أرجو أن لا تبيعوا الشعب السوري مطالبه بالتقسيط

أرجو أن لا تبيعوا الشعب السوري

مطالبه بالتقسيط

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

أعزائي القراء

معظمنا ما تعرض لأزمات ماليه دفعتنا لشراء حاجتنا الضروريه بالتقسيط أرهقت ميزانيتنا وضعتنا وأسرنا في ضائقه ماليه نتيجة لتحملنا فوائد ماليه لا قبل لنا بها.سياسة الشراء بالتقسيط أيها الأعزاء سياسة مرهقه لا تلبي حاجات المواطنين سواءاً جاءت على شكل دفعات ماليه في ظاهرها الرحمه وفي باطنها العذاب, او جاءت على شكل إصلاحات سياسية وإقتصاديه وإجتماعيه تمنح للشعوب بالتقسيط وبالقطاره هذه الإصلاحات حسب مزاج النظام.مثل هذه الإصلاحات تفقد زخمها وأهميتها لكلفتها المؤلمه والتي ستظهر مردودها السلبي قريباً إلا إذا إستدركت الأنظمه العربيه هذه الخطوات وإنطلقت فوراً إلى الأصلاح الشامل.

أعزائي القراء

منذ يومين طرحت السيده بثينه شعبان عدة فقرات إصلاحيه بإسم القياده القطريه لحزب البعث الحاكم وهذه القياده يختلف الشعب أصلاً معها كونها تمثل ما يسمى بالحزب القائد بموجب دستور قديم,فإذا كان سيحافظ هذا الحزب على لقبه الذي منحه لنفسه, فماذا سنسمي بالله عليكم الأحزاب التي سينتجها ويخرجها الحزب القائد بإصلاحاته المنتظره,هل سيكون لقبها الحزب التابع مثلاً؟ هذه واحده  وأخرى إذا كانت القياده القطريه لحزب البعث الحاكم لم تستطع أن تتعامل بمصداقيه مع حزب بعث كان يحكم العراق ويملك نفس النظريات والمبادئ والأهداف التي يملكها البعث السوري  (دون الدخول بإسباب الخلاف بين فرعي الحزب الواحد) بل أكثر من ذلك ان البعث السوري دعم محاولة إنقلابيه ضد نظام البعث العراقي. فبالله عليكم ماذا ستكون عليه الأحزاب العتيده والتي ستنتجها وتخرجها القياده القطريه لحزب البعث السوري؟

أعزائي القراء

الإصلاحات المطروحه من قبل الشعب هي أوسع وأكثر شفافية وعدلاً وإنصافاً مما طرحته السيده بثينه شعبان بإسم القياده القطريه ولكننا نقول أنها خطوة جيده ومتقدمه وتقترب من المطالب الشعبيه ولكن دونها عقبات منها كما ذكرت في بداية المقاله هي تقديم إصلاحتها بالتقسيط الممل  دون أن نعرف شكلها النهائي  والعقبه الثانيه هي تقديمها من قبل قياده تطلق على نفسها قيادة الحزب القائد,هذه القياده التي وصفها الفنان دريد اللحام في إحدى مسرحياته منذ اكثر من خمس وثلاثين عاماً وفي موقف هزلي ساخر عندما كان يقدم مطالبه لأحد اعضاء هذه القياده: مشكلتنا يارفيق هي معك وليست عندك! فما الذي تغير منذ ذلك اليوم وحتى هذا اليوم إن لم يكن الأمور صارت اكثر إحتقاناً ِوَحِدّه, فالفساد اليوم اكثر وضوحاً ,ومعاناة الشعب أكثر ظهوراً ,والمنعطفات الخطيره التي تمر بها سوريا تزداد تداولاَ على لسان رجال السلطه في كل مره يطالب بها الشعب بحريته,بل أكثر من ذلك عندما فاجأت السيده بثينه شعبان الشعب السوري المتظاهر سلمياً من أنه مدعوم خارجياً, والغريب أن تصريحها العجيب يأتي ولما يمضِ على ورقة إصلاحاتها ثمان وأربعين ساعه ,فلماذا ترمي مصداقية إصلاحاتها في مهب الريح؟

اعزائي القراء

إن ماتناقلته الأنباء اليوم من إفراج عن مايقارب٢٥٠ معتقلاً سياسياً كان أمراً جيداً ونشكر السلطه عليه,ولكن أقول للسيده شعبان وهي تمثل اليوم على ما يبدو المحاور من طرف النظام : هل كنت أيتها السلطه بحاجه لقتل حوالي مائه وعشرين طفلاً وإمرأة ورجلاً لتفرجي بالمقابل عن هذا العدد المحدود من المعتقلين ,وهل تعتبرين أن الصفقه رابحه برأيك ,انا كفردٍ من هذا الشعب أغار على كل قطرة دم أرهقت على تراب هذا الوطن ..اعتبر أن هذه المقايضه لم يكن لها لزوم فالإفراج عن المعتقلين لايحتاج لمقايضه ,

وقبل ان أختم ايها الأعزاء اقول إن هناك اولويات للشعب يجب ان تنفذ اليوم  وليس غداً منها الإبتعاد عن بيع الإصلاحات بالتقسيط والتوقف عن التجاره الدعائيه الموروثه منذ القرن الماضي بإستهداف سوريا في كل مره يطالب الشعب بحريته فلقد إستنفذ هذا الإسلوب أهدافه .وأخيراً اقول إن الحزب القائد لن يستطيع تنفيذ أي إصلاح ذو قيمه إذا بقي يحتكر لقب الحزب القائد بدلاً ان يمنح  الشعب هذا اللقب بجداره 

مع تحياتي