لماذا: سوريا (الأسد) الله حاميها
طالب أبو جابر
سؤال وجيه، لا بد للمتابع أن يسأل نفسه هذا السؤال: لماذا سورية الله حاميها؟ وممن حاميها؟ ومن هي سورية التي الله –جل جلاله– حاميها؟ وما علاقة سوريا بـ(حاميها)؟ وأسئلة أخرى يتفتق عنها الذهن المكدود...
أما، من هي سوريا التي الله حاميها؟ فقد أثبتت الأحداث أنها سوريا (الأسد)، حاكمها -هو وذريته- إلى الأبد، مع أنها جمهورية ديمقراطية.. شعارها الحرية! وهذه واحدة من المآثر التي تبرر حمايتها من الله، حاشا لله! وهي التي أرضها محتلة منذ أكثر من أربعين عاما، ولا يستحي نظام حكمها أن يصف نفسه بالملهم والزعيم والقائد وحتى.. المحرر! ويحتفل بمناسبة الانتصارات والتحرير، وما ذاك إلا انتصاره على شعبها، وتحريرها من أهلها، من الشعب، الذي كان مغلوبا على أمره، أما اليوم فلا عذر لمعتذر..
هي التي دينها الرسمي الإسلام، لأن غالبية شعبها من المسلمين، والإسلام في دستورها (مصدر) رئيس للتشريع، وليس (المصدر) الرئيس، حتى لا يكون النظام ملزما بشريعة الإسلام، على أساس أنه حريص جدا على تطبيق الدستور، ولا سيما في ظل الأحكام العرفية، التي لا مكان فيها للقانون والدستور، ومع ذلك فإن الصلاة التي هي الفريضة الموقوتة، لا يسمح بها في المؤسسات الرسمية، ولاسيما في معسكرات الجيش الباسل، الذي يراد له أن يقاد كالقطيع؛ بلا حرية ولا كرامة، ويكفي لكي تصنفك أجهزة الأمن (الفاضلة)، عندما تتقدم إلى وظيفة –مثلا- فتسأل هل هو يصلي؟ فإذا كنت تصلي يوم الجمعة فقط، لكفاهم أن يصنفوك مع أعداء الله –جل جلاله– الذي هو النظام عندهم. هذا من جانب الصلاة التي هي عماد الدين، من أقامها أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين.. دعك من الخمور والفجور.. قال لي رجل كان يتردد إلى دمشق في الستينيات: كانت دمشق مضرب المثل في الأخلاق والتدين وحسن التعامل والعفة والطهارة.. تلمس ذلك في الشارع والمطعم والفندق والدكان والمخفر.. قال الرجل: وفي آخر مرة زرت فيها سوريا منذ سنوات، شعرت أن أكبر غنيمة خرجت بها من سوريا، هي أنني خرجت سالما، وأدركت أن الإياب بالسلامة هو غنيمة وأي غنيمة، على حد قول الشاعر: رضيت من الغنيمة بالإياب! فأنت لا تأمن على نفسك في الفندق، ولا في سيارة الأجرة، ولا في الشارع، ولا في المخفر، ولا حتى في المسجد.. فكونك في المسجد يعني أنك مظنة اتهام.. أما ممن الله حاميها؟ فمن العدالة -حاشا لله- تصوروا أن الله العادل جل جلاله، يحمي اللصوص والظلمة والمجرمين من العدالة!! هل هناك استهانة بالله عز وجل أكثر من هذه الاستهانة؟!
هي سوريا الاشتراكية، اشتراكية العدالة! التي حولها الحاكم إلى مزرعة للأسرة يتوارثونها، وللعائلة وبعض المقربين.. فتكدست ثروة البلاد في أيديهم، وصار الشعب العزيز الكريم محتارا بلقمة عيشه! هي سوريا الحرية! حرية الفساد؛ التي تحارب الحجاب والعفاف والستر.. ويكفي أن يمشي المرء في أحد الشوارع –كما يصف الواصفون- حتى يرى التهتك والعري والفجور والخلاعة والانحلال والمراقص والحانات.. وهي التي تضع –حريتها- شيخا في الثمانين من العمر في السجن، وهو الذي يُجمع شعب سوريا والمنصفون على فضله ومكانته ووطنيته وغيرته واستقامته.. ومثله كثير. هي التي تضع -حريتها- طفلة لمّا تبلغ العشرين من العمر في السجن على حرية وعدالة حلمت بهما.. ومثلها كثير. هي التي حرمت وطنيتها عشرات الآلاف من أبناء سوريا من بلدهم وأهلهم ووطنهم منذ ثلاثين عاما. وتأبى الكشف عن مصير عشرات الآلاف من العلماء والمفكرين والأطباء والمهندسين والطلاب.. الذين اعتقلوا قبل عشرات السنين، ويقال بأنه تمت تصفيتهم في السجون، وعاث نظام حكمها فسادا ونهبا وإجراما بحق شعب لبنان، بعد أن فتك بسوريا وشعبها، وجعل من نفسه ربا على لبنان بعد سوريا. هي التي، وهي التي، وهي التي...هذه هي سوريا التي الله حاميها –على حد زعمهم- ومن أجل ذلك الله حاميها -حاشا لله- وهذه علاقة نظام الحكم بـ(حاميها) تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
ويسأل المرء مرة أخرى وأخرى: هل هناك افتراء واستهانة بالله، وعدل الله، وحرمات الله، وشرع الله، وعباد الله، أكثر من هذه الاستهانة والافتراء؟! إننا نسأل الله تعالى أن يحمي سوريا رحمة بالشيوخ الركع، والأطفال الرضع، والبهائم الرتع، وليس بالظلمة المتكبرين المتجبرين الذين يهينون عباد الله، ويعتدون على حرمات الله، ويهلكون الحرث والنسل..
ربّي: إنّهم يقولون منكرا من القول وزورا، ربّي إنّ هذا بهتان عظيم، ربّي أنزل على سوريا.. فرجا قريبا عاجلا يتعجب الناس منه، يا عزيز يا كريم... ويسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا.