غزة .. مقديشيو؟ أم دبي؟

م. الطيب بيتي العلوي

غزة .. مقديشيو؟ أم دبي؟

ترجمة: م. الطيب بيتي العلوي

مغربي مقيم بفرنسا

باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس

[email protected]

للمحلل السياسي البرازيلي" بيبي اسكوبار" Pepe Escobar

توطئة رئيس تحرير الموقع الفرنسي الناشر للمقال

ان قرارا اسرائيليا بهجوم أكيد و كاسح على غزة، قد تم تحضيره منذ فترة وجيزة، وهو قيد التأجيل ، فكم هي المدة الزمنية  المتبقية لتنفيذه؟

وفي فترة الانتظارالمتوترةهذه ،تبقى المجموعة الأوربية ،مستعبدة ،ومرهونة للارادة الاسرائلية، بل ومبدية -في نفس الوقت -استعدادا(أكثر من أي وقت مضى) للمزيد من توطيد علاقاتها مع اسرائيل ،بمنحها العضوية المتميزة(عن بقية أعضاء المجموعة الأوربية)مما حدا بالنائبة الأوربية البلجيكية "فيرونيك دو كايسيرVeronique De Keyserبالاعتراض على الطلبات المتزايدة، والمجحفة للاسرائيليين،و معبرة عن امتعاضها من(مذلة)و خنوع المجموعة الأووربية "

ترجمة النص الكامل لمقال بابي اسكوبار

"ذهب السيناتور الديموقراطي والمرشح للرئاسة الأمريكية "باراك أوباما"-مؤخرا-الى واشنطن، مدعوا للمؤتمر الذي عقدته القوة العظمى النافذة في كل قرارات السياسة الخارحية المتعلقة بالشرق الأوسط المسماة ب"اللجنة الأمريكية-الاسرائلية للشؤون العامة" ( التي تعرف اختصارا ب" ايباك" بالانجليزية") (1) حيث صرح بوضوح ، بأنه"لا بد للقدس من أن تكون العاصمة الأبدية -و"الغير القابلة للتجزئة لأسرائيل"  حيث اهتزت كل جنبات قاعة المؤتمرات المكتظة عن آخرها ،بهتافات الحبورالجنوني،وبالتصفيقات المدوية، في حين أن نسبة كبيرة في العالم العربي من الذين كانوا يحسنون الظن ب"أوباما"، أصيبوا بنكسة وبخيبة أمل كبيرين، بل يمكن القول بأنهم قد صعقوا صعقا(2)

و لربما يبدوأن سكرتيرة الحكومة "كوندوليزارايس" هي التي ألقت القنبلة الحقيقية في مؤتمر "الايباك"، حيث هاجمت بعنف هستيري ايران وحزب الله - وحماس-وسوريا-، وموجهة كلامها التحريضي مباشرة، للمرشح الجمهوري"جون ماكاين"-(وكأنها تقرع طبول الحرب) دعما لعقلية "ماكاين" القتالية في شن حرب استأصالية لا هوادة فيها ،ضد الأطراف التي ذكرتها رايس (الشيء الذي فشل فيه رئيسهاالحالي )ومضيفة وسط خطابها قائلة "بأن شيوع العنف وانتشاره في الشرق الأوسط يحتم خلق دولة "فلسطينية مسالمة ومهادنة" على وجه السرعة، بل وأكثر استعجالا مما يعتقد"  ( وكأن العنف نزل على المنطقة من كوكب آخر).ثم ا ختتمت خطابها بكلام مفاجئ قائلة

"ان الفرصة الساحنة للسلام في الشرق الأوسط  في الوقت الراهن ليست كاملة،ولا مثالية،ولكنها من أحسن ما قدم حتى الآن في السنوات الأخيرة،ولا بد من استغلالها،.فان الاسرايليين انتظروا عقودا من الزمن الأمن الذي يأملونه ويستحقونه،وأن الفلسطينين انتظروا-أيضا- طويلا عبر المذلات ، صابرين من أجل ايجاد دولة فلسطينية"(3)

والحقيقية ،أنه لابد من التحلي بجرأة سياسة كبيرة، للتفوه بمثل هذه الأقوال، أمام المناصرين المتعصبين "لايباك"،حتى ولو كان الشخص المتحدث، سكرتير حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.،

وكما كان متوقعا ،فقد غمرت القاعة بغتة عاصفة ثلجية من الوجوم والتجهم الباردين،و صمت كصمت القبور بعد أن كانت متأججة حماسا ونشوة، ومرحا بتأثير خطاب "أوباما"

تعالوا لندخل الى "كولاكGolag القرن الواحد والعشرين

فماذا عن المعزولين والمحرومين من كافة الحقوق من سكان غزة، الذين يعانون من الاذلال اليومي في الجانب الآخر من العالم الذين أشارت اليهم "رايس" ؟ وما مدى معاناتهم الحقيقية؟ وكيف يفكر فيهم هؤلاء؟،وما رأيهم؟(يقصد  الكاتب الايباك والكونجرس الامريكي)

فغزة – التي هي اليوم أساسا كولاك"golag رهيب  وبشع-فسكانها في ظل العيش الحالي،اشبه منهم بشخصيات فيلليني وكافكا وأرابيل وكامو العبثية ،عن الأناس الطبيعيين، لطغيان الحرمان، واليأس ،والفقر،والمذلة، والمعاناة ،والاحباط، وحياتهم سيناريوفيلم رعب قاتم...،فاسرائيل وضعت حظرا تاما على الوقود والتموين الغذائي الضروري، وتمارس يوميا عقابا وحشيا جماعيا -وبشكل تصعيدي- ليس فقط ضد حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ سنة حتى الآن، بل على مليون ونصف من السكان المدنيين الفلسطينيين اليائسين والمحرومين، والمضطهدين ،حيث يتم قصف أجواء غزة يوميا ، ويجوع سكانها حتى قرابة الموت، ويدمرالجنود الاسرائيليون ما تبقى من أراضيها بالجرافات، وتعود أسباب كل هذه المعاناة اللاانسانية الى سبب واحد،هو أن فلسطينييي غزة قد اختارواقيادة حماس في انتخابات نزيهة وديموقراطية عام 2005،الشئ الوحيد الذي لا يمكن -بكل بساطة- لواشنطن، وتل أبيب قبوله

خطة جنرالات اسرائيل المقلبلة لاجتياح غزة

لقد كانت اسرائيل علىأهبة اكتساح كامل لغزة-للمرة الثانية- رغبة من"يهود أولمرت"

لصرف أنظار العالم عن فضائح الفساد-التي يواجهها ،ثم أصبح أكثرتحمسا لهذا الاجتياح بعيد عودته من واشنطن - حيث شارك في مؤتمر"الايباك "، وبعد تشاورات ثنائية ، رأسا لرأس، مع الرئيس جورج بوش، الذي تلقى معلومات استخباراتية من" أولمرت "أكثر"حينية" وجدة عن المعطيات التي في حوزة مكتب المخابرات الأمنية السرية الأمريكي "N I E ""National Intelligence Estimate »  " عن ايران حيث ختم أولمرت مشاواته مع بوش قائلا"وكما تبدو الأمور حاليا، فاننا على الأرجح ، سنقوم بحملة عسكرية على غزة وسنستبعد اية محاولات ديبلوماسية وفاقية أخرى (مع فلسطينيي غزة)

ولقد صادق رئيس الوزراء السابق "ايهود باراك" ووزرر الدفاع الاسرائيلي حاليا على هذا الاقتراح ، بالرغم من أنه -يبدوظاهريا-أقل تصلبا من أولمرت (4) فباراك هو الشخص المرتقب للبرلمان الذي يفضل عقد هدنة مع حماس- حيث يتم التفاوض في شانها حاليا عبر مصر – وذلك حسب الغايات والشروط التالية :

-أن تتوقف اسرائيل عن غاراتها العسكرية في غزة،

 -ايقاف الحصار الحالي،

 الغاء حالة الطوارئ،

 في حين ،أن تتعهد حماس،بالمقابل، بايقاف القصف بصواريخها اليدوية على (الأراضي الاسرائيلية).التي اعتمدتها اسرائيل كمسوغ رئيسي لخطة الاكتساح (5)

غيرأن اسرائيل تتورع عن اجتياح غزة –على الاقل في الوقت الحالي- لا بسبب هواجس انسانية، أو مراعاة لسقوط ضحايا جنود اسرائيليين، - ولكن لأنها-و بالأخص- لا تملك خطةأمينة، ولامضمونة للانسحاب بعد الاكتساح،-ومخافة سقوط جنودها في مستنقع لا مخرج منه على الاطلاق، فالاكتساح  قد يدوم أزيد من ستة اشهر-على أقل تقدير- حسب. الخبراء العسكريين الاسرائليين.أنفسهم..، فماالعمل اذا؟؟؟؟(يتسا ءل هؤلاء الخبراء)

مآل الهدنة !!

ومهما كانت الأحوال لاحقا، فمآل أية هدنة بين الطرفين، الى الفشل الذريع حتما، حسب استطلاعات الرأي الاسرائلية،وعلى الأقل هكذا يعتقد كل الاسرائليين، وبالتالي،فان اجتياح غزة أمرلا مفر منه ان عاجلا أو آجلا، وستقوم-من جديد- مواجهة بين القوة الاسرائبية الضاربة المتقدمة، ضد قوة حماس المحدودة عدة وعتادا(والمعزولة عن العالم الخارجي، حتى عن الجيران من أشقائها العرب بلا ولي ولا نصير- اضافة من المترجم-)

ويعتقد"أوفال ديسكين" Yuval Diskin مدير "المخابرات الأمنية الاسرائيلية"Shin Bet   بأن حماس ستكون خطرا استراتيجيا أكيدا على أمن اسرائيل مستقبلا،.في حين أن الجنرال "أموس يادلين" Amos Yaldlinهو ضد كل أنواع الهدنة، أو المفاوضات، لاعتقاده  بأن ذلك سيعطي لحماس، المزيد من السلطة والاستقواء(على حساب محمود عباس ولفيفه) ليس فقط عسكريا بل حتى سياسيا، (لذا فيجب كسر شوكة حماس)، اعتمادا على منطق،القاعدة الذهبية للأمبراطورية الرومانية القديمة "فرق تسد" – حيث يعتبر محمود عباس بالاجماع الدولي والنخبة الاسرائلية، بأنه "الشريك الأمثل " وبالتالي فان اسرائيل والولايات المتحدة  يرفضان رفضا باتا حوارا ما بين عباس وحماس، ولن يسمحا بذلك على الاطلاق

دخول المنقد  الجنرال  Ephraim Sneh 

وفي حين أن رايس ما تزال تتمسك-بيأس شديد- بحلم خطة سلام وهمي(7)  كأخر أمل في انقاذ الفشل الذريع للميراث التاريخي –المخزي- لادارة بوش، فانه يبدو أن النخبة الاسرائلية مصرة على الانغلاق على عالمها الخاص الدائر حول الحرب الدائمة والشاملة

ولذا، فان المنقد القادم هو"افرايم سنيح""Ephraim Sneh الذي يعتبره الكثير من الاسرائليين –ويهودا أمريكيين- بأنه الرجل المناسب لرئاسة الوزارة الاسرائيلية القادم، وهو يقينا ليس من الحمائم ...، حيث سبق له أن  كان نائب وزير الدفاع (1999-2001)وهو جنيرال متقاعد،وممثل برلماني من حزب العمل .الذي نجح في تسويق نفسه في مؤتمر الايباك المنعفد مؤخرا بواشنطن كالملاذ الأخير، ورجل الساعة للخروج من ورطة غزة ،(لأنها يالفعل ورطة حقيقية لاسرائيل والعرب المعتدلين والغرب برمته –اضافة المترجم)حيث استقطب هذا الجنرال اهتمام وأنظار كل اللوبيات اليهودية والحركات المتصهينة الأمريكية بالولايات المتحدة  بما فيهم "أوباما " وماكاين" وهيلاري كلنتون"

ويلخص "سنيح" مقاربته لمعضلة غزة –كما سوقها بمؤتمر "ايباك  بقوله " بأنها  تكمن في تعداد مليونها  ونصف من المحبطين  واليائسين من البشر، الذين يعانون من الفقر المذقع ، ولا يبدو لهم  في الآفاق القريبة أو البعيدة ،أية بارقة أمل في العيش، أو العمل ( وشهد شاهد من أهلها- المترجم)-، ولذا فاذا اردتم اقتلاع شأفة حماس من الوجود –الشيء الذي يجب على اسرائل فعله في يوم ما ( يضيف هذاالجنرال ) فلن يتم عبر عملية عسكرية حاسمة فحسب، بل الاحوط ان يرافق ذلك  تيسير مهمة الحكومة الشرعية للوزير الأول "سلام فياض"، لترميم وتعزيز سلطة الحكومة الحالية، ثم القيام الفوري بتنفيذ خطة تنمية اقتصادية يتم من خلالها انشاء مؤسسات حرة لتستوعب مائة الف (000 100)عمل في غزة(أنظر كيف تستثمر المخططات الأخطبوطية الرأسمألية البشعة، في استغلال حاجيات االفلسطينيين المضطهدين، لصالح المحتل وعملائه ،من تجارالحروب الانتهازيين الطفيليين من نفس جنس الفلسطينيين، بدعم من الأموال الخارحية المشبوهة ، بينما سيقتصر دور سكان غزة على لعب دور النخاسة والعبدودية المقننة لهولاء الجشعين ،مقابل التقوت على الفتات ،ما بين ارهاب العصا ،ووهم الجزرة-الاضافة للمترجم-)

ويؤمن "سنيح"Sneh بأن في حوزته وصفة سحرية لتسويق عرضه وهي :

ان غزة حاليا هي بمثابة مقديشيو(عاصمة الصومال).ويمكن أن تصبح –مزدهرة- مثل أبو ضبي (بالامارات العربية المتحدة)، والذي يجب فعله - ببساطة -هو "استأصال الارهابيين ،والسماح للديموقراطيين بالتصرف بالأمور "-(أنظرصفاقة التشبيه ،والتبسيط ،والمقارنة الفجة، تسفيها للعقول،و تصيدا لجلب المال المشبوه ، وحلبا للعاب اللصوص والنصابين الدوليين والاقليميين والمحليين، وتلميظا لشفاه المستفيدين وتجار الحروب، واقتناصا للسذج الأغرار،واستغفالا لكل هؤلاء مجتمعين ،باستغلال مآسي البشر، لا ستثمارها في اشباع الجشع الاسرائيلي- الأورو-أمريكي وطغمة من الأفاقين من العرب الجدد- اضافة المترجم-)

ومع كل مقترحات سنيح البراقة و"المعتدلة" الاان مشكلته الأساسية ، تكمن مع ذلك ،مع النخبة الاسرائيلية، التي يحاول أن يسوق لها بالمسلمة التالية :بأن حماس ليست سوى فقاعات هوائية،ومجرد عصابة من "الأوباش الارهابيين"(بمعنى أن القضاء عليها أمر هين وملح في نفس الوقت.-المترجم-.) وكما يرفض "سنيح "كلية تصديق بأن لحماس مناصرين لدى الفلسطينيين عموما ،وخاصة في قطاع غزة ،وهو في هذا "كمعتدل"-يشبه الكثيرين من العرب "المعتدلين" الذين "يشيطنون" حماس عبر قنوات تلفزيزنية عربية ( شرق أوسطية) مثل " قناة العربية"ذات السند الاعلامي ،والعضد القوي للأسرة السعودية الحاكمة، تلك القناة التي تقوم بمهمة تنمية "غرابات"و حرفنة نشر"هذاءات" مثل"ان اسرائيل تحتفط لنفسها بحق التهدئة السلمية بغزة متى تشاء"

كما يرى "سنيح" أن شعبية حماس الكبيرة  في غزة ،هي مجرد هراء واصطخاب فارغين،فحماس لا تسيطر على غزة الا بقوة السلاح والترعيب ، وبهذه الطريقة تمكنت من الاستحواذ على السلطة في غزة،وهذاعكس الحقيقية المتعارف عليها في الأوساط الاعلامية الدولية ،من أن حماس توصلت الى السلطة عبر انتخابات نزيهة، تحت مراقبة المجتمع الدولي، وتحظى بشعببية كبيرة بسبب  تنميتها لنظام أمن اجتماعي ،و انعدام الفساد الاداري والاخلاقي،  عكس حكومة عباس، وبالمناسبة فان لهذا الأخير علاقة وثيقة "بسنيح" ويلتقيان كثيرا"وبطريقة منتظمة" حيث يقول الجنرال" سنيح "عن عباس بأنه"رجل السلم" الذي يمثل أغلبية الشعب الفلسطيني، الذي يسعى الى" التطبيع مع اسرائيل" وينبذ "الارهاب"الذي لن يثمر أية نتيجة،" وهو ما كان يكرره دوما، وفي كل المناسبات "أريال شارون" عن عباس

و كما يرفض "سنيح" كلية نتائج انتخابات غزة متذرعا "بأن "الحمسويين" لا يملكون الأغلبية، ولكنهم استخدموا نظام التقسيم ،حسب المناطق للاستحواذ على الأغلبية البرلمانية، وحتى عندما كانوا في قمة تأثيرهم ، لم يكونوا يمثلون سوى 43/100 من الشعب الفلسطيني، وهم حاليا في أدنى شعبيتهم، الا أن سنيح تناسى "كديموقراطي" بأن السياسيين في الديمواقراطيات الغربية، لا يمكنهم الحلم بتحقيق نسبة 43 بالمائة من الأصوات،وأن.رؤساء الولايات المتحدة الامريكية انتخبوا باقل من ربع كل الشعب الامريكي. وفي جانفيي من عام 2005 فازن حماس ب75 مقعد من 118

 ويصر "سنيح" أيضا على أن حماس "أثبتت على أنه ليس في مقدورها  حل المشاكل العامة لغزة.ولا يمكنها ضمان الأمن، أو الرخاء، أواطعام الأطفال الجياع  بغيرصاص البنادق".. وكان على سنيح ،أن يضيف، على أنه  لا أحد باستطاعته اطلاقا انتاج ، أو عمل أي شيء داخل "كولاك" الازمنة المعاصرة ،مسيج بالحصار التام،في منطقة أصبحت أكبررمز للخزي الانساني المسكوت في الزمن الديموقراطي

فاذن ، وحسب "سنيح" فان غزة يمكنها أن تتحول الى "أبو ضبي"،شريطة السحق الكامل لحماس أولا، واستأصال شأفة كل أفرادها( معادلة اسرائلية تبسيطية بمنظور "الهولوكست" الاسرائيلي الجديد –المترجم)).،.بالرغم من أنه، ما من خبير يعرف غزة جيدا يمكنه تصديق هذا الاقتراح"الشيزوفريني" اللاعقلاني و الغير القابل للتحقيق ، ما عدا اذا تم ابادة مليون ونصف من البشر عن بكرة أبيهم.،. وبالتالي فانه يبدو بأن " مقديشيو"  ستبقى في مكانها الى أجل غير مسمى، ولن يحسم أمر مصيرها ،الا بارادة سكانها، وبعنصر المقاومة البطولية فيها

ولابد من التذكير بأن مأساة غزة تتجاوز مسألة وجود حماس، أو عدم وجودها، بل انها المجال الحيوي لصراعات المنطقة المتسعة المرطبة مباشرة بين الصراع الاسرائيلي –الامريكي –الاوروبي ضد ايران، والحملة المنظمة المسترسلة "لشيطنة" ايران في عواصم الغرب( اسرائيل والولايات المتحدة ،وأوروربا)

ان الجمهورية الاسلامية بايران، تساعد بكل امكانيتها كلا من سوريا وحزب الله وحماس، بالرغم من انها لا تصرح بذلك بشكل مكشوف، ولذا ، فان سحق حماس هو اعاقة لايران وبتر لجانب من قوتها، وهو ما تهدف اليه طغمة النخبة الاسرائلية الصهونية وجنرالاتها ، بمعية عسكرة البينتاغون ،انجازا لمشروع الكبير" "اسرائيل الآمنةEretz  Israel" "فاسرائيل الكبرى في المخطط الفوري لدى الاسرائيليين الآن ،هو ضم أكبر جزء –ان لم كله- من الأردن وغزة والجولان وجنوب لبنان الى نهر الليطاني .كمنبع ومصدر مائي حيوي (كما هو متعارف عليه في مراكز البحوث الأكاديمة )وهو من اهم الدوافع القصوى التي تحرك دوما اسرائيل للهجوم العسكري على جنوب لبنان ، وهو السر في  محاولة الاجتياح الاسرايلي في صيف 2006  لا كما روج له الاعلام الاسرائيلي والغربي آنذاك

وبعيد اعن هذا كله  فان القضية هي قضية الماء وايران ..اذا فهل  غزة ،دبي أو مقديشيو؟

              

(1)الايباك او اللجنة الامريكية- الاسرائيلية للشؤؤن العامة تاسست عام 1951 من مجموعة من اليهود والمسيحيين  الامريكيين المتصهينين  ،

 اتسعت انشطتها العلنية منذ عام 1970 وتضم حاليا اكثر من( مائة الف 000 100)  عضو  ناشط و165 موظف رسمي ،بميزانية معلنة ب450000(خمسة واربعون الف دولار)  ومكتبها الرئيسي بواشنطن ولها فروع تغطي كل الولايات المتحدة ، وتعتمد على 70  منظمة ذات النفود القوي في بلدانها ومنتشرة في العالم كله، ولكن ليس على الشكل الرسمي مثل الولايات المتحدة

وهي صاحبة السلطة الغالبة والفعلية في الولايات المتحدة، وهي المتحكمة الوحيدة في "الكابيتول" وهي مرادفة للسلطة-الباغية والمرعبة فهي ترعب الكونجرس كما قال السيناتور الاسبق" بول ن ."بيت"ماكلوسكي".