بل تحالف أميركيّ – إيرانيّ مشبوه

بل تحالف أميركيّ – إيرانيّ مشبوه

د. محمد بسام يوسف*

[email protected]

هنيئاً للمتأمركين.. بالديمقراطية الأميركية!..

وهنيئاً للمتفرّسين والمتشيِّعين، سياسياً أو عقدياً.. بإيران الفارسية الصفوية، دولةً إسلاميةً مزعومة، وظهيراً مزعوماً مخلِصاً للأمّتَيْن العربية والإسلامية!..

وهنيئاً للعراق، المحتلّ إيرانياً وصهيونياً وأميركياً، ولكل الدول المجاورة له.. بتنصيب السفّاح الصفويّ الدمويّ، الخاسر في الانتخابات (الديمقراطية) الأميركية: نوري المالكي.. رئيساً (ديمقراطياً) لوزراء العراق، تحت حِراب الصفويين الفرس والأميركيين الصليبيين!..

*     *     *

لم يعد مهماً أن نذكِّر، بأنّ الهدف (الخادع) المعلَن لاحتلال العراق، قد انزاح، من تجريده من أسلحة الدمار الشامل المزعومة.. إلى القضاء على تنظيم القاعدة.. إلى تغيير نظام الحكم من الدكتاتورية إلى الديمقراطية!.. وها هي ذي ديمقراطية رعاة البقر.. تتجلّى!.. بتجاوز نتائج الانتخابات المزعومة، واعتماد العميل السفّاح (نوري المالكي) رئيساً للوزراء، بتوافقٍ إيرانيٍ-أميركيّ. فلم يستطع –هذه المرّة- هذان العدوّان للعرب والمسلمين، إخفاء تحالفهما المشبوه، القائم منذ عشرات السنين، على الرغم من كل ما يعلنانه من ضجيجٍ وشعاراتٍ مزيَّفةٍ ومسرحيّاتٍ رديئة الإخراج!..

*     *     *

وثائق (ويكيليكس) المنشورة منذ أسابيع فحسب، تقول: إنّ (نوري المالكي) شيعيّ طائفيّ يرأس ميليشياتٍ طائفيةً للموت والتعذيب في العراق.. وهو مسؤول -حتى الآن- عن اختفاء أكثر من خمسة عشر ألف عراقيّ، وعن قتل أكثر من مئةٍ وخمسين ألفاً من أهل السنة العراقيين.. وعن جرائم ضد الإنسانية، كفيلةٍ بجرِّه إلى محكمة العدل الدولية، عشرات المرات!.. وإضافةً إلى ذلك كلِّه، فلا يحق له أي تكليفٍ –حسب قوانين الانتخابات الديمقراطية- بتشكيل وزارةٍ للعراق.. لكنّ (نوري المالكي) السفّاح، كان –بعد ثمانية أشهرٍ من العبث- خيار أميركة وإيران معاً، وبدعمٍ وتأييدٍ من قِبَلِ نظام الحكم الطائفيّ السوريّ!..

*     *     *

الحوثيون الشيعة التابعون للوليّ الفقيه الإيرانيّ، يُشعِلون حروباً طاحنةً في اليمن، حليف أميركة، ويعتدون على بلدٍ مجاورٍ حليفٍ لأميركة أيضاً، هو السعودية، ويقتلون وينكِّلون، وينهبون، ويمتلكون من السلاح أضعاف ما يمتلكه تنظيم القاعدة..

حركة (جند الله) الإيرانية السنية، تقاوم نظام حكمٍ من المفترض أنه عدوّ لأميركة، هو نظام الحكم الإيرانيّ الشيعيّ الصفويّ..

لكنّ قائمة الإرهاب الأميركية، اتّسعت لحركة (جند الله) السنية، ولم تتّسع للحوثيين!..

*     *     *

منذ عامَيْن، قام (حزب الله) الشيعيّ باحتلال العاصمة اللبنانية بيروت، وقَتَلَ ونـَهَبَ واعتدَى.. فكان ضحاياه خلال أيام، المئات من أهل السنة، بين جريحٍ وقتيل..

الحكومة اللبنانية التي يرأسها رئيس سنيّ، محكوم عليها بأنها حليفة لأميركة.. و(حزب الله) معروف بأنه تابع من توابع إيران، ويزعمون أنه عدوّ للكيان الصهيونيّ، كما يزعمون بأنّه وإيران وبقية الشيعة.. يقاومون أميركة والصهاينة..

لكنّ أميركة –أثناء احتلال بيروت- لم تحرِّك ساكناً، حتى بالكلام، وكأنّ حارةً من حارات (الواق واق) هي التي احتلّها (حزب الله)، وليست بيروت، ذات الموقع الاستراتيجيّ في الحسابات السياسية الأميركية!..

*     *     *

الأخبار المتواترة تفيد، بأنّ ست قنواتٍ فضائيةٍ شيعيةٍ وإيرانية، في الأقل، تبثّ برامجها -الفاسدة والمفسدة لعقيدة المسلمين- من تل أبيب، على القمر الصهيوني (آموس).. وذلك حسب موقع (سات إيج) المتخصِّص في رصد حركة الأقمار الصناعية!..

الكاتب الأميركي (تريتا بارسي) أستاذ العلاقات الدولية في جامعة (جون هوبيكينز).. يقول في كتابه (التحالف الغادر): [.. هناك تعاون استخباراتيّ وصفقات أسلحة.. ومحادثات سرّية، بين إيران و(إسرائيل)، تشمل كل المجالات]!.. علماً بأنّ (بارسي) كان يرأس المجلس الوطنيّ الأميركيّ-الإيرانيّ المشترك!..

*     *     *

أميركة والصهاينة، والشيعة الفرس الإيرانيون ومَن لفّ لفّهم.. قد يختلفون فيما بينهم على حجم النفوذ في المنطقة العربية والإسلامية.. لكنهم أبداً لا يختلفون على عدائهم للإسلام والعرب والمسلمين، وعلى بذل كل الجهود لإفساد عقيدة الإسلام في نفوس المسلمين وعقولهم، لأنّ هذه العقيدة هي الضمان الوحيد لمقاومة مشروعاتهم المشبوهة، وهي العقيدة التي بها تتحرّر القدس والجولان والأحواز والجزر الإماراتية والعراق وأفغانستان.. ولم يجدوا أفضل من دين (الشيعة الإمامية الجعفرية) وسيلةً، بل خنجراً مسموماً مغروزاً في قلب العالَمَيْن العربيّ والإسلاميّ.. لتحقيق هدفهم المشبوه!.. فهل نفهم ونستوعب، ونتّخذ مواقفنا بناءً على هذه الحقائق الدامغة؟!..

                

* عضو مؤسِّس في رابطة أدباء الشام