العراق ما بعد الانتخابات عَلَمَاني أم مهدوي

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏07‏/04‏/10/ أثار عودة العنف الى العراق بعيد الانتخابات التي جرت فيه وذورة العنف التي حصدت خلال الايام القليلة الماضية اكثر من 150 قتيلا عودة المناقشات حول مستقبل بنية العراق السياسي والطائفي . فحصول جبهة  رئيس وزراء العراق السابق اياد علاوي  على 91 مقعدا بالبرلمان العراقي بزيادة  مقعدين عن الاحزاب الموالية  لرئيس الوزراء الحالي نوري المالكي / 89 مقعدا /  ومحاولة الاول تشكيل حكومة في بلاده وتشكيك الثاني بنتائج الانتخابات ومحاولته تشكيل حكومة مع علاوي وعدم حصول العرب السنة على مقاعد تذكر جعلتهم بمثابة الاقلية في برلمان دولة عربية كان السبب  على حد راي بعض خبراء شئون العراق بعودة العنف الطائفي  وازدياد التكهنات  باحتمال نجاح الشيعة الاعلان عن دولة شيعية على غرار ايران  فعودة العنف الطائفي الذي استهدف يوم السبت المنصرم قرية اليوصفي السنية التي تقع بالقرب من بغداد والانفجارات التي وقعت بحي السفارات دليل واضح على عودة العنف المذكور الذي يريد مرتكبوه تنفيذ مخطط تقسيم العراق الى دويلات طائفية وعرقية .

ويرى خبير شئون العراق في معهد فريدريش ناومان للدراسات السياسية الدولية فالكو فالديه  انه اذا ما استطاع الغرب بالتعاون مع بعض الدول العربية بدعم جبهة اياد علاوي  لتشكيل حكومة في ذلك البلد فانه بالامكان ان يصبح العراق دولة ذات نظام علَماني . وعزا فالديه  توقعاته قيام نظام علماني الى ان علاوي لا يعتبر محسوبا على الاحزاب الاسلامية الشيعية التي تؤيد قيام دولة ملالي على غرار ايران في ذلك البلد كما أن أعضاء جبهته والموالين لها من  السنة والشيعة على حد سواء يحظون بتأييد من الغرب وزعماء دول منطقة الخليج العربي الذين يرون بقيام دولة شيعية في العراق امتدادا لحكومة الملالي الايراني الامر الذي يعني مواجهتهم لامتداد شيعي يهدد كيان الخليج العربي ومنطقة الشرق الاوسط برمته ، وقيام دولة ذات نظام علماني في العراق سيعمل على مواجهة قوى اسلامية سنية تريد اتخاذ العراق معقلا لها لمواجهة الغرب وتهديد امن واستقرار منطقة الشرق الاوسط برمتها وعلى الغرب بذل الجهود لدعم اياد علاوي بتشكيل حمكومة في بلاده . 

ويعتقد خبير شئون منطقة الشرق الاوسط والاسلام الصحافي والكاتب بيتر شولاتور  استحالة قيام دولة علمانية في العراق فبالرغم من أن علاوي يعتبر شخصية منفتحة الا انه يجب الاخذ بعين الاعتبار دوره ودور بعض أعضاء جبهته من الشيعة باقناع واشنطن ولندن على غزو بلاده وقد حكم علاوي العراق وازدادت اثناء حكمه قوة الشيعة ودعم الغرب وبعض دول منطقة الخليج العربي له بتشكيل حكومة يمكن أن يساهم قيام دولة ذات نظام متعدد الاوجه أي علَماني مختلط ببعض قوانين الاسلام  سواء كانت منبثقة من الشيعة والسنة .

وأكد شولاتور انه سواء استطاع علاوي او المالكي تشكيل حكومة في ذلك البلد فان العراق سيصبح دولة مهدوية / شيعية / جراء الدعم المعنوي والمادي الذي يحظى احزاب الشيعة منه من ايران وتقسيم العراق الى دويلات طائفية وعرقية اصبح لا مفر منه اذ ساهمت واشنطن والدول التي تحالفت معها ضد ذلك البلد على توسعة الهوة بين فئات الشعب العراقي وردم هذه الهوة يعتبر ضرب من الخيال جراء المذابح التي استهدفت فئات شعبه .

وعزا شولاتور توقعاته تقسيم العراق وقيادم دولة شيعية فيه الى تهميش دول العرب واهل السنة  فيه علما ان مسلمي السنة اكثر عددا من مسلمي الشيعة فأكثر الاكراد والتركمان هم من السنة على حد آراءهم .