طز في العرب

علاء سعد حسن حميده

انحدار لغة الخطاب أم هلاوس مخدَّر ؟

علاء سعد حسن حميده

باحث مصري مقيم بالسعودية

[email protected]

سيف الإسلام القذافي طرح نفسه منذ سنوات باعتباره وجها إصلاحيا سيقود ليبيا إلى التطور والإصلاح، واستطاع أن يجمع حول طرحه بعض الفصائل الليبية المعارضة أملا منها في صحة عزمه على التغيير والإصلاح، ولا لوم عليهم في ذلك، فإن طرحه الإصلاحي قد أعطى لمشروع التوريث الليبي شكلا مختلفا..

غير أنه ما كاد الشعب الليبي يخرج للاحتجاج والتعبير عن نفسه وعن رفضه لممارسات نظام أو بالأحرى والأصوب ممارسات ( لا نظام ) استحوذ على مقدرات البلاد اثنتي وأربعين عاما طويلة ممتدة، استطاع من خلالها الأخ العقيد القائد أن يحولها إلى بلاد خارج التاريخ وخارج الزمن وخارج الجغرافيا أيضا.. وقد ابتدع كل شكل لا معقول للدولة فحول البلاد إلى جماهيرية غير مسبوقة وبكتاب أخضر غير مسبوق أيضا.. فجعلها عظمى في الفوضوية والضياع! 

لقد استطاع الأخ العقيد أن يسيء لشعبه ووطنه كما لم يسئ زعيم أو قائد آخر في التاريخ لبلده من قبل، فلقد جعل العالم حتى أقرب المقربين للشعب الليبي ينظرون إليه على أنه شعب مستسلم يسوقه جلاده كالقطيع!!

ثم جاء ابنه واعتلى موجة الإصلاحات وركب صهوة جواد المعارضة من داخل النظام، والتف حوله الشباب الذي يريد أن يتنسم أي نسمة أمل من نسائم التغيير والإصلاح، ثم ما كادت تخرج المظاهرات الشعبية المطالبة بالإصلاح والتغيير، إلا وقد أثبت سيف القذافي أن الولد سر أبيه، وأن الطبيعة النفسية للأخ القائد قد ورّثها لابنه بامتياز واقتدار..

وظهر الوجه الحقيقي للقذافي الجديد ..

لم يكتفِ بالأكاذيب التي أخذ يبثها يوما بعد آخر لوكالات الأنباء.. فإذا به يفاجئنا – وإن لم تكن في الحقيقة مفاجأة طالما صدرت من القذافي الابن أو الأب- فقذافي اسراطين،ولتذهب فلسطين إلى الجحيم لا يبعد عليه لا هو ولا سيفه أي عجيب!!

ها هو سيف القذافي يقذف بالـ ( طز ) في وجوهنا نحن العرب جميعا..

والحقيقة أنه لا عتب ولا ملامة على ما يتلفظ به أمثال سيف القذافي، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هل تدنت لغة الخطاب لدى ابن الأخ قائد الثورة إلى هذا المستوى من الحضيض، وهو يتحدث بمنتهى الاستخفاف واللامسؤولية أمام أفراد من أتباعه وأمام وكالات أنباء العالم!!

وهو يتوعد الشعوب العربية الحرة الأبية التي ساهمت في بناء ليبيا وغيرها من دول العرب البترولية بعدم الاستعانة بهم مستقبلا..

ثم يقذف بـ ( الطز ) في وجه العرب وفي وجه ( الجامعة بتاعهم ) كما قال!!

ويظل السؤال: هل انحدر الخطاب القذافي إلى هذا المستنقع؟

أم أن ما صدر عن سيفه المغوار ما هو إلا تجليات لحظات الهلوسة والهلاوس تأثرا بتلك الحبوب التي يتهمون الشعب العربي الأبي البطل أحفاد عمر المختار بتعاطيها؟

فعلا صدق من قال: كل إناء ينضح بما فيه.. وهذا هو إناء القذافي وسيفه وخميسه وكل من ينتمي إليه.. ولا أظن بعد هذا الهزل الذي بدأ من نكتة الموسم ( زنقة.. زنقة ) ولابد له أن ينتهي بالـ ( طز )الأكثر انحدارا.. لأنه لم يعد في وسع الشعب الليبي ولا الشعوب العربية أن تسمع جديدا من سخافات القوم!!