مُحمد القائد ونظام بشار الفرعون
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
بذكرى السنة الهجرية الجديدة ، خاطرة راودتني عن صنّاع الحدث والتاريخ ، سواءً بالجمال والحسن والنماء والتطور الإنساني والسمو الأخلاقي ، كما هو شأن الرسل والمُصلحين في كل عصر ، أو بالقبح والسوء والفساد كما هو شأن الطغاة في كل عصر وزمانمع فارق التشبيه بين اثنين استلموا منصب المسؤولية ، الأول رسول الله وحبيبه ، وسيد الأنام والثقلين باقتدار ، ليس لأنه مبعوث الرحمة وحسب ، بل لأنه الإنسان الذي سما بالإنسانية من كل جوانبها ، علماً وعملاً وتطويراً وبناء الآنسان والقادة العظام من أصحابه الكرام ؛ الذين ملأوا الدنيا عدلاً وحبّاً ورحمة وخيراً وعطاءً، والثاني هم طُغاة دمشق ، مما أنشأوه من مليشيات وعصابات ممن يبغضهم من أهل السماوات والأرض ، وممن زرعوا الأرض جورا وظلماً ، واهلكوا الحرث والنسل ، ولم يكن في تاريخهم الاّ القتل وسفك الدماء البريئة ، وضرب الكبار الأحرار ، وتمكين الأقزام ، ليتسلطوا جميعاً على رقاب النّاس في سوريتنا الحبيبةولن أُطيل ، بل سأكتفي بأمثلة قليلة عن صاحب الذكرى العطرة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبين فراعنة سورية ، مُستلهما التشبيه من كتاب الله ، مما جاء عن فرعون والنبي موسى عليه السلام ، ولقد روى الله سبحانه الكثير من القصص عنهما ، وما كان في شأنهما ، وانا سأروي بعض ماصح عن سيد الأنام في تعامله مع البشر ، وما ثبت من تعامل طغاة الشام مع ابناء شعبنا .محمد صلى الله عليه وسلم يقول لمن طرده من أرضه واهله وماله واذاقوه واصحابه كل صنوف وألوان القهر والإضطهاد اذهبوا فانتم الطلقاء ... بينما طغاة دمشق لم يرقّ لهم قلب أو يرف لهم جفن وهم يروا مئات الألاف في المنافي ، يمنعونهم عن وطنهم ، ويُحاربونهم بأبسط الحقوق كالحصول على الوثائق وفي أرزاقهم .محمد صلى الله عليه وسلم يقول لأحد أصحابه بعدما قتل أحد اصحابه من رفع السيف في وجهه : هل شققت على قلبه .... بينما طغاة الشام يُقاتلون ويُرهبون شعبنا السوري بأكمله ، ولم يملك احدهم سكيناً ليرفعها في وجه نظامهم المشؤوم .محمد صلى الله عليه وسلم يقول : ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، وما أدراكم ماكان ابي سفيان من العداوة ... وطغاة الشام يقولون لا أمان لأي سوري حرّ ، والجميع مدان إلاّ ان تثبت براءته بعد الموت
محمد صلى الله عليه وسلم وهو يحمل القاذورات من أمام بيته التي كان يضعها عنده اليهودي المتطرف ، والذي دخل بالإسلام مما رأى من هذا القلب الإنسان الرباني عندما افتقده سيد الخلق وهو لم يرى أذى جاره المُسيء له ..... بينما عصابات الأسرة الحاكمة بعدما دمّرت المدن والمباني ، ومثلت بجثث ضحاياها ، وقتلت عشرات الألاف ممن اختطفتهم في المُعتقلات صبراً ، وفي سجن صيدنايا ذبحاً ومناطق الكرد قصفاً ، هي اليوم تدفع بعصاباتها ذوي الألبسة والأقنعة السوداء ، لتسطوا على المحلات والبيوت ، وتُمارس أسوأ أنواع الإستذلال للمواطن السوري .محمد صلى الله عليه وسلم وهو يكشف عن جسده ليقتص من ادعى عليه بالألم الذي انقض الى جسد النبي الأعظم ليُلامسه وهو يُقبله ، لعلمه مالامس جسد حبيب الله فإنه لم تمسسه النّار ، بينما السور العالي والرهيب بين المتسلطين في سورية وبين الشعب الذي يمقتهم ويلعنهم الى يوم يُبعثون محمد صلى الله عليه وسلم وهو يُداعب العجوز المُسنّة بأنها لن تدخل الجنّة بهيئة عجوز بل شباب أجمل من نبي الله يوسف ، وهي في سن ال 33 ... بينما قساة القلوب ، ممن أُنتزعت منهم الرحمة أشرار سورية ، يُحاكمون أبو الأحرار ، وكبير سورية وعظيمها القاضي المحامي الرمز الثمانيني الأستاذ هيثم المالح ، بمحاكم عسكرية استئصالية ، وهو يرفض أي وسيلة استجداء ، ويُقدم نفسه مشروع تضحية لحرية سورية .محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو يمنع طفل لم يبلغ الثامنة عشرة من القتال ضد العدو رأفةً به وبالطفولة ، ويقبله عندما رأى منه القوة والبأس والشجاعة ، ليرعى الرجال وهم اطفال .... بينما نظام بشار يأد الشابة طل الملوحي التي كانت تتغنى بالقدس وتُحفز على استرجاعها ، بروحها الوثابة وعنفوانها الخلاّق
.وأخيراً : محمد صلى الله عليه وسلم بنى النفوس المؤمنة والأمّة المؤمنة المطمئنة الآمنة ، والطغاة في سورية فككوا الأمّة ونشروا الإرهاب والرعب في كل مكان ، وشتّان مابين التشييد والتخريب ، وما بين الزعامة الحقّة والإنحطاط ، ومابين الرجال وأشباه الرجال ، ليبقى أصحاب الحق هم الأقوى متى امتلكوا الإرادة على التغير واسترجاع الحقوق
أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل جريمة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام القمعي البوليسي البغيض ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية لإطلاق سراح أصحاب الرأي والفكر وعلى رأسهم قادة اعلان دمشق باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو والافتخار ، وبورك أبناءك وبناتك الذين غرست فيهم قيم التضحية من طل الملوحي الى آيات عصام أحمد الى كل الأحرار والأبرار..