على الشعب السوري الآن الاختيار للسير في طريق النصر

على الشعب السوري الآن

الاختيار للسير في طريق النصر

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

د.عبد الغني حمدو

 لقد اصبح السيناريو واضحا أمام الشعب السوري بكل فئاته وأطيافه وأحزابه في الداخل والخارج , وامامهما طريقان لاثالث لهما

قيل استكشاف الممران  علينا العودة لمركز الانطلاق أولا

وعلينا أن نسأل أنفسنا جميعا السؤال الآتي:

ماهي خطة العائلة الحاكمة في المستقبل القريب ؟

تسربت الأنباء عن وجود انقسام حاد بين بشار وماهر , ولكل أنصاره داخل المنظومة القمعية الحاكمة , ولا بد من وجود منتصر بينهما في النهاية حتى يكون حاكماً أبديا لسورية كما يهتف مناصروا النظام إلى الأبد

نحن لانعرف بالظبط مالذي جرى ويجري حتى الآن , ولكن توجد دلائل على الأرض ترجح تفوق طرف على طرف آخر , ومن أهم هذه الدلائل هو غياب العصابات والقتلة والشبيحة عن الأنظار , والكل يعلم أن الذي يقود هذه العصابات هو ماهر الأسد , ودخول الجيش لمدينة اللاذقية والمساعدة بين المتظاهرين والأمن وعناصر الجيش , جعلت هذه العناصر تنزوي لبعض الوقت , والجيش موالي لبشار مع القوة الفاعلة فيه وهو سلاح الطيران , والمخصص بعضاً منه لحماية الرئيس ونائبه كما أكدت مصادر السفارة الفرنسية في دمشق

وتأخر بشار عن الخطاب مرده إلى ان الأمور لم تحسم بعد بينه وبين شقيقه , ولكن الدلائل على الأرض تؤكد سيطرة جناح بشار بشكل شبه كامل ويحتاج لبعض الوقت حتى يلقي خطابه , وقد لايلقيه غدا إذا لم تحسم الأمور بينهما بعد

وحسم الأمور لصالح بشار سوف تظهره بطلاً يبدأ حياته السياسية الثانية بحركة تصحيحية في استبدال أشخاص موالين مكان أشخاص موالين له على نفس الطينة التي بدأها أبوه فيما يسمى بالحركة التصحيحية

والمظاهرات التي جرت يوم أمس هي البداية لحملة إعلامية للرئيس القديم الجديد , وليست ضد الثوار كما يتخيل للبعض

هم يتصارعون على كعكة الحكم ..حكم الشعب السوري , وكأن الشعب السوري ليس له وجود ولا صوت ولا كيان , ولكن المسبب لأزمة النظام هذه هو فئة قليلة من المجتمع السوري المتمثلة بثورة أهل درعا بشكل أساسي والخطر الذي تمثل في انتفاضة أهل اللاذقية , وكانت هذه الإنتفاضة هي التي قسمت ظهر النظام وهي التي عملت على الإنقسام داخله , لأنها لو استمرت مجابهتها بالطريقة التي جوبهت فيها في البداية والتي نحا فيها القتلة لمنحى طائفي , هذا المنحى البغيض وجده بعض أركان النظام , من أن البلد سيجر لحرب طائفية بين السنة والعلوية , وهذه الحرب ستدخل فيها أطراف دولية وأهمها تركية لتدافع عن السنة , والذي يؤكد ذلك هو الحشود العسكرية التركية الهائلة قرب الحدود السورية

إذا خرج بشار غداً وألقى خطابه في مجلس الشعب كما يزعمون , معنى ذلك أن فريقه قد انتصر على الفريق الآخر , إذا لم يسبق ذلك معارك طاحنة بين الفريقين في الساعات القادمة

نترك النظام الآن ونتوجه للشعب السوري

فأنت ياشعبي العزيز تقف على مفترق الطريقين

الطريق الأول : تطبيق المثل الشعبي السوري (اللي بجوز أمي ابؤلو ياعمي ) والعودة لسيرتك الأولى (وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا أبدا) (صم بكم عمي فهم لايفقهون)

الطريق الثاني : إن اختلف أركان النظام الحاكم أو اتفقوا فهذا لايهمنا بشيء , الطريق واضح أمامنا , الوطن وطننا والأرض أرضنا والنظام لايمثل إلا نفسه , وعلينا نحن الواجب أن نختار من يقودنا لبر الأمان وإن اعوج مرة أخرى فنحن له بالمرصاد , فنحن الشعب هو الذي يصنع النظام وهو الذي يزيله

وكما نادى وينادي شباب الثورة أن يوم الجمعة هي جمعة الحسم , والخروج للشوارع والأزقة والإعتصام في الساحات العامة إلى أن يصبح الشعب هو مصدر الحكم , والقرار بيديه كامل غير منقوص

ولكي يتيسر لنا المشي والسير في هذا الطريق

لابد من وجود عناصر تدعم الثورة يوم الجمعة وهي:

1-    الإعتصام يجب أن يكون مستمرا وليس فقط الخروج بمظاهرة وهتافات وعودة للبيوت

2-    على السوريون الموجودون في الخارج التجمع أمام السفارات والقنصليات السورية في جميع أنحاء العالم وأن تتبنى قيادات أحزاب المعارضة هذا العمل وتدعو منتسبيها للتجمع , وكل من يتخلف عن ذلك يعتبر من مؤيدي النظام إلا الذي عنده عذر يعيق وصوله للمكان المحدد

3-    لايوجد أي عذرلأي محافظة في سورية , فهذا العمل يحتاج لقوة وعزيمة واندفاع , وكثرة الحسابات تؤدي للتردد وعدم الخروج , وكذلك تزيد الوهم وتشعر الإنسان الخوف من المجهول ولكن لو خرج لسوف يجد أن الذي يخشاه كان وهما في عقله وخياله

4-    المشاورات السياسية بين النظام وممثلي لجنة الحوار الوطني لن تكون مثبطة للمظاهرات إن حصلت ولكن يجب أن تزيد الثورة اشتعالا وقوة حتى تحقيق الأهداف المرجوة من الثورة

وأخيراً ليس أمامنا غير هذا الطريق , ويوم الجمعة القادم إن شاء الله هو العزة للشعب السوري الجريح , ولا عذر لأحد أبداً

وفقنا الله للخير جميعا لكي نبني وطنا يعلو بأبنائه وشيمه وعزته ونبني نظاما خادما للشعب وليس إلها كما يدعي حاكموه الآن , وليهتف الجميع

الله أكبر الله أكبر