حركات بشار الولدانية وتصرفاته البهلوانية المُضحكة

حركات بشار الولدانية وتصرفاته البهلوانية المُضحكة

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

مامن شك كانت دعوة بشار الأسد لحضور الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي خطأً كبيراً كدعوى وحتّى في قبولها بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ، لأسباب كثيرة ،ومنها على سبيل المثال لا الحصر :

 الأولى : وجود الوفد الإسرائيلي الذي على رأسه أُلمرت وبيريز وكبار قادة العدو الذين اعتدوا على أراضينا السورية ومُنشآتنا الوطنية ، وعلى مواطنينا السورين وعلى كُلّ المساحة السورية ، حيثُ قتلوا من أبناء شعبنا الكثير ضمن عملية إذلال وإحراج للنظام الضعيف المُهترئ ، الذي لم يستطع الرد بكل آلته العسكرية التي استخدمها لتدمير المدن السورية واللبنانية وقتل مئات الآلاف من أبناء شعبنا ، حتى على التحليق المُستفذ على قصر بشّار الذي كان متواجد فيه ولو بطلقة واحدة ، ناهيك عن اعتدائهم على لبنان وتابعهم حزب الله وعلى الفلسطينيين في الضفّة وقطاع غزّة ، فكان الأولى عليه الامتناع عن الحضور حتى من باب الاحتجاج المعنوي الذي لم يعد يقوى على فعله ، بعد أن سلّم جميع أوراقه لمن يرعى هذا الكيان كبادرة حسن نيّة وولاء لبقائه في السلطة واستمراره كجزّار يُنفذ جميع ما يُطلب من التنازلات وتفريق الأُمّة وقتل المُفكرين والقادة والقيام بالأدوار المشبوهة التي توكل إليه ، دون سماعنا منه لدعوة حوار وطني مُباشر أو غير مُباشر كما هو الحال مع العدو الإسرائيلي المُعتدي والغاصب ، ولكنه أبى إلاّ أن يعتبر القوى الوطنية والفاعليات الاجتماعية والحزبية العداء الحقيقيين ، وبالتالي فهو يرفض فتح أيّ حوار معهم ، بينما هو مُنفتح مع كل الكيانات المُعادية للأمّة العربية كإسرائيل وإيران وكل الدول التي تدعمهم

الثانية : وهي من باب المنطق والمعقول ، كون الثورة الفرنسية التي تحررت من شرارتها مُعظم أوربا من سلطة الكهنوت المُستبدة ، وجور الحُكّام المتألهين الدكتاتورين ،عندما استطاع الأحرار الفرنسيين من السيطرة على سجن الباستيل في مثل هذا اليوم من عام 1789 وتحريرهم لسجناءهم أصحاب الرأي والفكر الذين كان يعجّ بهم هذا المُعتقل وغيره من السجون في معظم المدن الأوربية ، كما تعج الآن سجون الدكتاتور بشار بالأحرار والوطنيين الذين يُقدّر أعدادهم إلى نحو العشرين ألف بعد أن قتل أباه ونظام حكمهما عشرات الآلاف أمثالهم ، في مجازر جماعية مُتعددة ، لم يشهد التاريخ مثيلاً في بشاعتها ، والطريقة التي اُستخدمت لتصفية الأبرار ، وبالتالي فإنّ وجود بشار في مثل هذه المُناسبة تُعتبر كسبّة عار وإدانة له ولنظامه في هذا المجتمع الحر ، كان عليه أن يتحاشى الوقوع في هذا الموقف المُحرج ، ويخجل على نفسه كما فعل العقيد القذافي عندما احترم نفسه وآثر السلامة عن خوض الناس فيه ، فاعتذر من أجل ذلك تحت مُبررات واهية تنفيها أفعاله قبل أقواله

الثالثة : ما أُثير حوله من ضجّة شعبية ورسمية وحقوقية وإنسانية عالمية من الاستنكار والرفض لم يشهدها أي طاغوت في السابق واللاحق إلا بينوشية بنما المقبور وبعض الزعماء العُتاة إثر المعلومة باحتمالية دعوته لزيارة فرنسا  ، مما يجعله في غنى عن هذه الزيارة والقيل والقال والتفتيش وراء أعماله الشريرة وجرائم نظامه

الرابعة : لمنعه من الإحراجات الشديدة التي عرفنا منها وما لم نعرف ، كدعوته إلى العشاء إلى الرئيس المصري حسني مبارك ثُم عدم انعقادها ، ليرتمي عليه في اليوم التالي مُسلماً عليه ولاقطاً للصورة التذكارية معه إحراجا ، لنرى فيما بعد عن سلسلة اجتماعاته ولقاءاته مع مجموعات هامشية ومن اقتضته الضرورة المُلحة للقائه للابتعاد عن شرّه كالرئيس اللبناني والسيد عمرو موسى

وأخيراً : سأكتفي بهذه النقاط الأساسية على أن أُوسعها فيما بعد ، ولكن لابد أن استعرض المشهد المُضحك الذي قام به بشار ، والذي كُلّما أتذكره أنفجر من الضحك من غير سبب ، سوى من باب شرّ البلية ما يُضحك لرئيس دولتنا المُغتصب ، الذي حضر اجتماع الطاولة المُستديرة مع رئيس العدو الإسرائيلي وجهاً لوجه ، وحضر احتفال المنصّة وهو على بُعد أمتار من أُلمرت دون أن يستطيع بتسجيل أي موقف احتجاجي علني غاضب على اعتداءات إسرائيل على أراضينا ومُنشآتنا وقتل مواطنينا ، لا بل كان الموقف الأكثر خزياً هو ما التقطته عدسات التصوير عند مجيء أُولمرت لمصافحة الرؤساء بكل ثقة وطمأنينة إلى أن وصل إلى بشار الأسد الذي ما إن اقترب منه إلاّ وأدار ظهره للعدو، ليدّعي أنّه يُقلّب بالكتاب الذي كان بين يديه ، ثُمّ ليجد ملجأً عند أمير دولة قطر الذي سارع إليه ليُصافحه بلا سبب ، مما أثار حفيظة الأمير الذي ضحك عندما عرف السبب ، ثُمّ فيما بعد ليدور من خلف الحضور ويبتعد عن المشهد ، في تصرف أقلّ ما نستطيع القول فيه انّه صبياني ، يُذكرنا بأيام الطفولة وكيف كُنّا نفعل وقت الخصام ، بدلاً من مواجهة هذا الأُلمرت القاتل  إن اقتضى الأمر وليس مُصافحته كما صافح في السابق علناً الرئيس الإسرائيلي الأسبق كتساب ، ليقول له أمام الحضور مُحرجاً له بأنّك قاتل ومُعتدي ومُغتصب للأرض ، ولكنه اكتفى بالهروب ، في منظر مؤذي لمشاعر السوريين والعرب أن يجدوا رئيسهم مُدعي المواجهة والصمود والتصدّي بهذا الموقف المُنهزم العلني ، الذي أثار سخرية الحاضرين واشمئزازهم من خلال ضحكاتهم الساخرة المرتفعة ، مما أصابني بالغثيان والإفراط في الضحك وطول التأمل بهذا الموقف المُعيب ، الذي أوجدت له المُبرر في النهاية لهروبه، فيما لو ردّ عليه أُلمرت بقوله الأكثر إحراجاً : إذا كنت أنا قاتلاً ومُعتدياً فعلى الغير ، أمّا أنت فقاتل ومُعتدي على أبناء شعبك وأُمتك ، وعلى جيرانك العرب لبنانيين وفلسطينيين وعراقيين.