وصيتي "لموافي" سابقا
وصيتي "لموافي" سابقا
أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة
صفوت الشريف له تاريخ حافل جدا ، وشيق لأبعد حد ، وذلك لما قام به في الماضي من أعمال في خدمة الوطن " من وجهة نظره " .
لقد قرأت التحقيقات التي أجريت معه سنة 1968 عندما كان رأسا كبيرا من رءوس المخابرات ، وقد عشت في حالة ذهول شديدة ، وأنا أقرأ كلماتها ، وساءلت نفسي : كيف لمثل هذا الرجل أن يقود ، ويكون له مكان كبير جدا في المناصب الرفيعة ، إلا إذا كان وراؤه من يسانده ، ويقويه في كل مواقفه ؟
نعم كيف علينا مثل هذا الشخص زعيما كبيرا يصرف الأمور كيف يشاء ؟؟؟
*********
وأنقل للقارئ في السطور الأتية بعضا مما جاء في التحقيقات معه ، وأنا أشعر بالحزن والذهول :
كان معتقل من قِبل قيادة الثورة ، بعدة تهم تعتبر خيانة عظمى :
فتح المحضر يوم الخميس الموافق 29/2/1968 الساعة 11 صباحاً بمبنى مجلس قيادة الثورة بالجزيرة .
اسمي: محمد صفوت محمد الشريف واسمي الحركي " موافي" سن 35 ــ رئيس منطقة عملي بإدارة المخابرات العامة سابقاً وبالمعاش حالياً . ( هذا الكلام كان سنة 1968 ) .
س: ما العمل الذي كنت تقوم به في إدارة المخابرات العامة ؟
جـ : أنا التحقت بإدارة المخابرات العامة منذ سنة 1957 ، وكنت قبل ذلك أعمل ضابطاً بالجيش ، وبعد انضمامي للمخابرات تدربت في الفرقة ، ثم عملت كضابط وحدة ميدان في التحريات والمراقبات لمدة حوالي سنة ، وبعد ذلك تفرغت لعملية خاصة وهي عملية الجاسوس فؤاد محرم ، ثم عملت في تدريب بعض العاملين بالإدارة حتى سنة 1962 ، حيث عملت في قسم المندوبين بالمجموعة 98 ، وكنت رئيس مكتب فرعي هو مكتب الهيئات الدبلوماسية ، وكان يرأس قسم المندوبين في ذلك الوقت جمال عباس واسمه الحركي "محرم" ، ثم عينت في أوائل سنة 1963 ، رئيساً لقسم المندوبين حتى ديسمبر سنة 1964 ، وتخلل هذا انشغالي في فرقة تدريب ضباط من نوفمبر سنة 1963 ، حتى إبريل سنة 1964. وتفرغت بعد ذلك ــ أي بعد ديسمبر سنة 1964 لتدريب فرقة ضباط أخرى حتى يوليو سنة 1965 ــ ، وفي الوقت ده شكلت هيئة الأمن القومي وضمت المجموعة 98 والمجموعة 52 الخاصة بالنشاط والأمن الداخلي بما في ذلك قسم المندوبين الذي كان تابعاً أصلاً للمجموعة 98، وعينت رئيساً لمنطقة العمليات (410) االتي كانت تضم وحدات المراقبات والتحريات وقسم المندوبين ، وكان يرأس هيئة الأمن القومي حسن عليش الذي كان من قبل رئيساً للمجموعة 98 ، وكانت المنطقة التي أرأسها تابعة لإدارة العمليات التي يرأسها جمال عباس ، والتي تتبع بدورها هيئة الأمن القومي واستمريت في هذا العمل حتى 26/8/1967 وهو تاريخ التحفظ عليّ وأخطرت بإحالتي للمعاش في 26/9/1967.
**********
· كان هذا هو بداية التحقيق الذي يحتوي على أكثر من أربعين ورقة كلها مصائب كانت من نصيب ( موافي ) فقط وأتباعه .
ولم أستطع أن أكمل لكم ما قرأت وأدعكم تبحثون عن هذا التحقيق على شبكة الانترنت .
كان هذا هو السؤال الأول فقط والباقي كله يحمل ما لا عين رأت ولا أذن سمعت فمحواه :
" كيفية بناء أساليب غير مهذبة لتعاون المشاهير في أن يتم تجنيدهم في عمليات من وجهة نظري لا تليق بأمن البلاد كما ذكر " موافي سابقا " صفوت الشريف حاليا .
وبقية التحقيق كلها مصائب مشينة وهي حقيقة لما نراه هذه الأيام على يد حاكم له من أعوان مثل " موافي " فلابد للبلد أن يضيع اقتصادها لما تقوم به من عمليات أمنية تتكلف بلايين من مثل ما كان التحقيق فيه .
ولكني بعد استقرائي للمحضر لم أجد تفسيرا لما طرحت من أسئلة أو من سؤال واحد على الأقل : من المستفيد من وجود شخصية بهذه المواصفات في دائرة الحكم ؟ ومن الذي عينه في هذه المناصب ؟
أنا بطبيعة حالي لا أجد جوابا لسؤالي هذا .
والآن أقول وكلي حسرة لقادتنا : أين مستقبل البلاد الذي ظللتم عليه عاكفين ؟
أين علماؤنا الكرام من هذه الدولة الظالم حكامها ؟
أين و أين ، وأين .....الخ . "
**********
وأخيرا إليكم هذه الآيات :
" يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) " آل عمران 106 و107 .
وأخيرا أقول .
ألم يأن لك يا موافي ( أن تكون وافيا لوطنك ) ، وتعيد حساباتك لتكون آخر أيامك في رحاب الله والتوبة ؟
وما هي إلا وصية أهديها إليك . فتقبلها بقلب مفتوح وضمير مستيقظ . " ..... فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) . الحج