رسالة صريحة للأخ العقيد القذافي

والسادة الحكام العرب قبل مؤتمر القمة

م. هشام نجار

إخوتي وأخواتي

حملت  لنا الأخبار من الجماهيريه الليبيه الخبر التالي : قررت السلطات الليبية إطلاق قناة فضائية جديدة، تزامنا مع انعقاد مؤتمر القمة العربية في سرت في الفترة من 27 و28 من آذار/ مارس الحالي وسوف تتخذ القناة الجديدة اسم  وطني الكبير  ويجيء انطلاق القناة مع رغبة العقيد معمر القذافي في أن تلتزم القناة الجديدة بمهام الإعلام القومي الواعي، كما أنها تهدف إلى إحياء جذوة الشعور القومي والارتقاء بوعي الإنسان العربي، وتقريب المسافات بين أبناء الأمة الواحدة ... الخ

اعزائي القراء

 عجيب امر حكامنا ! نقول لهم نشكو صداعآ مزمنآ سببه تفكير ابناء هذه الأمه بمصيرها المؤلم ومصير اجيالها القادمه فيعالجوننا بدواء لإيقاف الإسهال. لا ادري كيف نستطيع إقناع بعض هؤلاء الحكام من ان الأمه لا تشكوا إسهالآ بل تشكوا أرقآ وصداعآ, وبالتالي ليست هي بحاجه إلى فضائيات جديده وخاصة إذا كانت متبناة من الحكام , فلدى امتنا اكثر من خمسمائة قناة فيها من كل إختصاصات الدنيا من فئة الهشك بشك الى فئة  صوت العرب من القاهره ايام احمد سعيد  فماذا إستفدنا سوى هزائم جديده بينما كان إعلامنا يشحذ فينا اغانينا الوطنيه امجاد ياعرب امجاد في الوقت الذي كان فيه احرار الأمه تزور المعتقلات او تعلّق على المشانق خدمة لتلك الأمجاد

سيدي العقيد

 حلول مشاكل امتنا ليست بإحداث قناة فضائيه جديده تحمل اسمآ رنانآ"وطني الكبير" حلول امتنا تبدأ بكم. فلقد اعطتكم شعوب امتكم  اربعين عامآ او تزيد من حكم وطنكم..جربتم فيها من نظريات وافعال وانظمة وقوانين كل ما يخطر وما لايخطرعلى بال بشر من نظريتكم العالمية الثالثه.. الى كتابكم الأخضر.. الى ثورتكم ولجانكم الشعبيه.. الى من تحزب خان .. الى دوس على الرجعي والخاين.. الى تطبيق الإشتراكية المفلسه.. الى الشعب صاحب المصلحه الحقيقية بالثوره.. الى طز طز في امريكا.. الى دولة إسراطين . ثم إنتقلتم الى العالميه من اوسع ابوابها فدخلتم شمال تشاد ثم عدتم من حيث اتيتم بعد ان فقدتم هناك خيرة ابنائكم.. وصرفتم من اموال شعبكم على حركات التحرر العالمي كثوار إيرلندا الشيئ الكثير ثم افشيتم اسرارهم الى اعدائهم..ثم بدأتم ببناء مشروع مفاعل ذري ولم يمض شهور حتى سلمتموه قطعآ حديديه لأمريكا. هجرتم العرب (وكوّعتم) بإتجاه افريقيا وأذعتم على الملأ تقلدكم لمنصب ملك ملوكها في الوقت الذي لم تتحملوا ملكآ وطنيآ واحدا في وطنكم فإنقلبتم عليه, ثم اعلنتم من منصبكم الجديد إقتراحكم بتقسيم السودان واكملتم عليه مؤخرآ بنصيحة غاليه هي تقسيم نيجيريا. بالأمس مزقتم ميثاق الأمم المتحده في خطابكم التاريخي في نيويورك وفرحنا وانتظرنا ماذا بعد. فلم يصلنا شيئ بعد؟

واليوم تتحفوننا بقناة فضائية جديدة لتلم شمل الأمه على حسب ما يقول إعلامكم بينما إستنفذتم في اربعين عامآ من حكمكم كل المحاولات الجاده لتلموا شمل ابناء وطنكم الصغير فلم تتمكنوا لسبب بسيط هو ان الدواء الذي جرعّتموه إياه لم يكن مناسبآ لأمراض الوطن

سيدي العقيد

الحل لعودة كرامة هذه الأمه ليس في مزيد من الأغاني الوطنيه وليس في مزيد من الخطب الحماسيه وليس بمزيد من التحاليل السياسيه في قناة فضائية جديده, الحل سيدي العقيد (وهذا الدعوه لكل حكام العرب) يبدأ بالخطوة الصغيره التي بدأها نجلكم الأخ المهندس سيف الإسلام بالإفراج عن جزء يسير من معتقلي الرأي لديكم على ان يتبع ذلك الإفراج عن آخر معتقل في سجونكم وتلحقون خطوتكم هذه بتفكيك اجهزتكم السريه والتي فرّقت بين الأب وابنه.. والإستاذ وطالبه.. والاخ واخيه.. والرئيس ومرؤوسه وتتركون  جهازآ واحدآ فقط لحماية الوطن من اعدائه الخارجيين فليس في داخل الوطن خائن واحد . ثم دعوة كل المهجرين طوعآ وقسرآ الى وطنهم وتعويضهم عما الّم بهم من ضرر نفسي ومادي وبعد ذلك يتم تتويج العرس الكبير بالمشاركه في بناء الوطن من جديد بسواعد وعقول كل أبنائه, فإن فعلتم وفعل باقي الحكام العرب ذلك فتكونون بذلك قد حققتم نصف إنتصارنا على إسرائيل والنصف الثاني يتأتي بتنفيذ قول الله سبحانه وتعالى :وأعّدوا لهم ما استطعتم من قوه

اخي المهندس سيف الإسلام أناديك كأخ اكبر نشترك معآ في مهنة مقدسة واحده وكونك احد الإصلاحيين المرموقين في وطنك اقول لك :ان ما قمت به من اجل وطنك بالرغم من انه خطوة صغيره هو محل تقديرعربي واسع لماذا؟ لأن حال الأمه العربيه كحال سلسلة حلقاتها اليوم مفتوحه, اوصالها مفككه, فإن اغلقت حلقة ليبيا اليوم تكون قد وصلت معها حلقتين تمثلان بلدين عربيين فتكون قد جمعت سلسلة من ثلاث حلقات متصله عن يمينها واحده وعن شمالها واحدة اخرى وبذلك تقترب الأمة العربيه من تحقيق كرامتها بإستكمال بناء هذه السلسله ومن ثم سيأتي نصرها بإذن الله حاسمآ وينتهي صداع وأرق الأمه الى غير رجعه وغير ذلك لن يفيد ولو انشأنا الف محطة فضائيه.

مع تحياتي