المُتفق والمُختلف عليه بين الإسلامي والعلماني
المُتفق والمُختلف عليه بين الإسلامي والعلماني
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
في الفيس بوك تمّ التعرف على صديقة تُعرف نفسها بالعلمانية ، لأحاورها كلإسلامي مُستقل ، ولم أكن أعرف رمزيتها من قبل ، فأكدت لي علمانيتها وباعتزازها بالعلاقة مع اسلاميين متنورين ....ولكنها سألتني في نفس الوقت الى اي حد ممكن ان يكون هناك تنويرا اسلاميا وسط جو الطائفية والتشتت ؟
فأجبتها الى مالا حدود ، وأنّ العقلاء في ساحة الإسلاميين كثيرون جداً ، والتفاهم والتقارب قائم ، مادام هناك الاحترام المتبادل بين العُقلاء ، ثُمّ سردت لها قصة من مجلس النواب اليمني ، التي ذكرت بعضاً منها في احدى مقالاتي ، حيثُ كان الصراع الايدلوجي بين اليمنين ، وعند التوحد ، التقت كل الأطراف من أقصى اليمين الى أقصى الشمال تحت قبّة البرلمان ، كأصدقاء وعُقلاء تقع على عاتقهم مسؤولية التوحد وبناء الدولة ، فصاروا يناقشون اسس الإتفاق والإختلاف بروح مسؤولة ، واحترام وتقدير بين جميع الأطراف ، لتكون المُحصلة بالإتفاق على معظم القضايا والأفكار ، وحصر نُقاط الخلاف في قضايا محدودة ، حتى التقيت بمجموع من الطرفين من مجلس النواب ، ليؤكدوا على روح الحوار ، الذي يمنع التقاتل وحمل السلاح ، واليوم نشهد العلماني والشيوعي والإسلامي والبعثي والناصري في تحالف واحد ترعاه الدولة اليمنية ، وقد سموه بالمشترك
وتجربة أُخرى في الفيس بوك ، من بعض الطائفيين لجر الحوارات بهذا الإتجاه ، فرفضنا نحن في المُعارضة المتنوعة هذا المنطق ، وقلنا كإسلاميين ويساريين وعلمانيين ، بأن خلافنا مع نظام القمع على مبادئ ومنهج وأسلوب وفكر ووسائل وو.... ، وليس على أساس الدين أو العرق أو الإنتماء ، وهنا يجب ألا نخفي بأن هناك عناصر مدسوسة من النظام لإشعال فتيل الطائفية ، ليكون لهم المبرر لاتهام المعارضة بالطائفية ، التي يُحاول النظام تاجيجها ، ونُحاول نحن في المُعارضة اطفاءها
لأؤكد للصديقة بأن الاسلاميين المتنورين أكثر احتراماً للغير من هذا الغير عن تجربة ، وليس عن طريق المزايدة ، ، ولأؤكد لها كذلك ، بأن هناك من العلمانيين واليساريين الناضجين أمثالها وأمثال من أتعاون معهم فوق كل الشُبهات وهم كثير ايضاً ، وهنا جاء دورها لتؤكد على ذلك التلاحم وهي تعرف أنني أحد مئات الألاف المنفيين قسراً عن بلدي سورية ، وهي تُشعرني بلهفة الإنتماء وصلة الدم والأرض والمحبّة ... فقالت : هلا باأهلي المبعدين عن وطنهم لن نتركهم ولن نترك وطننا الى ضياع اكبر تحياتي لكم جميعا ، ، وهنا من باب الوفاء والتضامن ، والوقوف مع كل مناضلي ومجاهدي وأحرار سورية قلت لها : نحن رهن اشارتكم ايها الصامدون في الثغور ،وفي قلب الحدث ، ونحن معكم مُتحالفين ومُتكاتفين نعيشكم وتعيشونا ، ولن تُفرق بيننا سطوة إرهاب النظام ، واننا سنعمل جاهدين لتجميع الكلمة والصف لمواجهة الطغيان ، وذلك عبر التنادي لاحترام الآخر أولاً وخياراته ، وعبر الإستفادة من كل القوى من أجل التغيير الديمقراطي المنشود وبكل الإتجاهات
وأخيراً وبكل صدق ، أدعو كُل القوى الوطنية السورية من المعارضة الإسلامية والعلمانية واليسارية والكردية الى مايلي :
أولاً : الإبتعاد عن أي فتح أي معركة جانبية مع أي معارض كان ، او مُتضرر من النظام تحت أي ظرف من الظروف ، ومهما كان الإختلاف في الرؤية
ثانياً : مُحاولة لملمة الشعث وتوحيد الكلمة ، كما حصل في بريطانيا ، عبر مؤتمر إعلان دمشق ، والا نكتفي بتشكيل اللجان وتوزيع المهام ، بل للإنطلاق فوراً ببيانات ونداءات وعرائض مستمرة لشرح هذا الواقع الأليم بكل الوسائل المتاحة وعمل دؤوب مخلص لرفع المُعاناة الى المحافل الدولية والمؤسسات المدنية والإنسانية ، واللجان الحقوقية والضمير العالمي لشرح حقيقة مايجري في سورية من اضطهاد وتعسف وأحكام جائرة ، وممارسات ارهابية ، وحرمان المنفيين من ابسط الحقوق المدنية ، وللناشطين السياسيين ، ومنع الوثائق عنهم ، مما يضطرهم جميعاً بالتفكير لغزو أوربا مُهاجرين من جور تعسف سلطات القمع في دمشق ، ولو تمّ هذا الأمر فسنقطف ثمار ماتمّ تحقيقه ، وآمل بتنشيط الحراك
أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية لإطلاق سراح أصحاب الرأي والفكر وعلى رأسهم قادة اعلان دمشق باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو والافتخار ، وبورك أبناءك وبناتك الذين غرست فيهم قيم التضحية من طل الملوحي الى آيات عصام أحمد الى كل الأحرار والأبرار.