الحرب العالمية بدات بالفضاء... قبل الأرض

محمد سعد الدين

كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية النقاب عن عملية تعقب تتم حاليا من جانب وكالات الفضاء لإقتفاء أثر جسم روسى غامض فى الفضاء، مما يثير مخاوف جديدة من إمكانية إرسال موسكو لسلاح فضاء عدائى للأقمار الصناعية الأخرى فى الفضاء. ( لتدمير الأقمار الصناعية الغربية المسيطرة على وسائل الإتصالات وغيرها)وذكرت الصحيفة البريطانية -فى سياق تقرير أوردته على موقعها الألكترونى اليوم الأربعاء أن القمر الصناعى الروسى الذى أطلق عليه اسم "أوبجكت 2014-28 أى" ، أثار انتباه عددا من المسئولين وهواة مراقبة الأقمار الصناعية إثر اتخاذه مسارات غير مألوفة لم يتم تحديد الغرض منها . وأشارت إلى أن هذا القمر الصناعى الروسى الذى كان صباح اليوم فوق جنوب المحيط الهادئ، فى مكان ما بين أستراليا وأمريكا الجنوبية- يمكن تتبعه على الإنترنت-، حيث يتابع هواة تتبع الأقمار الصناعية بشغف مسار القمر الروسى. وطرحت الصحيفة بعض الفرضيات التى قد تحل لغز هذا الجسم الروسى الغامض ، قائلة أن " البعض يظنون أن هذا الجسم الغامض ربما يقوم بتجميع الخردة الفضائية ، مما يساعد على التخلص من الأقمار الصناعية عديمة الفائدة التى تسبح بالفضاء، أو ربما يقوم بتزويد الوقود أو القيام باصلاحات للأقمار الصناعية الأخرى. ولكنها الصحيفة نبهت أيضا إلى تخوف البعض من احتمال استخدام هذا القمر الصناعى لتدمير الأقمار الصناعية المعادية بالفضاء . وتعليقا على هذا، قالت باترشيا لويس خبيرة الأمن الفضائى ومديرة الأبحاث بمركز تشاتهام هاوس، أن " القمر الصناعى الروسى قد تكون له مهام متعددة، بعضها مدنى والآخر عسكرى، ولكن أيا كان فإن " أوبجكت 2014-28 أى" يبدو فى مرحلة تجريبة . وأوضحت أن الأقمار الصناعية التى يتم إرسالها لأهداف عسكرية تكون قادرة على إطلاق "كريات حركية" تستهدف قمرا صناعيا آخر، أو من المحتمل شن هجوم إليكترونى من قمر صناعى على قمر صناعى آخر أو التشويش على الأقمار الأخرى. ونوهت الصحيفة إلى أن " أوبجكت 2014-28 أى" الغامض تم إطلاقه فى شهر مايو الماضى، على متن صاروخ فضائى يحمل ثلاث شحنات أخرى، فى عملية إطلاق سرية لم يتم الاعلان عنها ، حيث كان يشتبه فى أول الأمر أنه مجرد حطام فى الفضاء ، ولكن بعد أن قام الجسم الروسى بمناورات معقدة أعادت الولايات المتحدة تصنيفه على أنه قمر صناعى. تجدر الإشارة إلى أن الأسلحة الفضائية المعادية للأقمار الصناعية تم تطويرها لأول مرة فى أوائل ستينيات القرن الماضى، حيث صمم القمر الإصطناعى لأن يسبح على مقربة من الأقمار الصناعية الأخرى وأن يقوم بتفجير رأس حربى يتسبب فى إسقاطها .