السيد إبراهيم القائم بأعمال الرئيس
من صنعاء والساعة 11
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
سعادته " ابراهيم"أصدر أوامره السامية ونحن قمنا على تنفيذها، بأن ناتي قبل الساعة
الحادية عشرة لكي لاتكون الإعاقة ، حتّى ضاع علينا اليوم الأول الذي تأخرنا فيه
بأكمله نتيجة عدم علمنا وجهلنا بمواعيد سيادته ، لأنّ المسافة ما بين البيت
والسفارة السورية هو على بُعد سفر ، وفي اليوم التالي رأيت جمعٌ من المُغتربين
والمنفيين السوريين والعراقيين والمصريين وغيره من الساعة الثامنة أمام السفارة
ولكن سعادتة السيد ابراهيم اليمني لم يأتي إلاّ ما بعد الحادية عشرة ، وتركنا
ملطوعين تحت حرّ الشمس ، مما اضطره أن يُجاملنا ويصرف كُلّ واحد منّا بالمعروف ،
وأعطانا أوامره بالمطلوب فنفذناها حرفياً ، وبعد يومين عُدنا الى سعادته لكنه تأخر
أيضاً الى بعد ال 11 مما جعل الناس ينفد صبرها ويتكلمون عن مآساتهم في الأيام
الماضية، فكنتُ أستغل الظرف لأستمع القصص والحكايا العجيبة عن سعادته طوال فترة
استلامه زمام الأمور في الدولة السورية بسفارتنا بصنعاء ، وكُلّ واحد كان له الف
قصّة وقصّة ، فالبعض منهم طلب أوراق للموافقة على العُمرة وعلى المرور وعلى الكثير
من المُعاملات ، ولكن سعادته لم يأذن بذلك ، ليتبين لنا السبب فيما بعد ، بأنّ
سعادته استلم السفارة من بابها لمحرابها ولكن بدون الأوراق والأختام بسبب اجازة
السفير والقنصل ومن فيها لمدّة شهر ، وإلى ان يعودوا على ابراهيم أن يُجيد التغطية
عليهم وعن غيابهم وطز بالمراجعين
وتعطيل
النّاس لشهر أو يزيد ليس فيه مشكلة ، المهم أن يذهب المعنيين على الأمر ليرتاحوا
ويستجمّوا ويقضوا أيّامهم كيفما شاءوا وقد تركوا وراءهم مصالح مُعطّلة ، وأمور
مُتوقفة ، ولم يتركوا حتّى واحداً مُفوضاً يقوم بالأعمال ، سوى السيد ابراهيم
الخالي الوفاض ليكون وجه مُقابحة أمام النّاس ، والسيد ابراهيم يتمطأ بالنّاس
ويتسلّى بهم غصباً عنه لأنه لايملك أي صلاحية ، فلا يحضر إلا وقت مايُريد ومشياً
على أرجله ، ولسان حاله يقول يا ويلتاه على حالي ، والنّاس يحضرون من الصباح الى
حين الإنصراف وكُلٍ منهم يروي ألف حكاية وحكاية لإضاعة الوقت والتسلية للتخفيف من
وطأة الشمس وشدّة حرارتها ، لأنه من المعروف بأنّ اليمن تقع على مقربةٍ من خط
الإستواء ، فتكون الشمس فيها عامودية على رؤوس الشباب والكهول والنساء والأطفال
المرافقين
والسيدة
وزيرة المُغتربين شعبان قد قالت في السابق ، بأنّ السفارات ومن فيها هي لخدمة
المواطنين ، ومن فيها خُدّام للمراجعين ، ليتبين لنا وكأننا نقف في طابور عسكري
فوضوي يُديره رجل مدني بسيط لأناس لا يعرفون بالعسكرية ، لينقلب الموقف الى مهزلة
حقيقية عند السفارة وامام اعين النّاس ، والكل يتسائل عن سوء المُعاملة ، ولن أزيد
لأنني قررت أن أكون مُنتقداً ولست حكماً ، وليتبين لنا بالنهاية بضرورة الإنتظار
الى 108 الى حين انقضاء إجازة الباشوات ، لإيجاد حلٍّ للعقدة ، أو لتعقيد العقدة
وإنّا لمنتظرون
على كُل حال من الحكايا التي سمعتها على باب السفارة ، أحدهم أقسم اليمين بالله وهو
صادق عندي ، بأن توكيلاً عامّاً كلفه نصف مليون ليرة سوري ، وآخر يُريد ان يعمل
توكيل ولا يملك الفلوس اللازمة له ، وآخرون وهم كُثر يريدون تمديد جوازاتهم ، بيد
انّ السفارة لا تفعل قبل أن يدفعوا بدل اغتراب بآلاف الدولارات التي لايملكون
مايسدّون رمق العيش ليدفعوا للإغتراب ، فيضطروا ان يُرسلوا جوازاتهم للداخل لتنقضي
الشهور الى حين عودتها مُمدة ، ليُثبت النظام بأنه فعلاً من وضعهم لخدمة السوريين
هم خدّامه، وأخرون وفدوا من العراق وغيره من ابناء من رحلوا عنها بسبب الأحداث
وأعمال القتل التي فيها ، ويُريدون إخراج جوازات دون أن يتمكنوا من ذلك كونهم
لايملكون الأوراق الثبوتية اللازمة والمطلوبة لتمديد أو إخراج الجواز، ومن هؤلاء
ممن وفدوا عليهم ان يُثبتوا بأنّ لهم من يوم ولا دتهم الى سن التكليف لخدمة العلم
بالوثائق الرسمية من البلد التي كانوا فيها بسند إقامتهم الرسمي ، وهم لايستطيعون
إخراج ذلك بسبب تدمير الملفّات الحكومة العراقية أثناء الحرب ، دون اعتبار أنّ
هؤلاء الشباب لم يعرفوا بلدهم ولم يزوروها ولو مرّة واحدة لكثرة القيود المفروضة
عليهم وعلى آبائهم ، وسأكتفي بهذا القدر ، ولكنني سأكون سخياً لمن يطلب المزيد
بالأدلة والبراهين وليس بالقول فقط ، نتمنى على المعنيين تسهيل امور المواطنين ،
لأنه لاينبغي التلاعب بالقضايا الإنسانية للمصالح السياسية ، او كأسلوب ضغط منبوذ
من كل القوانين والأعراف الدولية.