ما هي قومية الدول العربية

ما هي قومية الدول العربية ؟

وحيد بدر الدين

يخطئ من يظن أن الدول العربية الحالية هي دول قومية ، فهي لم تقم على أساس القومية ولا على أساس الدين ، إنما قامت على أساس خدمة مصالح الاستعمار ودول الغرب، فهي دول منسلخة من أي انتماء إلا الانتماء للماسونية .

إن بلاد المسلمين التي يتكلم أهلها اللغة العربية تحكمها حكومات مرتبطة بالنظام العالمي الأممي، وأما الجنسية التي ينتمي لها هؤلاء الحكام فهي لا تعني لهم شيئاً ولا أهمية لها في اعتقادهم، فالمنظمة التي يعملون لحسابها ليست منظمة عربية وليست كلها من العرب، كما أن العرب ليسوا كلهم أصحاب أخلاق أو شرف ، ففي كل بلاد العالم هناك من لا شرف لهم ولا كرامة، كما أن الأحرار والكرام وأصحاب المروءة قد يكونوا من قوميات أخرى غير العربية .

لقد ألغى الإسلام الأخوّة والرابطة على أساس العِرق أو اللون أو اللغة، فأصبحت الرابطة الإسلامية ( رابطة العقيدة ) هي الرابطة الوحيدة التي تربط بين المسلمين في العالم، ولكن العرب تقع عليهم مسؤوليات أكبر تجاه خدمة الدين وتجاه قضايا أمة الإسلام على اعتبار أن كتاب الله تعالى نزل بلغتهم وكان خاتم الأنبياء والمرسلين محمد -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- عربياً .

أبي الإسلامُ لا أب لي سواهُ      إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ

ومن هنا نفهم سبب شعور المسلمين في أندونيسيا - على سبيل المثال - بالألم على حال المسلمين في فلسطين والعراق، وكذلك فإنه ليس من الصعب تفسير وجود مسلمين من قوميات وبلدان مختلفة من شتى المناطق في العالم تقاتل جنباً إلى جنب مع حركة طالبان في أفغانستان أو مع القاعدة في العراق وكأن لسان حالهم يقول :

إذا اشتكى مسلمٌ في الصين أرّقني         وإن  بكى مسلمٌ في الهند أبكاني

ومصرُ ريحانتي والشام  نرجستي         وفي الجزيرة تاريخي وعنواني

وحيثما   ذكر  اسم  الله  في  بلدٍ          عددتُ أرجاءهُ من لبّ أوطاني

إن حكام العرب منذ غياب الخلافة الإسلامية لم يحكموا بالإسلام، وليس منهم حاكم عربي واحد كان يخدم الإسلام أو لغة القرآن، بل إن اللغة العربية والهوية العربية تتعرض للحرب من قبل الحكام لأنها لغة القرآن الكريم وليسهل عليهم تمرير المشاريع الغربية الاستعمارية بعيداً عن نباهة وفطنة العرب، فحكام المسلمين الطغاة هم أعداء لهذه الأمة دينياً وقومياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

وتأكيداً لهذه الحقائق، فيمكن ملاحظة واقع بلاد الحجاز والجزيرة العربية اليوم وقد تحولت إلى خليط مركب من القوميات والأديان، وهذا ما خطط له اليهود وحلفاؤهم لتشويه معالم التاريخ الإسلامي والحضارة التي صنعها المسلمون العرب في هذه البلاد التي انطلقت منها الفتوحات الإسلامية وكانت سراجاً يشع منها نور الإسلام إلى شتى بلاد العالم .