الخائفون

مركز الميماس للثقافة والإعلام

      الديمقراطية أولا

الخائفون

بنت سوريا

 أربعون عاما ونحن نواجه التناقضات السياسية المقيتة لهذا النظام التعيس ,وهذه التناقضات المريعة التي يعيشها النظام ,انما يعود سببها لأمر واحد,هو الحفاظ على كرسي الحكم,وجعل مقدرات سوريا كلها بيد فئة قليلة قادرة على التحكم بها!!!

فالعمل السياسي ركن هام من أركان المجتمع ,ولكن الفئة الحاكمة حطمت هذا الركن بقوة على أهميته ,وحطمت قانونية وجوده,فبدلا من خلق متناقضات سياسية سلمية,وحراك سياسي يقوي المجتمع ويحصنه,خلقت متناقضات تعبر عن نفسها بأشكال سلبيةفي المجتمع,ادت الى عطالة هذا المجتمع!!

أربعون عاما وهذه الفئة تجرعنا أوهام التقدم والحداثة,في ظل دكتاتورية عشوائية,ونسيت أن الديموقراطية الحقيقية هي الوحيدة القادرة على التقدم والتغيير,وانها أي الديموقراطية هي الأقدر على حماية هذا التغيير,نسيت ان الشعوب هي القوى الحقيقية الدائمة وهي الحارث العظيم للأوطان.

ان قادة الحزب اذا جاز هذا التعبير,وعلى رأسهم مايسمى قادة الدولة هم اعجز من أن يقولوا أراءهم بصراحة,وأكثر عجزا وقدرة على النقد لذاتهم الضئيلة,فكيف اذا سيكون حال الصحافة والكتاب والمفكرين والشعب....؟

ان الدكتاتورية في سوريا أصبحت من الضراوة بحيث يصعب كبح جماحها,فغريزة الأمن والسلطة والجشع هي التي تسيرها,وأصبحت الخطورة الناجمة عن هذا الوضع واضحة بشكل لايخفى على أحد.

أيها الرئيس المثقف المطلع كما وصفك البعض وتتكلم اللغات الحية وتطالع كثيرا!

ألا تعلم ان الديموقراطية قد نشأت قبل الميلاد بخمسة قرون ؟

وكانت ديموقراطية اثينا رغم قصورها تستهدف تحرير الناس وفي ظلها نبغ الفن الطليق الحر,فكان المسرح يشبع الساسة والزعماء نقدا وتهكما,وهم هناك وسط النظارة,بصفقون اعجابا وتحية,فما بال نظامك اذا يعتقل اصحاب الرأي والفكر الحر ,ولكن الحقيقة المجردة انك ومجموعتك الحاكمة انما تحكموا بعقل متحجر غير قادر على استيعاب الفكر السياسي او الثقافي ,ولاتملك العقل الرشيد والضمير الحر الذي يؤهلك للاصلاح الذي تنادي به......!

أيها الشعب السوري الحبيب لاشك في ان أي تغيير يكون محفوفا بالصعوبات ولايخلو من المخاطر ,ولكن ممارسة الحرية هي أكبر تأمين ضد الصعوبات والمخاطر,وان العمل الوطني بجميع مستوياته لايمكن ان يصل الى أهدافه الا بطريق الديموقراطية مع علمنا بأننا نجتاز مرحلة من مراحل التغيير الكبرى.