الجامعة العربية.. النشأة والرابطة والأهداف
الجامعة العربية.. النشأة
والرابطة والأهداف
بقلم: مصطفى محمد الطحان
تلقيت رسالة على الانترنت ومعها بيان موقع من السيد أحمد الخطيب في القدس.
جاء في البيان أن الجامعة العربية هي من بنات أفكار الإنكليز في أربعينيات القرن العشرين.. فقد ألقى وزير الخارجية البريطاني أنطوني أيدن خطاباً في مجلس العموم قال فيه أن الحكومة البريطانية تنظر بعين العطف إلى كل حركة بين العرب.. وبعد شهر من إلقاء هذا الخطاب قام مصطفى النحاس رئيس الحكومة المصرية بالتعاون مع حكام الدول العربية التي كانت خاضعة في أكثرها للقوى الغربية.. بإنشاء الجامعة العربية.
ونحن نعتقد أن الجامعة العربية ليست شيئاً نشازاً عما نحن فيه.. فالعرب الذين نادوا بالقومية العربية وتقسمت بلادهم على 22 دولة.. كل منها تنازع جارتها في قطعة أرض أو قطعة بحر.. وما زالت الهيمنة الغربية مسيطرة على حكام البلاد العربية كما كانت مسيطرة على الجامعة العربية.. وإذا كنا مضطرين للتعامل مع الحكومات العربية بحكم الواقع.. فمن الطبيعي أن نتعامل مع المنظمات العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة والأوبك ومئات المنظمات الأخرى بحكم الواقع أيضاً.. فنحن لا نعيش في العالم وحدنا.
ولكن أليس بالإمكان أن نتعامل مع الجامعة العربية ونستفيد منها بدلاً من شتيمتها بمناسبة وبغير مناسبة.. ألم يكن حلف الفضول حلفاً أسسته قريش زعيمة الشرك في ذلك التاريخ.. ومع ذلك قال فيه سينا محمد r: حلف لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت.
ألم يكن عبد الرحمن عزام الذي كان أميناً عاماً للجامعة العربية رجلاً شريفاً حاول بكل طاقته خدمة القضية الفلسطينية.. وإرسال المتطوعين باسم الجامعة إلى فلسطين وإنشاء مراكز التدريب باسمها..
ثم ما ذنب الجامعة العربية إذا أصبحت قراراتها حبراً على ورق.. هل هي مسؤوليتها.. أم مسؤولية هؤلاء الحكام الذين ضربوا بمصالح بلادهم عرض الحائط.. واستسلموا لقرارات الأسياد في معظمهم.
من أولى بالإدانة.. الجامعة وهي مجرد مبنى.. أم حكام الدول العربية؟!
ولهذا أرجو من إخواننا الذين يتناولون مثل هذه الأمور أن ينظروا للأمور نظرة واقعية.. تفيدنا بالتحرر من أوهامنا وتدلنا على طريق التغيير.
23/3/2005م