شيء عن واقع الإئتلاف والكتل فيه

عقاب يحيى

بغض النظر عن واقع الإئتلاف وما يعانيه، وتداخل الذاتي بالعام في إشكالاته ووقعه وأدائه.. فإن وجود كتل فيه يعتبر طبيعياً وتعبيراً عن توافق عدد من الأعضاء حول ما يؤمنون أنه مشتركات بينهم، وقد يكون الاتفاق مؤقتا، أو مرحلياً، او استراتيجياً...

ـ حين أسس الإئتلاف.. بني على الأسس التالية  :

ـ ممثل واحد عن عدد من التشكيلات السياسية التي شملت معظم المعروف في المعارضة التقليدية وبعض جديدها، بما فيهم "هيئة التنسيق الوطني" .

ـ عدد من الشخصيات الوطنية" المستقلة" التي شملت اتجاهات مختلفة، وصل عددها إلى 13 اسماً.

ـ كتلة المجلس الوطني التي تمّ التوافق على عددها بعد نقاشات طويلة ووصل عددها ال 22 عضواً.. بما يساوي ثلث عدد أعضاء الإئتلاف وقتها، وقد رفض اقتراح أن يكون الثلث قاعدة عامة في أي توسعة جديدة. وهناك عدد من أعضاء المجلس الوطني ممن تواجد عبر المكوّنات، أو الشخصيات الوطنية لم يُحسب في تلك الكتلة .

ـ المجالس المحلية وقد تمذ اختيار 14 عضوا بواقع عضو واحد عن كل محافظة.. وشكلوا ما يعرف بالكتلة التي تنسب ـ شهرة ـ للسيد مصطفى الصباغ.. بزيادة قليلة ونقصان عبر انتقال بعض الأعضاء لمواقع أخرى، ومجيء أعضاء آخرين إليها.

ـ الأسماء المنتمية لهيئة التنسيق، وبعض الشخصيات المستقلة من الداخل لم تقبل المشاركة، لأسباب مختلفة، كما أن مندوب المنبر الديمقراطي لم يشارك، وكانت نسبة النساء هزيلة فعلاً.. وبما حفّز الهيئة السياسية ـ ايام رئاسة الشيخ معاذ للإئتلاف ـ لإقرار توسعة محدودة بهدف : تعويض تلك الشواغر بما يشبههم في الانتماء السياسي، وزيادة نسبة النساء لما يقارب العشرين في المائة..وحينها جاءت ما يعرف ب"قائمة ميشيل كيلو" وتطورات حالة التوسغة وظروفها، وما عرفته من تداخلات نجم عنها :

ـ قبول 22 عضواً معظمهم محسوب على" القائمة الديمقراطية"، إضافة لعدد آخر ضمن تلك الأسماء من اتجاهات أخرى .

ـ كتلة الأركان التي بلغت 15 عضواً .

ـ مندوبي الحراك الثوري بواقع مندوب واحد عن كل محافظة. أي 14 عضواً.

ـ بعد الاتفاق مع المجلس الوطني الكردي دخل الإئتلاف 11 عضواً ككتلة .

                                                        ****

عبر التجاذبات الانتخابية، والتباينات مختلفة الخلفيات والأشكال... عرفت تلك الموضعات زحزحات وتداخلات، وقرب وبعد وانفضاض، أو زيادة وتقليصاً.. كما أن التوسعة النسائية المقصودة لم تتحقق، ولم يتحسن أداء الإئتلاف، كما أنه لم يتقدّم كثيراً في المأسسة، والعمل الجماعي، والارتفاع فوق الحسابات الذاتية، والانتخابية والمكاسبية، والانتقال من الروح الكيدية، والانتصارات الخلبية إلى الارتباط بالثورة، ووضع ممكناته في حمل المسؤولية التي أنيطت به إزاءها والتي تفوق : موضوعياً وذاتياً قدراته، والاهتمام الجدّي بالتحديات الخطيرة التي تجابه الثورة والبلد، والعمل غلى استعادة المبادرة والقرار الوطني، والدعوة لمؤتمر وطني جامع بديلاً للانشغال بالتفاصيل الخاصة بالحياة الداخلية والمواقع والخَندقة التي تقوم على هذا الأساس، وكل ما يقال وما يعرف عن طرق كسب الولاءات والأصوات، والتكتيكات، والانشغالات الطويلة في مطابخ تفوح روائحها... الأمر الذي أسهم في إثقال أوضاع الإئتلاف، وفي تراجع مكانته درجة خطيرة، ونهشه من جهات مختلفة عبر وقائع حقيقية عن مظاهر للفساد والتسلق والانتهازية والسرقة والفوضى والانشغالات الجزئية في الحرتقات وعمليات الانتخاب.. وفتح الشهية لأنواع من المبالغات والقصص الخيالية عن حياة أعضائه، أو ما يكسبون وما يفعلون....

ـ "كتلة المجلس الوطني" شهدت فكفكات متتالية نتيجة تغيير المواقف والتكتيكات عند بعض أطرافها، أو بسبب أوضاع المجلس المتخثرة منذ عامين ويزيد، كما تعرّضت "الكتلة الديمقراطية"لانشقاق  إثر قرارات الترشيح لرئاسة الإئتلاف، فبقي قسم منها يحمل الاسم ذاته، وبحث آخرون غن تشكيل كتلة جديدة تبلورت بعد نقاشات طويلة فيما يعرف اليوم ب"التجمع الوطني السوري"، و"كتلة الصباغ" التي تلاقت مع عدد أوسع ممن كان يرفض الذهاب لجنيف عادت إلى حجمها المعهود...

ـ امام هذه الوضعية، وما عرفته حالة إقالة رئيس الحكومة أحمد طعمة، ثم إعادة اختياره لرئاسة الحكومة المؤقتة... عرف الإئتلاف نشوء تحالفات أو كتل جديدة أهمها : كتلة التجمع الوطني السوري والتي من أبرز وجوهها السادة رياض سيف وفاروق طيفور وموفق نيربية وميشيل كيلو وأحمد رمضان وأنس العبدة وآخرون، والكتلة التوافقية التي اختارت السيد حسين السيد منسقاً لها، ومن ابرز رموزها السادة جورج صبرا وسمير نشار وعبد الأحد صطيفو وخالد الناصر وآخرين.. ووضعت كل كتلة وثائقعا ورؤاها ولائحتها الداخلية، والتي يلاحظ فيها التقاطع في الأهداف العامة، والمضامين وبما يثير الأسئلة عن فحوى الخلافات، أو التخندقات، وبما يدعو غلى تعزيز الروح التوافقية وليس العكس، وغلى توجّه الجميع نحو المشتركات العامة، وتقليص عوامل الاحتراب والاختلاف الذاتي، والاتجاه نحو المهام الكثيرة الرئيسة .

ـ الكتل القائمة اليوم تطرح جميعها، والسكين على رقبة الإئتلاف، والفرص قليلة امامه لإثبات فعاليته وقدرته على أن يكون الطرف الفاعل في المعارضة السورية، وفي مساحة صدقية تمثيل الثورة.. تطرح مقومات مشتركة، ومعقولة لإصلاح أوضاع الإئتلاف، وتفعيله، ومأسسته، والتوجه نحو الداخل والشعب، والنهوض بالأعباء الكبيرة المناطة به.... وبما يرفع التحدي أمام الجميع لتنسيق الجهود، وتعزيز التوافق، وروح العمل المشترك، ووضع أوضاع الشعب والبلد، وتحقيق أهداف الثورة في صلب الأولويات.. وفوق كل الاعتبارات الذاتية والحزبوية والتحاصصية والنفعية.. والإسهام الجدّي في توفير شروط انعقاد مؤتمر وطني جامع سيكون أمامه وضع خارطة طريق للمستقبل، والاتفاق على سبل إنهاء نظام الاستبداد والفئوية، وتكريس المرحلة الانتقالية لبناء الدولة التعددية الديمقراطية . دولة الحق والعدل والمساواة بين جميع المواطنين ..