صبراً أحفاد المختار فإن موعدكم العزة والحرية
صبراً أحفاد المختار
فإن موعدكم العزة والحرية
محمد صالح الشمّري
المركز الإعلامي
إن مفردات: (بربرية).. (مجازر).. (حمامات دم).. قاصرة عن وصف ما يقترفه القذافي الذي تجرد من أية مشاعر أو أخلاق أو صفات تضعه في عداد المخلوقات الإنسانية، اثنان وأربعون عاماً من الظلم والفساد وهدر ثروات الأمة بنزواتٍ جنونيةٍ بأرذل صورها وأشكالها.. جميع المحللين والمطلعين على أحوال ليبيا عرضوا صوراً مهينة وموجعة عن الأوضاع هناك للبلاد والعباد.. فلا أثر للثروة النفطية الهائلة التي حباها الله عز وجل لهذا البلد.. فالبنية التحتية والمستشفيات والجامعات والطرق العامة ومؤسسات الدولة و... لا أثر لها، وإن وجدت فإنها في حالة مهينة مخجلة مزرية، في هذا البلد الذي يملك الثروة التي تؤهله لأن يكون في مصاف الدول الغنية المتقدمة المتحضرة..
وإن تعجب.. فأعجب لسكوت العالم، على هذه المجازر التي تقشعر لهولها الأبدان وتشيب لوحشيتها الولدان.. هذا العالم الذي سارع إلى التدخل بكل قوة و(هيبة) !! في دارفور ورواندا والمناطق الكردية في شمال الرافدين.. فأين هو الآن وهو يرى كل هذه المذابح ترتكب على مرأى منه ومسمع؟!
وأين الشعوب الحرة ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني.. أليس هذا وقتها وهذه أبرز مهماتها؟!
إنها مطالبة على وجه السرعة بالضغط على حكوماتها للتدخل الفوري والفعال والمؤثر والعملي، للجم هذا الوحش الهائج المفترس الذي يلغ بدماء الشعب الليبي دون جريرة سوى أنه يريد الكرامة ويطالب بالحرية..
أما الشعوب العربية فلا ندري هل هي معنية بهذا الخطاب أم لا؟!
الشعب التونسي البطل
وشعب الكنانة الذي أعاد صياغة التاريخ في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، من ميدان التحرير..
لهما دور أساسي وأخلاقي تجاه أهلهم في ليبيا لا نظن أنهما سيتخليان عنه أو يتهاونا في القيام به..
أما أنتِ يا شام.. يا شامة الدنيا.. ماذا نقول لك؟.. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر؟..
ولعلنا نختتم بهذه الأرقام المضحكة حتى البكاء:
لقد تعاقب على حكم بلد مثل أمريكا -على سبيل المثال- ثمانية رؤساء بدءاً بريتشارد نيكسون (1969) وصولاً إلى بارك أوباما (2009)... وكذلك في بريطانيا تولى منصب رئيس الوزراء فيها تسعة رؤساء من هارولد ويلسون (1964) وحتى ديفيد كامرون (2010)!!! فهل من المعقول أن يتعاقب كل هؤلاء الأشخاص على مناصبهم بينما يبقى القذافي عاضاً بالنواجذ على الكرسي كل هذه المدة؛ وإذا طالب الشعب الليبي بالتغيير يقصفه بالطائرات ويطلق عليه قطعان المرتزقة تنهش أعراضه وتذبح أبناءه ونساءه وأطفاله وشيوخه وتهدم مدنه على رؤوس ساكنيها؟!
ليس ثمة خشية على الشعب الذي دحر أعتى وأشرس أشكال الاستعمار.. بل الخوف كل الخوف على الضمير الإنساني على امتداد هذه البسيطة التي تدعي الحضارة وترفع لافتات حقوق الإنسان أن يثلم –إذا لم يتحرك بسرعة وفاعلية- ثلمة لن ينساها التاريخ ولن تتسامح معها الشعوب المقهورة على الإطلاق...
بل أين الضمير العربي والإسلامي..؟!!