ما هو الشرط اللازم والكافي لقيام حرب ضد إيران
ما هو الشرط اللازم والكافي لقيام حرب ضد إيران؟
م. هشام نجار
najjarh1.maktoobblog.com
اعزائي القراء
لا شك ان هناك إنقساماً في الرأي العام
العربي حول إمكانية شن حرب أمريكيه إسرائيليه ضد إيران,وقد اظهر هذا الإنقسام رأيان
متناقضان كلٌ حاول دعم رأيه بقناعات مسبقه تم تكوينها على ضوء ما يجري فعلاً على
ارض الواقع . الرأي الأول يقول نعم في نهاية المطاف هناك هجوم إسرائيلي بدعم امريكي
سيقع ضد إيران ويدعمون حجتهم بأن القياده الإيرانيه السياسيه والعسكريه حددت
إستراتيجتها بالنسبه لإسرائيل وان الحجم الهائل لسلاح حزب الله وبصورة أقل المقاومه
الفلسطينيه مع وجود سوريا على خط المواجهه ,إضافة الى القوه الصاروخيه الهائله
لإيران وبرنامجها النووي هو طريقها لهذه الإستراتيجيه ,مع إستفزازات جريئه صادره عن
الرئيس الإيراني السيد احمدي نجاد ضد إسرائيل وأمريكا ولّد رأي عام داعم لإيران
زاد من فعله إفتقار الساحه العربيه الى كاريزما وطنيه تسد الفراغ الهائل في القياده
الوطنيه العربيه كل هذه العوامل شجعت أصحاب هذا الرأي لتبني وقوع الحرب ضد إيران
وما الحمله الغربيه والإسرائيليه لشيطنة إيران سوى نوع من التسخين لأجل معلوم لشن
هذه الحرب.
إلا ان أصحاب الرأي المعاكس لهم وجهة
نظر أخرى تقول: إن كل ما يجري على الساحه من تبريد تسخين وشد وجذب لا يعدو عن كونه
تكتيكاً وليس إستراتيجيه ويدللون على ذلك بإعطاء إمتيازات إيرانيه في العراق
ونفوذاً في لبنان وسياده على جزر أماراتيه آخرها ترافق إحتلالها مع حملة بوش الأول
ضد إخراج القوات العراقيه من الكويت , ويعتبرون ان القوه الصاروخيه الإيرانيه
والمفاعلات النوويه التي مازالت في مراحلها الأوليه لاتشكل خطراً يستوجب حرباً ضدها
, بل على العكس إن الوضع الحالي بإستفزازاته المتبادله هو افضل وضع يخدم الطرفين
الإسرائيلي والأمريكي من جهه والإيراني من جهة أخرى
أعزائي القراء
من خلال إطلاعي على مواقع إخباريه جاده
تجعل من القضيه الإيرانيه مجالاَ لتحليلاتها فإني أرى ان الإجابتين ناقصتين طالما
لم تُدْخل العنصر العربي في الموضوع وهو مربط الفرس في القضيه كلها, وإسمحوا لي أن
أقدم تمهيداً للمسأله الإيرانيه بما يجري على الساحه اللبنانيه حالياً .
عندما قامت إسرائيل بحربها على لبنان
في صيف ٢٠٠٦ كانت غايتها ولاشك تدمير حزب الله عسكرياً ثم إتباع ذلك بإنهائه
سياسياً بدعم من مجلس الأمن وبعض الحكام العرب. هذه الحمله إنتهت على غير ما تشتهي
إسرائيل عسكرياً وسياسياً معاً ولكن الأهم من ذلك تكبدها لخسائر بشريه مؤلمه وهي ما
لاتستطيع إسرائيل تحملّه, لذلك فإن ما يجري اليوم على الساحه اللبنانيه نتيجة
لتحويل إتجاه المحكمه الدوليه بإتجاه حزب الله هو خلق حرب جديده لإنهاء حزب الله
بوقود عربي كامل وليحترق معه من يحترق طالما ان النار بعيدة عن إسرائيل
اعزائي القراء
لنعد إلى إيران ونطرح السؤال التالي:
ماهو الشرط اللازم والكافي لشن حرب ضد إيران؟ الجواب على هذا السؤال وببساطه هو
توريط العرب بها وخاصة عرب الخليج ليكونوا وقودها واما وظيفة المورِطين وهم إسرائيل
وامريكا فهي تقديم دعماً مخابراتياً عن طريق الأقمار الصناعيه لطرفي القتال ولتكن
حرب داحس وغبراء لأربعين عاماً اخرى تكون إسرائيل خلالها قد حققت كامل اهدافها
وبدون جر العرب لهذه الحرب فلا اعتقد
أن ثمة حرباَ ستقع ضد إيران فلا طاقة لأمريكا بتحمل خساره بشريه جديده وليس بمقدور
إسرائيل تحمل فقدان دافيد جديد.
اعزائي القراء إن تشجيع دول الخليج على
تكديس سلاح بعشرات المليارات الدولارات هي عمليه لتعزيز ثقة هذه الدول بنفسها
بمقارعتها لإيران حتى ان الأمر وصل بهم إلى إطلاق تصريحات مفادها ان سلاح الجو
الأماراتي قادر على إخراج القوه الجوية الإيرانيه من المعركه خلال ساعات علماً بأن
الأماراتيين لم يختبروا معركة جوية او برية على الإطلاق وتعتبر مثل هذه التصريحات
حقل افخاخ لدول الخليج ولاندري حتى الآن ماهي الأفخاخ الأخرى المنصوبه لهم.
بقي سؤال واحد واختم به وهو التالي:هل
سيبلع حكام الخليج الأفخاخ المنصوبه او التي ينصبوها لهم لجر بلدانهم الى حرب جديده
لا تبقي ولاتذر محورها إبادة الإنسان العربي والإيراني معاً وهدفها إحراق إقتصاد
الطرفين ثم إعادة بنائهما من جديد امريكياً -إسرائيلياً-غربياً بدورة تستمر إلى يوم
يبعثون؟
إن الإجابه على مثل هذا السؤال يعتمد
على الإستفاده من افخاخ مشابهة نُصِبت لهم في حروب سابقه من حرب الخليج الأولى إلى
الثانيه إلى الثالثه وجميع هذه الأفخاخ قد تم بلعها ,فهل سيبلع الحكام العرب طعماً
رابعاً؟ الجواب عند الساده حكام الخليج .ولكني سأترك العنان لمخيلتي لرسم سيناريو
لبداية حرب عربيه إيرانيه تبدأ بتسخين إسرائيلي امريكي يعقبه قيام سرب طائرات
إسرائيليه تم تغيير معالمها لتحويلها الى طائرات سعوديه بألوانها وشعارها وأجهزة
إتصالاتها وشفرتها تطير فوق السعوديه في ليل دامس بعد شل الرادارات السعوديه فتقصف
اهدافاً حيوية إيرانيه بصواريخ تطابق المخزون السعودي ثم تعود ادراجها الى قواعدها
في فلسطين المحتله لتبدأ بعدها حرب عربية إيرانية بلا نهايه.
اعزائي القراء آمل ان يلتزم العرب
والأيرانيون بالحكمة والإحتكام الى العقل وان يبنون مستقبل اوطانهم متعاونين وان
يوجهوا سلاحهم المشترك إلى عدو مغتصب واحد إسمه الكياني الصهيوني.
مع تحياتي