سترسو عليها مناقصة الإصلاح ؟ ماهي الأليه التي سيعتمدها
النظام في تحقيق الإصلاح؟ الأسئله كثيره والإستفسارات اكثر ..واللقاءات مع ممثلي
المعارضه المعروفه والموجوده على أرض الوطن وخارجه هي معدومه تماماً.والتقدم في
برنامج الإصلاحات بطيء وهناك خشيه جديه من تقديمه على وجبات منقوصه ومبتوره ويصبح
هذا الإصلاح العتيد يشابه لحالة ضيف تدعوه إلى وليمه وهو يُمَني نفسه بعشاء شهي
فتضع أمامه طبق الشوربه فيلتهمه بشهيه منتظراً الطبق الثاني فتقول له:بس كده هذا هو
عشاءك! مثل هذا الشعور موجود بقوه لدى مكونات الشعب السوري على مختلف مشاربه .
ومما يستدل من خطاب الرئيس أن الأسلوب المتعلق في معالجة الأزمات الحاده لم يتغير
منذ خمسين عاماً, فلم يتفضل الرئيس الأسد بإعطاء تطمينات فعليه تُهدئ من غضب الشعب
والذي ظهر بوادره في التظاهرات الشعبيه في المحافظات السوريه. إن سياسة الغموض
الذي غلّف الرئيس الأسد خطابه به هي سياسة قديمه قد تكون إسلوب ناجح فيما سلف من
الزمن أما اليوم فالأمر مختلف والخطاب يجب أن يكون مختلفاً كونه موجه إلى الشعب
وفي مقدمته مثقفيه الذين يحللون بدقه كل حرف يقوله مسؤول سوري وعلى رأس هؤلاء
المسؤولين الرئيس الأسد وخاصة في هذا الظرف الدقيق.
بناءاً على ذلك نستطيع ان نقول ان تكتيكات النظام هي..هي لم
تتغير فماذا يعني إرغام الطلاب والموظفين الحكوميين والإتحادات والتنظيمات الحكوميه
على مسيرات لتأييد النظام تحت مراقبة رجال المخابرات.وماذا يعني إتهام الرئيس لجهات
خارجيه تحرك الشارع السوري في طريق فتنة طائفيه في كل مره يطالب الشعب بالإصلاح.
وخلال عمري المديد فقد سمعت مايشابه هذه التهمه حرفياً عشرات المرات وبقيت سوريا
واحده موحده ليس بفضل تحذيراتهم ولكن بوعي الشعب السوري الأصيل.
وماذا يعني ان نُحّمل الوزاره السوريه عبء الفساد والديكتاتوريه
والإعتقالات وكأن الوزارات السوريه هي التي ترسم سياسات الوطن ؟ فإذا كان ذلك هو ما
يحصل فعلاً فما هي إذن مهمة القياده القطريه؟ فإن كانت غير مسؤوله عما وصلت إليه
حالة التدهور في الوضع السوري فما هي دواعي بقائها إذا لم يكن لها دور في السياسه
العامه مع تفهمي ببقاء دورها محصوراً في قيادة حزب البعث وليس قيادة الشعب السوري
كما حاولتم إقناعنا اليوم ان كل الحق على الوزاره .
لقد اراد النظام أن يفهم الشعب أن كل أمراضه وآلامه ومعاناته
سببها السيد محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء , والمؤسف ان الإقاله عُرضت لنا
إعلامياً على شكل إنقلاب عسكري فقد قُطعت البرامج العاديه الرسميه ليعلن لنا المذيع
بصوته الجهوري:أيها المواطنون جاءنا الآن ما يلي...حتى إعتقدت أن الحرب أعلنت على
المحتلين الإسرائيليين وأن الصواريخ السوريه بدأت مرحلة تحرير الجولان. لقد كان هذا
العرض المؤلم أمراً مؤسفاً.
اعزائي القراء
بإختصار شديد الإصلاحات معلقه وحتى إشعار آخر
.
مع تحياتي