لبنان وإسرائيل.. نفط وغاز وحرب قادمة
لبنان وإسرائيل.. نفط وغاز وحرب قادمة
أسعد العزوني
لبنان بلد صغير ، هذا صحيح ، لكنه أكثر دولة عربية أوجعت اسرائيل خاصة عندما لقن حزب الله الجيش الاسرائيلي درسا لن ينسوه خلال تصديه لعدوان صيف 2006 ، مع ان انعزالييه لعبوا دورا سلبيا خلال كافة مراحل الصراع الى درجة انهم تحالفوا مع اسرائيل لاقامة دولة انعزالية خاصة بهم تكون ظهيرا لاسرائيل .
جن جنون اسرائيل بسبب انجاز حزب الله واتخذت مع حلفائها الانعزاليين في لبنان قرارا بشطب حزب الله من الخارطة السياسية اللبنانية ليخلو لهم الجو بالعبث في الساحة اللبنانية كيف يشاؤون ، ولذلك رأينا التهديدات الاسرائيلية تتوالد باستمرار وكم ظننا أن سنصحو على عدوان اسرائيلي جديد على لبنان .
قبل أيام انحرفت البوصلة الاسرائيلية وتركز التهديد الاسرائيلي على الاكتشافات الغازية والنفطية الأخيرة على الشواطىء اللبنانية للاستحواذ عليها .
لقد بعثرت هذه الاكتشافات كل الأوراق الاسرائيلية تجاه لبنان ، فبدلا من التركيز على أن حزب الله يهدد الأمن القومي الاسرائيلي ، أصبح هذا الادعاء غائبا عن الخطاب الاسرائيلي ، ولكن السؤال : هل ستسمح أمريكا لاسرائيل بنهب هذه الثروة الغازية والنفطية الجديدة في لبنان وهي المشهورة " ب " الشفط واللهط " وها هي تتربع على محيط العراق النفطي ، بعد مخالفتها كل المواثيق والأعراف الدولية وارتكبت كافة الموبقات لتبرير احتلال العراق .
يروي الصحفي الفرنسي جان كلود موريس في كتابه " لو كررت ذلك على مسامعي مرة ثانية فلن أصدقه " أن بوش الصغير أحرج نفسه أمام الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك عندما طلب منه انضمام الجيش الفرنسي الى الجيش الأمريكي لاحتلال العراق ومحاربة قوم " يأجوج ومأجوج " الذين يقيمون بالقرب من بابل ، وعند احتلال العراق اخبره انهم هربوا من بابل الى المنطقة الواقعة بين ايران وأفغانستان والباكستان .
لا أريد تقليب المواجع ونبش ملفات عملاء اسرائيل في لبنان الذين تحالفوا معها ضد الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية والذي أفضى بالتعاون مع قوى اقليمية الى تحقيق الهدف عام 1982 وهو اخراج قوات المقاومة من لبنان وتحجيم الحركة الوطنية .
لكن الله سلم بمقتل الرئيس الكتائبي المنتخب بشير الجميل بانفجار لم يتعرف عليه سوى من الخاتم في اصبعه الذي بقى على حاله دون أن يتفتت كجسده ، وكما هو معروف فان بشير الجميل كان تعهد بالاعتراف علنا باسرائيل وباقامة علاقات كاملة معها ، لكن القنبلة فجرته وفجرت نواياه وألغي اتفاق الخامس عشر من أيار الى غير رجعة وبقى لبنان عربيا .
عند تقليب ملف الصراع العربي – الاسرائيلي نجد أن لبنان هو هدف معلن لاسرائيل ، حيث مياهه وتربته الحمراء الخصبة وقد قامت اسرائيل بسرقة مياه الليطاني من جديد عن طريق انابيب وكذلك تجريف وسرقة تربة الجنوب الحمراء الخصبة .
هناك أيضا السياحة التى يعد لبنان الملك في هذا المجال في الشرق الأوسط ، لذلك فان أحد أهداف غزو لبنان واحتلال بيروت عام 1982 كان ضرب السياحة وتحويل السواح الأوروبيين وحتى بعض العرب الى اسرائيل ، وبذلك يتم ضرب الاقتصاد اللبناني الذي تشكل السياحة فيه العامل الأهم .
آن للجميع أن يفهموا أن التحالف مع اسرائيل ليس مغنما ، بل هو القاء النفس في التهلكة ، وهي ليست طوق نجاة شأنها شأن أي قوة محتلة تتحالف مع من ينسحق أمامها اكثر ، ثم تتخلى عنه وترميه للكلاب .
بالأمس كان حلفاء اسرائيل في لبنان منسجمين معها لأن خصمهم " حزب الله " الذي شكل حالة ثورية خاصة كان عدوا لهم ولكنهم الآن في حيص بيص لأنهم عاجزون عن تفسير وقوفهم مع اسرائيل التى تهدد باجتياح مناطق الثروة الجديدة في لبنان ، وبالأمس أيضا شهدت بيروت مرحلة اعتصامات وانشقاق في الصف اللبناني وظهرت قوى 14 و8 آذار وكان ما كان ، لأن الهدف الانعزالي تماهى مع الهدف الاسرائيلي في استهداف حزب الله كونه " بندقية " شاذة ، وخرج علينا المفتون بفتاواهم الممقوتة أنه لا سلاح سوى سلاح الشرعية ، فما عساهم يا ترى يقولون حاليا واسرائيل تهدد وتتوعد بالانتقاص من سيادة ووجود هذه الشرعية ,؟
الأيام المقبلة كفيلة بفضح المستور واعلان المخفي ، وآن الآوان للحسم في لبنان اما أن يكون الجميع مع هذا البلد أو أن يلحقوا بجنرالهم المهان سعد حداد .
وكفى العمل بدستور أكل الدهر عليه وشرب فهوية لبنان عربية ولا وجود فيه لحصان طروادة .

