عاد العرب كخفي حنين من أنابوليس

محمد هيثم عياش

[email protected]

هل تابعتم أحداث مؤتمر أنابوليس لاحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط عن كثب وكيف جلس العرب مع الصهاينة على طاولة واحدة لمناقشة  كيفية إحلال السلام في تلك المنطقة ، هؤلاء العرب سامحهم الله يعرفون تماما أن الصهاينة لا يريدون المساومة على القدس الا أنهم هداهم الله ذهبوا الى أنابوليس وعادوا منها كخفي حنين اذ لم  يتطرق المؤتمرون الى قضية تهويد المدينة المقدسة ولم يؤكدوا معارضتهم على تهويدها  لم يتطرقوا أثناء المؤتمر الى الخلافات الاخرى مثل قضية هضبة الجولان التي باعها الطاغية الراحل حافظ أسد لليهود بثمن بخس لقاء وصوله الى حكم سوريا لمدة وصلت الى أكثر من 30 عاما كانت سنوات عجاف لا تزال مستمرة في ظل نجله الطاغية الصغير بشار أسد  . كانت نتائج هذا المؤتمر التأكيد على استمرار المفاوضات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والصهيوني ايهود اولمرت والاتفاق على ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة تكون جاهزة قبيل رحيل الرئيس الامريكي جورج بوش عن البيت الابيض في عام 2009 . هذا ما تم تحقيقه ان كان صحيحا في مؤتمر أنابوليس ،  استمرار الاتصالات بين عباس واولمرت . لقد تبين جليا بأن المؤتمر فشل قبل وأثناء وبعد انعقاد فالاتصالات بين المذكورين مستمرة حتى ان عباسا  يجتمع بأولمرت اكثر من اجتماعه مع أهله ولم يبدي اولمرت أي مرونة تجاه القدس ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال اذا لم تستح فاصنع ما تشاء فالرئيس الفلسطيني بقي يشن هجومه على حماس في أنابوليس وواشنطن  وهو يهاجم حماسا أثناء  ارتكاب  الصهاينة المجازر تلو المجازر ضد الشعب الفلسطيني ولم ينتقد اولمرت المتظاهرين اليهود الذين تظاهروا ضد أنابوليس مطالبين بعدم المساومة  بالقدس بينما أشار مراقبون سياسيون بأن حضور العرب المؤتمر كان قبولا ضمنيا بإنهاء مسألة القدس الشريف أي استعدادهم بأن تكون القدس عاصمة للصهيونية العالمية كما وصف احد المراقبين السياسيين بأن السعودية قد أحرجت بمشاركتها في ذلك المؤتمر لأن موضوع تهويد القدس لم تتم مناقشته ، فإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط والاعتراف بالكيان الصهيوني يكمن في قبول الصهاينة المبادرة العربية التي تكمن بالإنسحاب الى حدود ما قبل حرب الخامس من حزيران أي انسحاب من القدس والجولان وغيرها من المناطق التي لا تزال أسيرة الصهيونية هذه المبادرة لم يتطرق اليها الرئيس الامريكي بوش والمشاركين من الاتحاد الاروبي الذين أعلنوا تأييدهم لمقترحات  السعودية التي ايدها العرب في مؤتمر الرياض الذي  تم في وقت سابق من هذا العام . ودعونا نتطرق الى مشاركة النظام السوري في هذا المؤتمر ، هل نسيتم خطب بشار اسد النارية التي ذكر فيها أحقية المقاومة  ومساندته لها من أجل استعادة الارض ووصفه الزعماء العرب بأنصاف الرجال لأنهم لم يدعموا حزب الله في حربه ضد الكيان الصهيوني خلال صيف عام 2006 المنصرم  ؟ لقد تبين لكل ذي لب بأن النظام السوري غير صادق بقضايانا المصيرية فهو لم يمد العون لحزب الله أنثاء محاربتهم الصهاينة مثل خذلان حافظ أسد المقاومة الفلسطينية واللبنانية عندما احتل الصهاينة لبنان من أقبصاه الى أقصاه بداية الثمانينات وهل يوجد الخير  بنظام باع الجولان وأصبحت حدود سوريا على يديه من ورق ؟   قيل لنا أن ايران منزعجة لمشاركة دمشق في ذلك المؤتمر ، فلا تصدقوا دعوة ايران وحزب الله فالكل لا يريد اعادة القدس  ، هل تعلمون ماذا قيل لنا في برلين عن دعوة بوش لسوريا أنه دهاها من أجل تصغير حجم ايران وهيمنتها على سوريا والمقاومة اللبنانية والفلسطينية وغيرها ومشاركة السعودية من أجل إحراجها في العالم الاسلامي ، ربما يكون هذا صحيحا ، الا أن الأدهى من ذلك ادعاء النظام السوري بأن واشنطن قد خدعت دمشق بالذهاب الى أنابوليس للتطرق الى موضوع الجولان اذ لم يتطرق أحد الى تلك الهضبة التي يتاجر بها المتاجرون ، والحق يقال بأن حكومات الدول العربية لا تزال مخدوعة فهي أضحوكة منذ ضياع فلسطين وصدق المتنبي الذي قال  وهو يندب العرب :

أغاية الدين أن تحفو شواربكم     يا أمة قد ضحكت من جهلها الأمم  

انتهى مؤتمر أنابوليس ولكن قضية القدس لن تنتهي وانتهاءها يكمن في فك اسرها وعودتها الى المسلمين من جديد وستعود .