آلآن تتكرّر وعود بإصلاح سريع في سورية

نظام الحكم يحاول استباق جمعة العزة.. كما صنع من سبقوه إلى السقوط

آلآن يستفيق النظام الحاكم في سورية على ضرورة الإصلاحات على عجل؟..

آلآن يتذكرون حالة الطوارئ المزمنة منذ زهاء نصف قرن؟..

آلآن يريدون قوانين جديدة للأحزاب والإعلام؟..

آلآن بعد سقوط المئات من الشهداء والجرحى وتجاوب أهل سورية من أقصاها إلى أقصاها مع أهل درعا الثائرة ودماؤها تسيل من شهيد إلى شهيد ومن جريح إلى جريح؟..

ثم ماذا يقدّمون؟.. 

وعودا جديدة تضاف إلى ماسبقها؟.. 

وعودا بمجرد "التفكير" بشأن حالة الطوارئ والأحزاب والإعلام.. علاوة على "رشوة" أخرى للعاملين في أجهزة الدولة.. ونصف من يعملون في الدولة يعملون في ميليشيات القمع؟..

ماذا عمّا ردّدوه أيضا عبر أسبوع كامل من إهانات للمواطنين من أهل درعا وأخواتها وهم يتحدّثون عن "عصابات"؟.. كيف يجتمع هذا الزعم مع "صحوة" رسمية بشأن إصلاح سريع لِما بات يستحيل إصلاحه إلا بزواله؟..

أفلا يستحيون من القول إنّهم سيصنعون ويصنعون كذا وكذا.. دون أن يصدّقهم أحد؟..

أفلا يستحيون من تناسي مَن تحرّكوا قبل أيام في المدن السورية، أخوات درعا الثائرة الأبية، ومن اعتقلوهم في كل مكان إضافة إلى من قتلوا وأصابوا في درعا الثائرة الأبية، ثمّ -وهم يرتعشون مع سيل الوعود عشية يوم جمعة العزة- يزعمون دون حياء أنّ درعا قريبة من الحدود فيسهل تهريب السلاح إليها.. وما رأت درعا سلاحاً سوى الموجّه إلى صدور الأبرياء ورؤوسهم؟..

أفلا يستحيون من تقليد "إخوانهم" السابقين على منحدر السقوط بين أيدي الثورات المتتابعة، أن يطلقوا وعودا.. ناقصة.. ومتأخرة.. بلسان مرتعش من غضبة الثوار وهم يدقّون أبوابهم، مدينة مدينة.. وساحة ساحة.. وحارة حارة.. وإن شاؤوا: زنقة زنقة!

فليقولوا ما يقولون وهم يودّعون مواقع الاستبداد والفساد شاؤوا أم أبوا.. وليمض شباب سورية في ثورتهم وليمض من ورائهم جميع الأحرار من جميع فئات شعب سورية الحرّ الابيّ..

 

يا شباب سورية.. يا شباب الكرامة والعزة والثورة.. 

يا شباب سورية.. ياشباب الأمل في الأمان والسلام والطهر بعد الاستبداد والقمع والفساد..

يا شباب سورية.. يا شباب الطاقة الخلّاقة والعزيمة المتدفقة والصمود على طريق الشهادة أو النصر..

يا شباب سورية.. يا من حملتم شعلة الحق والعدالة، وأضأتم درب العزّ والبسالة، وزلزلتم الأرض تحت أقدام من سلبوا سورية زهاء نصف قرن من عمرها، ظلما وجورا وطغيانا، وفسادا وانحرافا وقهرا.. لسوف يأتي عهدكم يا جيل مستقبل سورية ومستقبل الإنسان في سورية وفي العالم العربي والإسلامي، سيأتي عهدكم على أنقاض ما بنوا لأنفسهم من حصون فوق الدماء، وقلاع فوق الأشلاء، وميليشيات روّضوها على اغتيال إنسانية الإنسان، وبيع الشعب والوطن بأبخس الأثمان.

يا شباب سورية في درعا.. في حوران.. حيث صعد الطغاة إلى السلطة عبر بيع الجولان..

يا شباب سورية في دمشق.. حيث بدأ الطغاة انتهاك الحرمات باقتحام المسجد الأموي بالدبابات..

يا شباب سورية في حماة.. حيث ولغ الطغاة في دماء شعب سورية بقصف مسجد السلطان وتقتيل السكان..

يا شباب سورية في القامشلي ودير الزور، وفي حلب وإدلب، في بانياس واللاذقية، في حمص وفي القرداحة..

ثورة سورية ثورة سلمية شعبية حضارية شاملة من أجل تحرير سورية، ومن أجل تحرير فلسطين التي عجزوا عن تحريرها.. إلا كلاما، وعجزوا عن صناعة المقاومة لتحريرها.. إلا توظيفا لمنظمات المقاومة الناشئة –جميعا- خارج أرض سورية..

ثورة من أجل تحرير الإنسان والأوطان..

ثورة شاملة لشعب سورية لأنّ كلّ بلدة من بلدات سورية، وكل مدينة من مدن سورية، وكلّ أسرة من الأسر في سورية لها حكاية مأساوية مع الطغيان، وتعيش منذ سنوات وسنوات ألوانا من البؤس والحرمان، وتشكو من فَقْدِ شهيد أو معتقل.. وتئن ألما مع مصاب أو منفي أو مشوّه تحت التعذيب الهمجي، ممّا ارتكبه الطغاة عاما بعد عام، عقدا بعد عقد، جيلا بعد جيل..

لقد انتهى عمر الطغيان بعد أن طال وشاخ ومات وورّث فزاد الطغيان طغيانا والفساد فسادا.. مثلما زاد في مسلسل الوعود الصغيرة والكبيرة، والطويلة العريضة، والكاذبة الزائفة، حزمة وعود جديدة.. وما أسفرت "الوعود" يوما إلا عن مزيد من الاستبداد ومزيد من الفساد ومزيد من الكلام في الوقت الضائع..

انتهى عمر الطغيان وبدأت الثورة.. مع الخامس عشر من آذار 2011م.. وسيدخل التاريخ أنّه اليوم الذي بدأ فيه تحرير سورية من الاستبداد والفساد، فلم تتوقف الثورة إلى أن اكتمل التحرير بسقوط الاستبداد والفساد.