من أجل طل الملوحي
السيد إياس المالح يتحدث في يوم الحملة
الأسيرة طل الملوحي
السيد إياس المالح
إننا في هذا اليوم الحزين 27 ديسمبر الذي احتجزت فيه الصبية طل الملوحي ذات التسعة عشر عاماً تعسفياً، وتم تغييبها قسرياً لأشهر طويلة، حيث مُنعت من أبسط حقوقها المدنية والإنسانية والقانونية، وحيث تمّ تجاهل اختراق الدستور والقانون في طريقة التعامل معها، كذلك في محاكمتها. فإننا نثور غضباً بانتهاك كرامة الإنسان كل وأي إنسان، كما نثور غضباً لانتهاك الدستور والقانون الذي تمّ تغييبه عن الواقع والتطبيق لصالح من يعتبرون أنفسهم فوق القانون، ونثور غضباً لأننا نعاني من إرهاب جمهوراثية أمنية نُزع عنها صفة الدولة، وإرهاب أجهزة أمنية تمسك الوطن والمواطن من جميع مفاصله الجسدية والنفسية. إننا إذ ندافع عن حرية طل الملوحي وحقها في محاكمة مدنية شفافة عادلة من خلال قضاء نزيه ومستقل، فإننا ندافع عن حرية وطن مقيّد وأسير لأجهزة أمنية مستبدة وقضاء عسكري ظالم ومؤسسات قانونية صورية، إن الذي تعرضت له الصبية طل الملوحي من ظلم وإهانة ومن تغييب للحقوق القانونية والإنسانية لهو صورة لما يعاني منه جميع المعتقلين خلف قضبان سجون الوطن لم يكن بقياً أحرارنا أفضل حالاً منها: تُهامة معروف، وراغدة الحسن، وفاطمة حاؤول، وشيخنا هيثم المالح، ومهند الحسني، وأنور البني، وعلي العبدالله، وكمال اللبواني، وحسن صالح، ومشعل تموة، ومحمود باريش، وخلف الجربوع، ومصطفى حاج بكري، ونزار رستناوي.. والقائمة تطول وتطول. هم أمثلة حية كاشفة على الظلم ولقانون الغاب السائد ولسلطة الأجهزة الأمنية الحاكمة بأمرها.
إنّ الأحرار الراغبون في هذا اليوم يطالبون وبكل بساطة أن:
أولاً: أن تكون هناك محاكمة عادلة ونزيهة وشفافة في ظل قضاء مستقل للصبية طل الملوحي.
ثانياً: التوقف عن حرمانها من حقوقها القانونية والإنسانية وحقها في نقاش محاميها دون قيد أو شرط أو رقيب.
ثالثاً: استقلال القضاء وتحقيق العدل في جميع محاكمات المعتقلين وتعويضهم مادياً ومعنوياً حال ثبوت براءتهم، وتطبيق القانون من خلال قضاء حر ونزيه وعادل.
رابعاً:فتح نوافذ الحرية في المجتمع، وعدم التضييق على الرأي المخالف ما دام ضمن إطار الدستور السوري الذي تمّ تعطيله لصالح المتنفذين والممسكين برقاب البلاد والعباد.
إننا في هذه الحملة سوف نبقى نطالب بالعدل والحرية حتى ينالها المجتمع بأكمله، ولا يمكننا التوقف عن ذلك، لأنه هو الطريق الوحيد للحياة الحرة الكريمة، ولاستعادة إنسانيتنا وحقوقنا في المواطنة ككل البشر. لم تثنينا ولم تشغلنا عن هدفنا الواضح الحملات المضادة أو صرخات الترهيب والتخويف أو القصص الفاشية التي يتم حبكها في أقبية الأجهزة الأمنية والتي يروّج لها بعض الإعلام المتواطئ مع الظلم والاستبداد. قضيتنا ليست قضية طل فقط، فلقد أصبحت طل الملوحي رمزاً وعلامةً لمعاناة هذا الوطن المستمرة منذ سنواتٍ طويلة.
ندعو جميع من يؤمن بحق الإنسانية في الإنسانية، في المواطنة، في العيش الحر الكريم، أن يتفاعل معنا ويدافع عن حقنا جميعاً في الحياة، كما نريد وكما يحياها الآخرون. ندعو جميع شرائح المجتمع السوري أن تنهض وتستيقظ من ثباتها الذي طال وطال، وأن تطالب بحقها بكل جدارةٍ، ومن خلال الأدوات القانونية التي يسمح بها الدستور، دستورنا المعطل. لم نعد نقبل أن نعيش حياة الذل والمهانة والعبودية في ظل قانون الغاب وسطوة الأجهزة الأمنية وسياط الاستبداد والاستعباد. إننا نستحق الحرية، ولذلك نحن نثور غضباً ونعبّر عن حقنا بصوت عالٍ لكي يسمعنا العالم كله، ولن نتراجع أو نضعف حتى تسري الحرية في عروق الوطن كل الوطن.