عظّمَ الله أجركم في السودان

أيها الحكام..

وشكر الله سعيكم في اليمن وبقية الأوطان

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

بتاريخ الثلاثاء ٢١ كانون الأول الأول / ديسمبر ٢٠١٠ إنطلق  حاكمان عربيان هما السيدان حسني مبارك ومعمر القذافي" بشعرهم الأسود الجذّاب حتى لتظن أن الزمن قد توقف بهم عند سن الأربعين"متوجهين إلى الخرطوم نيابة عن عشرين حاكماً عربياً للمشاركه في تشييع جثمان قطعة أرض عربيه

من أرض جنوب السودان تعيش أيامها الأخيره

أعزائي القراء 

لا أعتقد أننا بحاجه إلى عامين او ثلاث ليكشف لنا ويكيليكس عن نص برقية التعزيه التي حملها هذان الحاكمان الى السيد عمر البشير حاكم السودان

   الرساله بإختصار تقول:

"عظَّم الله أجركم يا أخ عمر بمصابنا ومصابكم  فإصبروا وصابروا ولاتكابروا ,فالعصايه حاميه وبلاش وجعة دماغ وخليك متعاون مع القرارات الدوليه وساهم معها على دعم هذه الدوله الفتيه وأجرك على الشرعيه الدوليه هذه تمنياتنا وتمنيات أصدقائنا في أمريكا وأوروبا لكم وشكراً لتعاونكم

ثم يقف الزعماء الأفاضل دقيقة صمت على روح الفقيد ولاينسوا قراءة الفاتحه, بينما فرقة موسيقيه تعزف للضيوف موسيقى جنائزيه حزينه وفرقة أخرى توزع مناديل ورقيه لتجفيف دموع الساده المعزيين وبعدها تنطلق الوفود إلى خيمة كبيره مُد على ارضها  صواني الطعام الفاخر لزوم الأخذ بالعزاء وبعد ان تملأ الكروش يقف أكبر حكامنا سناً ليلقي على الحضور موعظة يقول فيها

 "ياقوم...ياقوم ..إسمعوا وأطيعوا...كل ارض عربية ذائقة الموت فلا تقتلوا أنفسكم حسرة عليها فهي قدر مقدور.. ونذر منذور.. وعمل مأجور.. ووعد لحكامكم بحكم منشور إلى يوم النشور...وإياكم ثم إياكم بلوم حكامكم فتخسروا الحياة الدنيا وتقضون بقية عمركم في قبو لا تدخله شمس ولاتعرفون الغد من الأمس .ثم يلتفت إلى جموع المعزين قائلاً قوموا إلى صلاة الجنازه يرحمنا ويرحمكم الله

  وبعد ان يدفنوا الفقيد على اكمل وجه يركب الزعماء طائراتهم 

واضعين في آذانهم سماعات ال iPad

  مُستَسلمين إلى نومهم الأزلى بينما أغنية السيده هيفاء وهبي تصدح في آذانهم وتطربهم بأغنية"  ليك الواوا بوس الواوا  خلي الواوا  دح "لإراحة أعصابهم المرهقه من واجب التعزيه

وبذلك يتم سحب ارض كامله من تحت أقدامنا بذريعة تنفيذ القرارات الدوليه مساحتها تعادل أكثر من ثلاثة أمثال مساحة سوريا تقريباَ بكل ناسها وخيراتها وتنوع حضارتها ,مفرقّين بين أبناء الوطن الواحد وكأن الشرعية الدوليه لم تُختَرع الا لتمزيق الشعوب والأوطان. اما الحكام العرب فقد قاموا بواجب التعزيه على أفضل وجه عربوناً للوفاء العربي الأصيل متبرعين بتكاليف العزاء ثم ألقوا النظره الأخيره على الفقيد قبل ان تسدل الستار على مسرحية إستفتاء على ذبح الأوطان

   أعزائي القراء

هل تعتقدون ان فصل جنوب السودان عن شماله هي نهاية مأساة السودان؟كلا فسلسلة المؤامرات ستبقى مستمره ولاشك أنكم تذكرون ان هناك مقاولاً دولياً متخصص في خراب الأمة العربيه إسمه أوكامبو مُنِح وظيفة مدعي عام لمحكمة دوليه ينتظر دوره حتى تبرد مراسم العزاء لينصب خيمته بالقرب من دارفور ليسلخها عما تبقّى من السودان وأيضاً بإرادة الشرعيه الدوليه .السيناريو هناك سيتجدد أيها الأعزاء وهو جَدّي إلى اقصى حدود الجديه فالسودان يريدونه شظايا دوله وليس كيان ووطن ,السودان يريدونه ارضاً مفتوحه لرعي أبقارهم وجمالهم ورجال مخابراتهم ومركزاً لتدريب مرتزقتهم لتخريب دول الجوار العربي للإنطلاق منها إلى أوطان أخرى.وحكامنا  لاهون في صبغ شعورهم.. وإختراع غراء لاصق جديد للصق مؤخراتهم بمقاعد حكمهم.. وزيادة فروع مخابراتهم.. وتزوير إرادة الأمه في إختيار ممثليها الحقيقيين بلغ مرحلة يعجز عن تنفيذها عصابات المافيا العريقه بالإجرام.. وأموال مُكومة تهدر على سلاح نهايته حديد يُصهر تعجز زاكرة كومبيوترات العالم على الإحتفاظ بعدد أصفار هذه الأموال, بينما مئات الملايين من الدولارات تصرف عمولات في جيوب المتنفذين لو صرفنا جزءاً منها على مشاريع جنوب السودان لوقيناه شر الإنفصال كل ذلك بفعل هؤلاء الحكام وتحت نظرهم وبإشرافهم وأمام أعينهم

أعزائي القراء

دارفور على الطريق.. ولبنان مازال تحت المؤامره.. والعراق شماله لم يعد جزءاً منه ولا أحد يعلم ماهي حجم المؤامرات التي ستنفذ في جنوبه.. ودول الخليج غدت حاملات طائرات من فئة الخمس نجوم ,كل مخابرات العالم تجول وتصول فيها..واليمن موضوع على صفيح ساخن 

 كل هذا لا يهم أيها الأعزاء طالما لدينا حكاماً أوفياء بلغوا من العمر ِعتياً يعرفون واجب العزاء شعورهم مصبوغه وعليهم ثياب سوداء يُحْمَلون على محفة.. وطبيب معهم يجس نبضهم في كل ثانيه ويقيس ضغطهم في كل دقيقه.. ينتقلون بين عواصمنا المنكوبه ليؤدوا واجب العزاء ..يحملون رساله من الكبار ثم يتناولون العشاء ويقوم كبيرهم بالإمامة لصلاة الجنازه ثم يعودون إلى قصورهم

  ويستسلمون إلى نومهم الأزلى

  في آذانهم بينما ipad واضعين سماعات ال

أغنية السيده هيفاء وهبي تطربهم بأغنية"  ليك الواوا بوس الواوا  خلي الواوا دح "لإراحة أعصابهم المرهقه من واجب التعزيه

وعظَّم الله أجركم في السودان وشكر الله سعيكم في اليمن ولبنان وبقية الأوطان .

مع تحياتي