رسالة اعتزاز إلى المرابطين في ميدان الكرامة

رسالة اعتزاز إلى المرابطين في ميدان الكرامة...

ميدان التحرير

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

اعزائي القراء

وأنا أتابع بكثير من الفخر والإعجاب الصمود التاريخي لشعب مصر العظيم في مدنه العريقه الطافحة بالإيمان لينصهر هذا الصمود في مشهد عظيم  يتجلى روعته في تلك الوقفة الصموديه لكل أبناء مصر في ميدان التحرير..ميدان الشرف والحريه... ميدان الإباء وإسترجاع الكرامة المهدوره .اقول وأنا أتابع هذا الصمود الرائع تمر أمام عيني صمود مشابه كان بمثابة الدرس الأول لصمود ميدان التحرير الذي إستقى منه وقفته الشامخه...إنه يوم الخندق العظيم بنصره العظيم بقائده العظيم رسول هذه الأمه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام..ففي يوم الخندق ايها القراء الأفاضل عانى المسلمون أقسى لحظات الأذى النفسي والجسدي من البرد وضيق العيش، وتكالبت قوى الظلم والكفر والفساد عليهم محاولة زعزعة أركان صمودهم ، وليس أبلغُ في وصف حالهم من قوله تعالى: { إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتليَ المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً } (الأحزاب:10-11) وبالرغم من ذلك الهول الذي واجهه المسلمون فقد صبروا على ما أصابهم، وأدّوا ما أمرهم الله حتى جاءهم النصر المبين، واندحرت جيوش الكفر والظلم والفساد والإستبداد تجرّ أذيال الهزيمة، وتتجرّع كؤوس المهانة، وكانت تلك الواقعة درساً عظيماً لهذه الأمه  كشفت بجلاء عن حقيقة النصر، والسبل التي تؤدي إليه .

ومن خلال فَهْمنا لذلك الدرس، نستطيع أن نجيب على تلك التساؤلات التي يرتفع صوتها بين الحين والآخر قائلةً: " أما آن للظلم أن يندحر ؟ أما آن للقيد أن ينكسر ؟ متى يأتي ذلك اليوم الذي يبزغ فيه فجر حرية الأمه ويزول فيه ليل الظلم والطغيان ؟ " أسئلة كثيرة تدور في الأذهان، وجوابها أن الله تعالى قضى بحكمته أن تكون المواجهة بين الحق والباطل سنةً كونيةً من سنن الحياة منذ عهد أبينا آدم عليه السلام وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، لكن العاقبة للمتقين الصابرين الصادقين وأنتم منهم بإذن الله.  

إليكم ياشباب التحرير ويارجال الحريه في ميدان الحريه ويا أيها الشرفاء في ميدان الشرف..أيها الواصلون ليلكم بنهاركم.. الواصلون صلاتكم بقيامكم ..الرادون لغارات صبيان النظام بصدوركم العامره بالإيمان فقد افقدتم رأس النظام الذليل هيبته  وكشفتم عن اركان حزبه  الضليل ثوب فساده فبانت عورته .. فلما أُسقط النظام الفاسد ما بيده وتدحرج رأسه بين رجليه أبى في لحظة سكرات موته الا أن يكشف للعالم سؤاته ..فلم يكتف بجمع افراد عصابته من بلطجية النظام بل أضافوا إليهم كلاب النظام وجِمال النظام وبغال النظام  وحمير النظام في مشهدٍ قذر دلل على عقلية النظام الهمجيه ليدوس أطفال وشباب وشيوخ مصر بحوافر النظام في أقذر عملية همجية عرفها العالم بشقيه المتمدن منه والمتأخر..فإختلط النظام أيها الإخوه والأخوات مع جماله وكلابه وحميره وبغاله ليؤلف معاَ وحدة متجانسة كشفت للعالم كله ان في مصر نظاماً همجياً فريداً من نوعه فتارة يرغي كالجمال وتارة ينهق كالحمير وتارة أخرى ينبح كالكلاب 

ايها الرجال الشرفاء وأيتها السيدات الماجدات المتواجدون والمتواجدات في ميدان الشرف ..الأمة تنظر إليكم بفخر وإعتزاز فلقد مهدتم الطريق مع إخوتكم في تونس   

  لتأسيس ثورة الحريه والكرامه لكل أبناء الأمه فأضأتم لها الطريق وعبدّتموه بالأمل بعد ليل بهيم طال ظلامه ..وعبودية ارادوها تمتزج بدم الإنسان العربي حتي كادت أن تصبح جزءاً من كيانه..فسيروا على بركة الله ,والله معكم وحاميكم وناصركم والأمة معكم

 وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. صدق الله العظيم 

مع تحياتي