زيارة لاريجاني إلى العراق للمساومة على تشكيل الحكومة

العلامة الحسيني:

زيارة لاريجاني إلى العراق للمساومة على تشكيل الحكومة

 استغرب العلامة السيد محمد علي الحسني  في  خطبة الجمعة اليوم  من السياسيين العراقيين  كيف ينجرفون في مخطط جهنمي سيوصل العراق الى الهلاك ، من خلال استمرار الكتل العراقية في المماطلة بتشكيل الحكومة والتمسك بمطالب تعجيزية من هذا الجانب او ذاك .ورأى أن المضي في هذا الامر الخطير يدل على ان هؤلاء السياسيين لا يملكون زمام قرارهم ، انما هم تابعون لقرار خارجي بابقاء حالة الفراغ السياسي والامني قائمة ، ما يتيح لطهران ولغيرها من العواصم تصوير العراقيين عاجزين عن حكم أنفسهم بانفسهم ، ما يستدعي بقاء الاحتلال الاميركي ، وبالتالي ابقاء العراق مسرحا جاذبا لقوى الارهاب المختلفة . ورأى الحسيني في  زيارة علي لاريجاني الى العراق في هذا التوقيت دليل على ما نقول ، وازلام النظام الايراني خربوا المسيرة السياسية في هذا البد وها هو آمرهم يأتي ليقطف الثمار من خلال وضع شروط بلاده لتشكيل الحكومة الجديدة .  وفي ايران فان النظام الايراني الذي يدعي زورا الاسلام يعاكس الرغبة الالهية في القيام بافضل الاعمال في الشهور الفضيلة ، فيتخذ قرارات ظالمة  بتأجيل الانتخابات البلدية لمدة عامين تحت ذريعة خفض النفقات ، ويفرض الضرائب الباهظة على المواطنين ، وبدلا من ان يوقف النظام مزاريب الهدر والسرقة في بنيانه ، وبدلا من وقف الانفاق الهائل على المغامرات العسكرية الخارجية ،  يرهق الناس في ارزاقهم ومعيشتهم.ان تأجيل الانتخابات البلدية يأتي كاستمرار لسياسة النظام في خنق الانتفاضة المباركة للشعب الايراني ، فالخوف من هزيمة سياسية انتخابية جديدة ، على غرار الانتخابات الرئاسية ، قبل أكثر من عام ، هو الدافع الحقيقي لهذا التأجيل . فالمعارضة الايرانية تجذرت داخل المجتمع الايراني بعد كفاح الاشهر ، وصارت روح الثورة على الظلم والجور من صلب يوميات الايرانيين . اضاف السيد الحسيني : من هنا جاء اضراب تجار السوق في طهران احتجاجا على الضرائب الجائرة ، وجاء معه التعاطف الشعبي ، بالتظاهر والاعتصام ، مثالا على هذه الروح والتي تذكر بمشهد ثورة "البازار" على نظام الشاه في السبعينيات ،  التي انتهت مع سائر التحركات الشعبية الى سقوط ذلك النظام . وها هي التجربة تتكرر اليوم بتعبيد الطريق أمام الثورة مجددا .وتابع السيد الحسيني : ان الارباك الذي يعانيه نظام ولاية الفقيه ، داخليا بسبب الاحتجاجات ، وخارجيا بفعل العقوبات الدولية ، يجعله أكثر ظلما وبطشا تجاه شعبه ، وقد بات سوء المعاملة والاغتصاب والتعذيب بحق السجناء في معتقلات وسجون النظام أمرا شائعا في ايران ، على ما تؤكد التقارير الدولية المستقلة .  وفي جانب آخر يستمر النظام الايراني في توجيه عملائه داخل الحكومة العراقية لممارسة المزيد من البطش ضد اللاجئين الايرانيين في العراق ، وخصوصا في معسكر أشرف ، فاصدرت وزراة الداخلية أوامر قضائية باعتقال  38  معارضا ايرانيا في العراق  ، بينهم مسعود رجوي رئيس منظمة مجاهدي خلق . ان سلوك الحكومة العراقية مخالف لتعاليم الاسلام ، ومناف للقوانين الدولية والانسانية الملزمة بحماية اللاجئين وتأمين مستلزماتهم الحياتية . وعليه فان المجتمع الدولي مطالب بالتدخل لحماية هؤلاء اللاجئين ، وتأمين حمايتهم باي وسيلة من الوسائل ، وتولي القوات الاميركية حماية المعسكر والاشراف عليه كما كانت تفعل لسنوات . وقال العلامة الحسيني : لقد سبق وتوجهنا الى اخوتنا في الاحزاب والحرکات والمنظمات السياسية المناضلة في الاحواز العربية ضد نظام الملالي ، ودعوناهم من منطلق موقعنا المرجعي الاسلامي ، الى التنبه الى أضاليل هذا النظام واساليبه الخادعة ، اذ هو يدفع بهم الى المغالاة والتعصب القومي العربي ، وجعل هدف " العروبة" أعلى من هدف إسقاط نظام ولاية الفقيه . وهذا ليس من الحكمة بل هو خطأ قاتل لهم ولقضيتهم ، اذ يسهل على النظام الايراني استدعاء العصبية القومية الفارسية للحفاظ على موقعه ومصالحه . ان حقوق الاهوازيين وحفظ كرامتهم الدينية والقومية لا تكون الا باسقاط هذا النظام بالتعاون والتضامن مع اخوتهم في المعارضة الشاملة للنظام من خلال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية .وتابع : في الوقت الذي تواصل فيه  إسرائيل هدم منازل الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، واقامة منازل إسرائيلية على انقاضها ، ما يعني المضي في مخطط تهويد القدس الى نهايته ، تستمر حالة التشرذم الفلسطيني ، ويتأخر اتمام المصالحة بين مختلف الفصائل ، ما يشكل خدمة مجانية للعدو الصهيوني ، ويشكل ضربة موجعة للمصلحة الوطنية الفلسطينية  ، عدا عن أنه في الاساس مخالف لمبادىء الاسلام الذي يحث على الوحدة في مواجهة الاعداء ، وتجاوز الخلافات الجانبية . وفي المقابل فاننا نرحب بتواصل المشاورات العربية العربية ، وآخرها محادثات الرئيسين السوري والتونسي ، وزيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى اليمن ولقائه الرئيس علي عبدالله صالح ، والقمة القطرية السعودية التي جمعت الشيخ حمد و خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الدار البيضاء. وقد شكلت هذه اللقاءات فرصة لتكثيف التشاور ، والارتقاء بالعلاقات العربية عبر تفعيل العمل العربي المشترك وتنسيق المواقف إزاء قضايا العرب المصيرية على الساحات الخليجية والعربية والإسلامية والدولية . ان اي لقاء عربي يخدم المصلحة القومية العليا ويدفع باتجاه تحقيق المطالب العربية على المستوى الدولي ، واللقاءات العربية باتت ضرورة قومية لمواجهة مخططات الجوار في تفتيت الامة العربية وتمزيقها . وفي الشأن اللبناني نحمد الله على عودة الهدوء الى الجنوب بعد الاشكالات بين الاهالي في الجنوب وقوات اليونفيل ، لان استمرارها كان ليشكل نكسة لجهود الحفاظ على الاستقرار في لبنان والاقليم ، من خلال التورط في نزاع لا يحتاجه البلد . وقد جاءت الاحداث لتؤكد صوابية موقفنا الداعي الى انهاء هذا الاشكال ، خصوصا مع تواصل الحرب الامنية الصهيونية على لبنان ، ونحن في اجواء ذكرى حرب تموز العدوانية على بلدنا ، من خلال كشف المزيد من عملاء الموساد الاسرائيلي وآخرهم طارق ربعة شريك شربل قزي واللذين وفّرا لإسرائيل قدرة التنصت الكامل و تحديد اماكن المشتركين وتدمير الشبكة الخليوي في دقائق . وهذا أمر خطير يجب التصدي له بكل حزم . واذ نحيي القوى الامنية الرسمية على انجازاتها هذه ، ندعوها الى مزيد من العمل لتحصين  ساحتنا من الاختراقات الصهيونية .وفي المجال الامني نؤكد ضرورة قيام تعاون وثيق مع الدول الصديقة مثل فرنسا ، من دون اثارة حساسيات معينة ،  مع الحفاظ على استقلاليتنا السياسية التامة . ولا ننسى المساعدة الكبيرة التي وفرتها فرنسا للبنان ، من خلال تزويد فرع المعلومات باجهزة متطورة للكشف عن شبكات الجواسيس الاسرائيلية . وأخيرا فاننا ندعو الحكومة الى الالتزام التام والدقيق بقرارتها الاخيرة بشأن تعزيز أمن المطار ، وتأمين الاحتياجات اللازمة لحمايته من اية اختراقات ، لانه معبر حساس للغاية قد يستخدم كسيف ذي حدين ، فهو من جهة قد يشكل خطرا على الامن الوطني اللبناني ، كما قد يشكل خطرا على الامن القومي في الدول التي ترسل طائراتها الى لبنان ، وخصوصا الدول العربية الشقيقة .