هل بدأ الموساد إشعال فتائل بقية الفتن

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

يبدو أن نارالفتن قد [ تقرر ] سريانها في سائر الجسد العربي [ الهش ] !

. وبدأ المشعلون ببعض الأجزاء الأضعف [ من نواح معينة ] ولأغراض معينة .. تلتقي في النهاية عند الأغراض الأساسية الكبرى : مزيدا من التوهين والتدمير لهذه الأمة وشعوبها ..توطئة لسيادة العصر والسلطان الصهيوني علانية ..!

  .. وحتى يعلم حتى الذين يتوهمون أنهم مستقرون ..وآمنون .. أنهم – كغيرهم -على [ كف العفريت الصهيوني ] وأن أمانهم واستقرارهم موقوت ..ومرهون كذلك   [ برضا ذلك العفريت وتقديم القرابين المطلوبة له ]!!!

.. أما [ تدسس ] الصهيونية سرا فلا يكاد يخطيء نظر المراقب العادي .. سريان السم الصهيوني في معظم أجزاء الجسم العربي ..بأشكال متعددة وازدياد تأثيره بل ونجاحه في بعض المواقع – عدا عن تمدد سريان سمه  القاتل ومنتجاته النجسة علنا في بعض المناطق ومنها يتسرب سرا إلى مناطق أخرى لا يزال فيها بعض الحياء والحياة !

.. وفيما قرأناه وسمعناه لخنزير الموساد السابق : [يادلين]دليل واضح وخصوصا فيما ضرب من أمثلة لنجاحات جهازه الإرهابي المجرم في العراق السودان واليمن وبعض بلاد المغرب ومصر – وبداية المؤامرة في لبنان- .. أكبر دليل على ما نقول ...وعلى ما يشعر به الناس ..وما يُتوقع بعد من شرور مستطيرة بدأت رؤوسها تطل هنا وهناك لتشتعل النيران في سائر الهشيم العربي المتمزق المتهالك – بسبب تدبيرات سابقة ومبيتة ..وجهود [ ظلامية ] حثيثة .. استُعمل فيها السلاح اليهودي الأزلي [ المرأة والذهب ] – على حد تعبير [ بروتوكولاهم] ..وغير ذلك من الأساليب والوسائل التي يدبرونها ويديرونها ويُحكمونها ويتقنونها في ظلام دهاليز وأوكار ومواخير العابثين من قوى خفية .. لكن هوياتها معلومة للكثيرين..وآثارها مشهودة للمتبصرين .. لكنهم استطاعواأن يصلوا بكيدهم ودقة تدبيرهم ..ومثابرتهم ..وبناء جهودهم على أسس علمية ونفسية واجتماعية واقتصادية ... إلخ متينة وثابتة وفطرية .. ليحققوا نجاحات باهرة ..ومدهشة لدرجة [ تشده المشاهد ] حين يرى أناسا ينحرون أنفسهم وأوطانهم وشعوبهم .. عمدا – أو شبه عمد – ويهدمون ديارهم  بأيديهم .. .. وقد يبيع البعض ( البلاد والعباد ) بالجملة والمفرق .. في سبيل كسب شخصي أو مصلحة خاصة ..أو شهوة عابرة ..أو لوهم وخيال ضخّمه في نظره [ المحركون ] وأشعلوا له بعض البراهين المفتعلة ..أو الطبيعية الكامنة أحيانا قد يكون بعضها نتيجة لأنانيته وظلمه واستئثاره واستهتاره (والظلم من شيم النفوس !) فيصور ويسول له [ شيطان التحريض والفتن ] أن الآخرين يريدون تـدميره ..ويطمعون فيما [ نهب ] من حقوقهم وأقواتهم بحق وبغير حق !.. فيأخذ موقع الحذر من أهله وسنده الطبيعي – ويضطر للاحتماء بقوى الفتن الخفية والظاهرة ..ولتولي الكفرة المفسدين المتآمرين على الوطن والدين [ ويتخذهم بطانة!] ..ويحيط نفسه بحماياتهم ويجعلهم ناصحين ومشيرين ..وباختصار : ينقاد لتعاليمهم وأوامرهم وتدبيراتهم ..ويصبح [ ألعوبة ] في أيديهم يحركونه – كما يشاءون..ويحركون بالتالي ما حوله وما يحركه هو – ولو رمزيا - .. وباختصار تصبح مقاليد الأمور في أيديهم .. لا يكاد يخرج عن سيطرتهم أمر ولا قرار ..وخصوصا في الأمور المهمة والحساسة والمصيرية والكبرى .. أما في بعض الأمور الخاصة ..: فليصرف الناس أمورهم وأعمالهم فيما بينهم – كما يريدون – مع رقابة لا تكاد تخطيء شيئا – وخصوصا حين يقترب من مناطق حساسة تؤثر على عمل ووضع المتآمرين الخفيين والمستشارين الهدامين – وإن كانوا يظهرون أنهم حريصون على مصلحة ..وقد يثبتون ذلك ببعض [ التمويهات ] كنجاحات أو منجزات وهمية ..أو أرباح وقتية .. يستطيعون تحقيقها حين اللزوم بالتعاون مع آلاتهم الجهنمية العالمية [ وأخطبوطهم ] المتشعب ..وعناكبهم المتجذرة في كثير من مناطق النفوذ والاقتصاد والإعلام في العالم .. فيرفعون من يشاءون ويشوهون من يريدون ..إلخ

 ..وهكذا قد يدمر البعض نفسه – حتى – مجانا .. بل وقد يدفع ثمن التدمير راضيا مسرورا ظانا أنه على جادة الصواب : " الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" . !

هل هي طلاسم ؟!:

.. لعل ما نقول – في كثير من نواحيه – يبدو [ كالطلاسم ] لمن غاب عن الصورة ..أو غابت عنه الصورة الإجمالية أوالتفصيلية – هنا أو هناك - ..أو من يسرف في حسن الظن ..أو يرفض نظرية المؤامرة – وهي تسري من تحته – أو ممن أُصيب بغفلة شديدة ..سواء كانت طبيعية –أو مفتعلة – نتيجة مكاسب أو أوضاع أو علاقات معينة ..إلخ !

... ولكن أي مراقب محايد لا يمكن أن يصدق أن هذا الوضع العجيب .. في العالم العربي والإسلامي ..أمر طبيعي !

 ..فكيف تُمَزَّق كل هذا التمزيق وتُهان كل هذا الهوان وتُنهَب- كل هذا النهب ! - مقدرات أمة من مئات أو آلاف الملايين .. تنتسب لدين ومبدأ راقٍ ٍ مؤهل لإصلاح البشرية وقيادتها .. و( ذروة سنامه الجهاد) ..وهو الوسيلة لـتأديب المارقين والمفسدين ..والطغاة والظالمين والمعتدين على حقوق الآخرين وحرياتهم .. ليضمن ( حماية حريةالعقيدة والعبادة والحقوق والحريات الأساسية لكل البشر ) بدون تمييز .. ولو لم يكونوا مسلمين .. لكنهم يجب أن يكونوا أحرارا في اوطانهم ومقدراتهم ولا بد من حماية ذلك بالجهاد .. وهل هناك كيان أو دولة تستغني عن جيش وأجهزة أمن ..ولو كانت حتى [ جمهورية أفلاطون ]..؟!

.. كيف يصدق أو يُعقل أن عصابة من [ لقائط ولفائف وأخلاط ] اليهود أذل وأقل الخلق .. يتهددون أمة لها تاريخ وتراث عظيم وحضارة عريقة ومباديء قيمة ..وقوى ومقدرات وإمكانات هائلة وعددها يتجاوز مائة أو مائتي ضعف عدد الدولة المصطنعة والمغروزة في قلب وطنهم تتهدد مقدساتهم ..وجزءا حيا من شعوبهم وحيويا من أوطانهم .. وتعيث في الأرض فسادا وتخريبا وقتلا وتدميرا .. فلا تكاد تجد من يردها أو يوقفها عند حدها !!!.. وتتحدى البشرية وكل ما يسمى الشرعية الدولية ..وتضرب بقراراتها عرض الحائط ..بكل استهتار واستعلاء واحتقار          [ للجوييم ] مما لو فعله غيرها لشنت عليه الحروب ولخُنق بالمقاطعة والضغوط المنوعة!..

وآخر ذلك رفضهم لرغبات أمريكا ولية نعمتهم .. وعدم استعدادهم لوقف الاستيطان في الأراضي المحتلة [ بلغة الشرعية الدولية ] أي أراضي ال67 التي ليست لهم – دوليا – مما يوجب على أصحاب الشرعية والقرارات الدولية والرأي العام العالمي –وما أشبه ذلك من [ترهات دجلية] يفعلونها حينما يشاءون أو يشاء اليهود فقط !- مما يوجب عليهم – أن يوقفوا العصابة المارقة   عند حدها ..ويضربوا على يد تلك الدولة المتمردة –  بيد من حديد .. لا من حرير .. وألا يكتفوا بمجرد [ مواء هزيل خافت يستنكر فيه البعض الاستيطان و يرفضه ] ولا يتبع ذلك أي إجراء رادع ..أو أي شيء [ يُغضب البؤرة المارقة المدللة ] والتي اعتادت – وعوّدوها أن تكون وتتصرف فوق كل القوانين والقرارات الدولية بلا رادع ولا حسيب ولا رقيب !

...ويرفض اليهود تنفيذ رغبة أمريكا بالوقف الصوري والمؤقت للاستيطان – ولو لمدة محدودة – لتتمكن أمريكا من الضغط على السلطة الفلسطينية لتعود لدوامة المفاوضات ...وتظل تدور فيها كحمارالرحى كعادتها - ..حتى تنتهي المهلة المحددة المؤقتة ..ويعود الاستيطان ..وتظل المفاوضات العبثية سارية جارية بلا غايات ولا نتائج ولا نهايات !!

..وهكذا فقد أظهر اليهود عجز أمريكا أمامهم.. وقزموا رئيسها الكُحلي أو البُني .. وأظهروه عاجزا لا يملك قرارا أكثر من كثير من أمثاله من [ بوابي العمارات ]- وخصوصا في مصر المحروسة.. !

أُلغِي الجهاد من قاموس أصحاب الخيار الاستسلامي ؛ ولم يبق لهم إلا إدارة الخدود للصافعين ! :

 .. والغريب أن ( أمة الجهاد ) قد [ وأدت ] الجهاد ..وألغته من قاموسها ..واختارت  [ خيار الاستسلام العفن ] موقفا وحيدا لا بدائل له .. فكلما أمعن اليهود في عدوانهم وطغيانهم وإجرامهم .. اجتمع بعض العرب والمسلمين – هنا او هناك - ..واتخذوا قرارات كلامية ..وأعادوا نفس أسطوانات السلام المشروخة ..ولا رائحة لأية قوة أو حتى ( ضغط حقيقي ) في قراراتهم ..مما ينبيء أنهم قد لا يملكون قرارهم..أو إن قرروا شيئا لا يستطيعون تنفيذه ..!.. كيف وأدوات التنفيذ بأيدي آخرين ..ممن يقفون مع أو وراء العدوان وأداته الصهيونية في فلسطين ؟ ! .. كيف وسلاحنا – ومن يديرون أهمه وأفعله – منهم ..؟!.. كيف والبعض يحتمي بهم ..ويعتبرهم سنده وحليفه وظهيره وحافظ مجده وربما ولي نعمته ؟ .. وقد يدعوهم ليمتطوه طائعا مختارا أو تحت ضغط ظروف صنعوها هم ليستدرجوا بها مثل هذه المواقف والنتائج!

.." يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودًّوا ما عنِتُّم ..قد بدت البغضاء من أفواههم ..وما تخفي صدورهم أكبر .."!

ربما لم يبق لأصحاب الخيار الاستراتيجي إلا [ خدودهم اليسرى ] ليديروها لمن يصفع خدودهم اليمنى .. ولعلهم يخترعون مزيدا من الخدود [ أو مواقع الصفع والركل الأخرى!] فقد مهروا في اصطناع المسميات للهزائم والنكسات والنكبات !!إلخ

  كيف يسوغ هذاالوضع اللامعقول .؟. وكيف تقبله وتصدقه العقول ؟! فهل عدنا إلى مثل عصر التتار والمغول ؟

نجاح الصهاينة في مؤامراتهم تشجعهم على إشعال المزيد ! :  

.. يبدو أن النجاح الباهر والناجز في جنوب السودان ومواقع أخرى – وشعور الكيان اليهودي ببدء تزلزله وقرب نهايته .. وبترنح [الصنم الأمريكي الأكبر ] الذي يمده بمعظم قوته ومدده المادي والمعنوي – وقرب سقوطه – هو الآخر سقوطا مدويا – كما حصل لغيره أو لغيرهما – وكما هي سنة الله في خلقه وعجلة التاريخ الحتمية ..يبدو أن ذلك وغيره ..قد دفع الدوائر الصهيونية في استعجال تكملة [ خططهم الجهنمية ] في [ إشعال الفوضى ] التي سموها خلاقة ..وهي خلاقة للفتن والجرائم والمشاكل والدمار ..بالتأكيد .. - ! وحتى يوقعوا أكبر قدر من الضحايا في خصومهم ..وعلى مبدأ شمشون ( عليّ وعلى أعدائي )!!

..وقد وعينا – من قبل – من كلام المجرم [ يادلين ] رئيس الموساد السابق .. نشوة الموساد والصهيونية في نجاحها في بعض المواقع – نتيجة لتدبيراتها الخفية والسرية والمحكمة – كما أشرنا سابقا .

( وقد مكروا مكرهم – وعند الله مكرهم – وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال )

وهكذا فقد أمعنوا في مكرهم ..واستمرأوا إشعال الفتن والدمار والنزاعات ..وغرهم نجاحهم في بعض الميادين كالسودان والصومال والعراق ومصر..إلخ.. ليسارعوا في إشعال فتائل [ ألغامهم] الجاهزة مسبقا غالبا بفعلهم وتدبيرهم هم وأعوانهم أو بفعل عوامل أخرى قد تكون طبيعية لكنهم رصدوها وضموها لمجموعاتهم وجهزوا صواعق تفجيرها في أيديهم وما أسهل ما يفعلون حين يريدون – فما هو إلا أن تحرض إنسانا – غالبا ما يكون مأجورا أو موتورا أو جاهلا حاقدا – على آخر أو آخرين .. وتثير نزاعات عواملها جاهزة وموجودة – أو يُقصد بها إيجاد وضع أو مبرر معين أو قطع خطوة ما في طريق المخطط الأكبر .. وحتى يشارك الغافل والبريء –غالبا – في  الفتنة ويرى نفسه في وسط دوامة الصراع–[غالبا مرغما] وتكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الساعي ..إلخ.. نسأل الله العفو والعافية !

.. وليس [ مجرد محض صدفة !] أن تخرج من المنطقة الكردية – المسيطر عليها صهيونيا شمال العراق دعوة [ مشبوهة ] في هذا الوقت بالذات .. لشعار [ تقرير المصير للأكراد ] – مع أنها دولة كردية قائمة بالفعل ومنفصلة تقريبا عن الوطن العراقي باستقلال شبه تام !مع تأكيد [ الداعي المشبوه ] على كردية كركوك .. ليعاد سيناريو جنوب السودان في شمال العراق الذي لم تكد تهدأ فيه[الفتن المفتعلة ] منذ عشرات السنين .. ولتكون كركوك عنوان وباب ومُفجّر صراع دموي رهيب .. لا يعلم إلا الله عواقبه ومصائبه ..!

.. وهكذا فإن ما نرى من فتن واشتباكات هنا وهناك ..غالبا ما يكون بفعل [ تحريض معين لجهة أو شخص معين ] .. وما هي إلا أول طلقة أو ضربة أو حتى صرخة من هنا أو من هناك – حتى [ يضطر ] كل فريق أن يشارك فريقه ويدافع عن نفسه .. فقد تكون الأوامر قد صدرت من جهات خفية تستعمل [ البعض كمخالب قط أو احتياطي فتنة ] وتكون قد أجرته واستأجرته مسبقا لمثل هذه الساعة وهذا العمل .. لتبدأ به إشعال فتنة أو تدبير خطة أو تنفيذ مرحلة من مخططاتها الجهنمية المدمرة !

.. وغالبا ما لا يشعر [ المتنازعون ] أنهم ضحية مؤامرة صهيونية كُفرية ..- حتى [المأجور أوالمأجورون مشعلو الفتنة ] قد لا يعلمون السبب – وحتى المحرض الحقيقي الذي قد يكون نظّمَهم في صفه وجنده وهم لا يعلمون !.. ومن هنا [ قيل ] إن بعض كبارالضباط في بعض الجيوش يتقاضون من [ جهات ما – خارجية ] رواتب أكبر من رواتبهم .. [ لوجه الشيطان] وليس إلا ليتحركوا كما يريدونهم في الوقت والاتجاه الذي يقررونه – إذا لزم الأمر وقلما يلزم – أو ربما لا يلزم .. لأن الأمور غالبا تسير وفق المخطط المرسوم – بشكل يريدون أن تظهر كأنها طبيعية ..وبدون لفت أنظار .. لكن إذا قابلتهم عقبات .. فلا بد من [ افتعال شيء ما ] لإزالتها ..أو تحويل العدوان والصراع – اقتتالا داخليا ..يوهن صف عدوهم ..ويوفر عليهم الكثير من الجهود والإمكانات ..,من أرواح عناصرهم النجسة ..ما دام في [ الجوييم ] من هو مستعد أن يموت.. و[ يُميت ] مقابل [ دريهمات أو شياكل أو دولارات ]!