لا مرحبا بكم معاشر الأذناب

لا مرحبا بكم معاشر الأذناب

فداء الدين السيد عيسى/ السويد

[email protected]

يا من تسبحون باسم الظلم, تصلون له ليل نهار, تلعقون بسطاره وتتمنون قربه,  لكم هذه الكلمات:

فأقول للمادحين الواقفين على مشارف الهلاك : لا مرحبا بكم .. نطقتم بسلاسل النفاق المتوالي حتى ظننتم كذبكم صدقا ووقفتم تتنافسون في تحسين الباطل وتلميع المتسخ  وتطهير الفيروسات الدكتاتورية التي انتشرت في جسد الأمة المريض, فصرتم الداء القاتل للجسد الهزيل بلا منازع!

لا مرحبا بكم يا أهل النفاق والعمائم المسروقة, يا من تلعبون باسم الدين فتحرمون وتحللون على مزاج سيدكم المتسلط فما تمناه حلالا أحللتموه ولو أخرج أكبر الأتقياء من ربقة الدين العتيق. لاخروج ! لا خروج ! على لسان كل واحد منهم كما الحلوى في فم الاطفال ما يلبث الواحد منهم يدخلها فيشعر بطعم حلاوتها هنيهة حتى تذوب فيكتشف متأثرا أن الطعم قد زال , فإلى الله أشكوكم معاشر الأذناب أذناب السيد الوالي !

 لا مرحبا بكم يا مرتزقة الدولار واليورو تعيشون له وتموتون في سبيله وعلى أعتاب قصور الفجرة تقفون ترفعون الأكف بالضراعة لجناب حضرتهم علهم يلقون لكم فتات رزق الشعب الكادح ليل نهار, أو يقذفون لكم سيارة حديثة من أسطول سياراتهم التي سرقوا ثمنها كالخفافيش في الظلام من خيرات بلادنا الغنية بالثروات التي ضاعت هباءا منثورا لمصلحة سيادة الرئيس المفدى وعائلته المحترمة!

 لو شعرتم بما يشعر به المواطن العربي المكلوم لضربتم وجوهكم بقفى نعالكم ولبكيتم على يُتمه دما فما يشعرون به هو مزيج من الهوان والذل والإنكسار حتى صارت صفة ملازمة يرفعون بها أرجلهم عند جلاديكم المحترفين والذين لا يتقنون إلا الضرب والتعذيب وإلحاق الأذى بأبناء بلادهم! يا ليتكم نزلتم الشارع فألقيتم نظرة على حال الأمة بفقرها وفسادها وهوان أمرها وقلة حيلتها حين ذاك ستلعمون أنكم كنتم سببا لهذا العار والإنكسار!

يا أولئك المارقين من الضمير والشعب والدين, لقد لفظكم المظلومون كما سيلفظكم التاريخ يوما وسيكتب بالبونط العريض على جبين كل مقهور : كان فلان ابن فلان ممن يأكل باسم سيده السلطان ويأتمر بأمره يقبل الأيدي, يزيف البيان ويحجب الحقيقة. إنني أستغرب حقيقة ممن يخرجون على شاشات التلفاز بابتساماتهم العريضة المزيفة يتملقون إلى الحاكم بأمر ربه  فلان والرئيس الجهبذ ابن الجهابذة العظام علان أو يبين بكل وقاحة شفافية وزير الداخلية الفلاني أو مصداقية وزير الخارجية العلاني, يخرج علينا مدير المخابرات- هذا إذا رأيناه أصلا- فيحدثنا عن خيرات صاحب النعمة والمتفضل بالعطاء وعن أعماله ومنجزاته التاريخيه وثوراته التصحيحية المجيدة التي لم تأت إلا بالبلايا والرزايا ومنهم وهم أكابر مجرميهم من يستغرب من وجود معتلقين سياسيين أصلا ثم يبدأ بإعطاء محاضرة طويلة عريضة عن عدل وصدق النظام الحاكم وكأننا من سكان كوكب المريخ. بل منهم أولئك المبربرين أصحاب الكروش المليئة بالمظالم من يتعجب ممن يعارض النظام فيقيم المؤتمرات ويحشد الإعتصامات ويذكر بالمجازر والمعذبين والغلاء والفساد ويخرج على الإعلام المرئي والمسموع والمقروء فيسب ويشتم ويهاجم هذا النظام البرئ الذي كان وما بقي وسيظل وما زال وما برح وما انفك يحاول ويجاهد أن يخلق مجتمعا صحيحا نظيفا يتمتع بالحرية والانفتاح.باختصار ليس هناك معارضة ولا مهجرين ولا مظلومين ولا حتى مجازر. فكل أولئك اللذين يصرخون من داخل داخلهم بكل ألم من أجل أوطانهم ما هم إلا مدسوسي الأنظمة التي لا تريد إلا التقوقع والظلمة والشر لنظام الصمود. كل أولئك الأبرياء الذين راحوا فداء المصحف الشريف في إحدى سجون النظام الخمس نجوم ما هم الا شرذمة من الأشرار المجرمين الذين يستحقون القتل والتنكيل لأنهم يزعزعون أمن وراحة بال الواد السيد بأمر ربه. خمسة وعشرون ألف إنسان بين شيخ كبير وامرأة محترمة وطفل صغير وشباب كالورود وعلماء وشيوخ وأدباء وأصحاب جاه وقدر قتلوا بدم بارد كبرودة القارة القطبية لأنهم كلهم بصغيرهم بكبيرهم يستحقون القتل والتنكيل لأن السلطان الآمر بأمر ربه لم يرق له أن يرى بينهم نجيبا صدوقا متفوقا, فآثر قتلهم على أن يستثمر جهودهم!

لا مرحبا بكم يا أهل المنفعة والمصلحة وغذاء الدكتاتورية, يا من تعينون الظلمة على ظلمهم. وستعلمون غدا أن مصير أعوان الفراعين إلى مزبلة التاريخ العفنة. أعنتم القاتل والجزار في ظلمه وقتله وتنكيله واهانته للشعب الذي لا يريد إلا حاكما يعطيهم حريتهم وشرفهم وكرامتهم.

 يعيش الشعب فقيرا لكن لا يعيش مقهورا!