إضحك مع صحيفة الثورة: الرقيب أوباما يخدم في جيش بشار

إضحك مع صحيفة الثورة:

الرقيب أوباما يخدم في جيش بشار

بسام البدارين

رقابنا ورقاب السيسي

رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب أبلغ تلفزيون «النيل» ومعه حزمة من فضائيات القاهرة بأن «رقبته طاولت السماء» بعد الإستماع لخطاب الجنرال المصري عبد الفـــتاح السيسي في الأمم المتحدة مؤخرا .

طبعا لزوم الشغل تطلب أن يستخدم الرجل مفردة «رقابنا» لجمع التفخيم، وللإشارة إلى أن الشعب المصري برمته طالت رقابه بعد تلك الخطبة، وما يهمني الإشارة لأن رقبتي أيضا أريدها أن تطول بمصر، تلك التي نفتقدها ونحبها الرائدة القوية الصلبة التي لا يمكن تجاوزها .

حاليا أقترح على محلب تناول كمية معقولة من الحليب منزوع الدسم حتى تنمو رقبته فعلا لا قولا، فرقابنا جميعا في هذه الأمة البائسة مرحليا أقصر من أن ترصد أصلا ما دام شذاذ الأرض وأصحاب الأجندات وأجهزة الإستخبارات كلها في العالم تسرح وتمرح بيننا وتنتهك كل الحرمات.

كان يمكن أن يخالجني شعور أخونا محلب نفسه بطول الرقبة لو لم تكن الكهرباء مقطوعة في مصرالشقيقة، ولو كان القضاء غير ذلك الذي نراه الأن ولو ضمن السيسي حريات الناس وكراماتهم وقدرا من الإنصاف والعدل.

ستطول رقابنا فقط عندما تعود مصر قوية عزيزة خالية من اللصوص والحرامية وملتزمة بخطها القومي.. ستطاول رقابنا السماء عندما يخضع الآخرون لكلمة مصــــر ويحســـبون حسابها قــــبل التصرف في المنطقة، وعندما تتوقف المؤسسة المصرية عن إخــــتراع أكاذيــــب بائسة وسقيمة لتبرير مساهمتها في حصـــار الجـــوعى والأطفال في قطاع غزة.

مصر القوية مصلحة لنا جميعا وأتعهد أنا شخصيا إذا ما خالجني يوم نفس شعور الأخ محلب بدون نفاق ولا «تسحيج» أن أحني رقبتي لمصر العظيمة وأستخدم مفردة «الرئيس» بدلا من الجنرال وتختفي من قاموسي كلمة «إنقلاب».

الأمير سعود الفيصل وتعزيز

الديمقراطية في سوريا والعراق!

أنا شخصيا قلبت على ظهري من الضحك عندما شاهدت محطة «العربية» تمارس مهنيتها الرفيعة وهي تعيد بث الخطاب الذي ألقاه الأمير سعود الفيصل في المحافل الدولية عندما تحدث عن «الديمقراطية وحقوق الإنسان» وضرورة سهر العالم على تعزيزهما في العراق وسوريا.

بالموقف السياسي في الموضوع السوري أنا اتقاطع مع الأخوة في مملكة «أبو متعب»، لكن ليسمح لنا سمو الأمير بالإستغناء عن الإستماع له يتحدث عن حقوق الإنسان في بلد لا تستطيع المرأة فيه قيادة سيارة ويخفق نجمه الغنائي الأول – محمد عبده- في ترديد نشيده الوطني لأنه ببساطة نشيد لأشخاص وليس للوطن.

إضحك مع صحيفة «الثورة» السورية

الإيرانيون كذلك «قلبوا على ظهورهم من الضحك»، حسب معلوماتي عندما شاهدوا قارىء الأخبار على الفضائية السورية يعيد على الشعب المكلوم والمبتلى قراءة الإفتتاحية العبقرية التي وردت في صحيفة «الثورة» حول الموقف من «داعش».

الإفتتاحية تنتمي بطبيعة الحال إلى عائلة «الإعلام الخشبي»، ولا يخجل كاتبها من القول إن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أصبح تلقائيا وكأنه يؤدي الخدمة العسكرية في الجيش السوري النظامي.

طبعا كاتب هذه السطور البائسة خطط لوجبة من التسحيج لرئيسه بشار الأسد، الذي وصف الغارات على بلاده بأنها في «الإتجاه الصحيح».

كان بإمكان دمشق إصدار تصريح موسمي مماثل لما كان يصدر عندما تعتدي دول مثل إسرائيل وتركيا على الأجواء السورية، ولم نفكر بالتأكيد بمطالبتها بالتصدي لغارات الأمر الواقع الأمريكية، ولم يكن من الممكن أن نعتب عليها .

لكن أن يتم الترحيب بالغارات بهذه الطريقة البائسة، فذلك له معنى واحد فقط… التغيير في الملف السوري بدأ فعلا، فالرقيب أوباما التابع لجيش النظام في طريقه للحصول على ترقية ميدانية ووسام الكفاءة… هذا على الأرجح ما قصده العبقري بتاع صحيفة «الثورة».

« مواسير» حماس تهزم «القبة الحديدية»

أقل من ساعة فصلت بين سهرة سياسية طرح فيها أحد الأصدقاء سؤالا إستنكاريا حول كيفية حصول «إنتصار» في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير وبين برنامج «الصندوق الأسود» الوثائقي الذي بثته «الجزيرة» بعدما إصطادت في ما يبدو فيلما يتحدث عن «القبة الحديدية» في الكيان الإسرائيلي.

فهمت كمشاهد أن قبتهم الحديد نجحت في إعتراض أكثر من 90 ٪ من صواريخ المقاومة لكني فهمت أيضا بأن الحياة الإقتصادية والزراعية تعطلت في إسرائيل والخسائر بالمليارات وبأن الصاروخ الذي لا تعترضه قبة الحديد يسقط على مصنع أو على مزرعة فيلعب دورا في تعطيل الإقتصاد الإسرائيلي.

معنى ذلك أن صواريخ «المواسير»، كما يسميها الزميل محمد فرحان ساخرا، لها دور في «إقلاق» الإسرائيليين وكسر إرادة الإستمرار في الغرور ولها دور في جعل الإحتلال «مكلفا» هذه المرة بعدما نام بدون كلفة منذ 60 عاما… بإلله عليكم دلوني على أي جيش عربي نجح في إقلاق ولو أحد الرعيان في «كيبوتسات» العدو؟ هذا سؤال إستنكاري مني لكل تلك التساؤلات الساخرة من إنتصار المقاومة.

٭ مدير مكتب «القدس العربي» في عمان